تحقيق تكميلي لكشف أسباب انخفاض سرعة محركات الطائرة بعد إقلاعها أكد التقرير الأولى الذي أعده مكتب التحقيقات والتحاليل الفرنسي، حول الأسباب التي كانت وراء سقوط الطائرة المستأجرة من طرف الجوية الجزائرية، بان الطائرة كانت تتوفر على كل الوثائق التي تمكنها من ضمان الرحلة الجوية، مضيفا بان الظروف الجوية التي كانت سائدة يوم الرحلة لم تكن استثنائية في هذه المنطقة، وفي هذه المرحلة من السنة وأفادت شهادات بان طاقم الطائرة لم يتعرض لأي ضغوطات قبل الرحلة. تضمن التقرير الأولى الذي أعده مكتب التحقيقات والتحاليل الفرنسي، حول الأسباب التي كانت وراء سقوط الطائرة المستأجرة من طرف الجوية الجزائرية، في شمال مالي، على 63 صفحة، قدم تفاصيل بشان الرحلة، ومعلومات حول القتلى، والأضرار التي تعرضت لها الطائرة، ومكان وقوع الحادث، كما تضمن معلومات حول طاقم الطائرة والطريقة التي تعتمد عليها الشركة الاسبانية «سويفت اير» في اختيار الطواقم العاملة على متن الطائرات التي تقوم الشركة بتأجيرها. كما تضمن شهادات بعض الفنيين والمسؤولين في الجوية الجزائرية، ومركز المراقبة الجوية في بوركينافاسو. وقال التقرير، بان الطائرة أقلعت من مطار واغادوغو في حدود الواحدة والربع صباحا متوجهة إلى الجزائر، وأوضح بان الطائرة قامت بتغيير مسارها عند صعودها لتفادي مناطق رعدية، قبل أن تستقر في مسارها، وبعد لحظات فقدت الطائرة من سرعتها، وانخفض ارتفاعها قبل أن تهوي الطائرة وانحرفت على اليسار لتسقط على الأرض بسرعة كبيرة. ويوضح التقرير، بان الطائرة بدأت بعد ربع ساعة من إقلاعها، في الانخفاض عن مسارها، كما تم توقيف نظام القيادة الآلي، لتتعرض الطائرة إلى عدة انحرافات بلغت 140 درجة، وأشار التقرير بناء على معطيات تم التوصل إليها من خلال فحص إحدى العلب السوداء، بان قائد الطائرة حاول قبل 20 ثانية على سقوطها، الارتفاع من جديد إلا أن هذه المحاولة لم تنجح. وأظهرت بيانات تضمنها التقرير، بان الطائرة انحرفت شمالا وقامت بشبه دورة قبل أن تواصل الرحلة، في طريق مغاير تماما، قبل أن تنحرف مجددا على الشمال قبل أن تهوى إلى الأرض. وقدم المحققون معلومات عن طاقم الطائرة، وقائدها وهو اسباني الجنسية، والبالغ من العمر 47 سنة، والحاصل على رخصة من هيئة الطيران المدني الاسبانية تمتد إلى 2017، وله تجربة تصل إلى أكثر من 14 ألف ساعة طيران منها قرابة 10 آلاف ساعة كقائد طائرة، وقام بعدة رحلات في إفريقيا، وذالك منذ تعاقد الشركة الاسبانية مع الجوية الجزائرية، منها ثلاث رحلات قبل الكارثة بين الجزائر و واغادوغو. وتمت الإشارة إلى الأوضاع الجوية السيئة التي كانت سائدة في شمال مالي في توقيت الرحلة، وتظهر الصور التي تضمنها التقرير، معلومات حول كثافة السحب، واتضح بان الطائرة مرت بمحاذاة الاضطراب الجوي، وقال التقرير بان درجة الحرارة المنخفضة لم تكن لتصل إلى درجة تجمد أجزاء من الطائرة. وأكد التحقيق، بان العلبة السوداء، والتي تتضمن تسجيلات التي دارت داخل قمرة القيادة، قد تضررت كثيرا، وعرض المحققون صورا عن العلبة الثانية، والتي أظهرت الأضرار البليغة التي تعرضت لها، ما تطلب إجراء إصلاحات على الشريحة المغناطيسية، وهو ما مكن المحققون من استعادة أربع أشرطة سمعية تصل مدتها إلى حوالي نصف ساعة.ورغم ذالك أكد التحقيق أن أجزاء من التسجيل لم تكن قابلة للاستغلال. وقال التقرير، بان الطائرة لم تصدر أي إنذار قبل تحطمها، وأشار بان المحققون عثروا على جهاز الإنذار وقد تضرر كليا بسبب قوة الارتطام مع الأرض، مضيفا بان وضعية الحطام، والأضرار التي لحقت ببعض الأشجار المتواجدة بموقع سقوط الطائرة، أظهرت بان الطائرة ارتطمت بالأرض بسرعة كبيرة، ما أدى إلى تحطم الطائرة كلية وتحولها إلى أجزاء متناثرة. وسجل المحققون، بان النيران اندلعت مباشرة بعد سقوط الطائرة. وأضاف بان كل الركاب توفوا لحظة سقوط الطائرة بسبب قوة الارتطام. وبحسب التقرير، فان المحققون يعكفون على دراسة بعض التفاصيل الخاصة بالرحلة، والتي يمكن أن تحدد أسباب تحطم الطائرة، ومنها الأسباب التي أدت إلى تراجع سرعة المحرك مباشرة بعد بداية الرحلة، وكذا الأسباب التي أدت إلى تغيير ارتفاع الطائرة ومسارها، وقال المحققون، بان إخضاع المحرك لسلسلة من التجارب ضرورية لفهم أسباب هذه الاختلالات. قائد الطائرة كان هادئا واستعلم عن حجم الحقائب والأمتعة وقدم بعض الشهود الذين استمعت لهم لجنة التحقيق، بعض التفاصيل قبل انطلاق الرحلة، وقال العون المكلف بتحضير الرحلة على مستوى مطار واغادوغو، بان الطائرة تقدمت لمكان التحضير متأخرة ب 15 دقيقة بسبب الاكتظاظ الذي تعاني منه الحظيرة، موضحا بان هذا التأخر لم يكن ليؤثر على التحضير لهذه الرحلة، والتي تمت بصورة عادية. وقال العون، بان طاقم الطائرة أشرف على عملية شحن الحقائب والأمتعة، مضيفا بان طاقم الطائرة كان هادئ ومرتاح، مضيفا بان قائد الطائرة استفسر بشان عدد الحقائب وحجم الأمتعة. من جانبه قال العون التجاري التابع للجوية الجزائرية، بان قائد الطائرة لم يتعرض لأي ضغط قبل الرحلة، وبان عملية التحضير جرت في ظروف جد عادية. أما مراقب الطيران بالمطار، فقد ذكر بان الرحلة لم تكن تتضمن أي مخطط وذكر «بان هذا الأمر اعتيادي خاصة بالنسبة للرحلات الجوية القادمة من الجزائر»، وقال بان المراقب الجوي لم يكن يملك أي معلومات حول الأوضاع الجوية السائدة في المنطقة.