حديقة الحامة بالعاصمة تفتح حديقة التجارب بالحامة أبوابها في الأيام القليلة القادمة بعد سنوات من الغلق والإهمال، حيث من المنتظر أن يدشنها رئيس الجمهورية قبل نهاية الشهر الجاري بعد استحداث إجراءات تنظيمية وأمنية صارمة تراعي خصوصية العائلة الجزائرية من خلال تخصيص 130 عون أمن يمنعون كل مظاهر الانحراف والتخريب. كما سيشرف على إدارة الحديقة، لأول مرة، مجلس علمي يتكون من خبراء وعلماء وباحثين يسهرون على تنفيذ البرنامج الجديد لحديقة تعتبر بحق جنة في قلب العاصمة؛ جنة آن الأوان لزوارها أن يتمتعوا بجمالها وثرواتها النادرة. * منع دخول العشاق والقصّر وإنشاء روضة ومعرض طبيعي حديقة التجارب بالحامة صنفها خبراء فرنسيون، لدى إشرافهم على إعادة تجديد وتهيئة الحديقة، من بين أجمل خمس حدائق طبيعية في العالم حسب ما أكده مدير حديقة الحامة، زريات عبد الرزاق، لدى استضافته »للشروق اليومي« بغية التحدث عن أهم الإجراءات الجديدة التي ستميز افتتاح الحديقة، مشيرا إلى أن الحديقة سيضبطها نظام داخلي يضم العديد من البنود الصارمة التي جاءت بهدف الحفاظ على خصوصية الحديقة وثرواتها النادرة وعلى سلامة وأمن الزوار، وذلك من خلال منع دخول القصّر والمنحرفين والعشاق الذين قد يسيئون لسمعة الحديقة ويؤثرون على حرمة الزوار، بالإضافة إلى منع إدخال الحيوانات والدراجات واستعمال الكرة والمذياع وكل ما من شأنه التأثير على راحة الزوار. وللسهر على تطبيق القانون الداخلي، وفّرت إدارة الحديقة أزيد من 130 مراقب وعون أمن مصحوبين بكلاب مدربة وفرق للشرطة تعمل على مراقبة كل مايجري في الحديقة. وأضاف المتحدث، أن أهم شيء أنجز خلال فترة التهيئة، التي انطلقت سنة 2005 بالتنسيق مع وفد فرنسي يضم 15 خبيرا، هو إمداد الحديقة بالمياه بعد انقطاع تام دام 6 سنوات، حيث تم استحداث أربعة كيلومترات من أنابيب المياه التي تمد كافة أنحاء الحديقة بالمياه، خاصة فيما يتعلق بالأحواض المائية المنتشرة بكثرة، بالإضافة إلى ترميم العديد من الآبار ومنابع المياه، مما ساعد على إعادة فتح العديد من البحيرات المائية التي تحتوي عددا كبيرا من الأسماك الكبيرة التي تم جلبها مؤخرا. استحداث مجلس علمي وروضة للأطفال ومن المنتظر أن يسهر على تسيير الحديقة، لأول مرة، مجلس علمي يتكون من علماء وخبراء ومختصين في مجال العلوم الطبيعية والبيولوجيا يساعدون المدير على اتخاذ القرارات وكل ما يتعلق بالتسيير والإدارة. كما أنشئت روضة أطفال رائعة التصميم والجمال تعمل على تربية وتعليم الأطفال في جو طبيعي فريد يساعدهم على تنمية مواهبهم وقدراتهم الجسمية والعقلية. وأضاف المتحدث، أن الحديقة تضم أيضا مخبرا للتحاليل العلمية يعمل على دراسة ورعاية كل الأنواع النباتية المتواجدة في الحديقة وهدفه الأساسي تطوير وتشجيع الإنتاج المحلي للأزهار وهذا ما سوف يغيّر وجه الحديقة في السنوات القادمة، حيث ستتحول إلى معرض طبيعي لمختلف النباتات والزهور والأشجار المتواجدة في جميع مناطق الجزائر. سعر متنوع للتذاكر وتخصيص حافلة للمدارس ومشاريع أخرى ومن بين أهم الإجراءات التي ستعتمدها حديقة التجارب بالحامة لجلب زوارها تخصيص سعر متنوع للتذاكر بحسب نوعية الزائر وخصوصيته، فالقاطنون بالعاصمة سيخصص لهم اشتراك شهري، لم تحدّد قيمته بعد، يمكّنهم من الدخول اليومي للحديقة، خاصة منهم الشباب المتعطش للجلوس في الأماكن الطبيعية الهادئة، كما ستخصص للأطفال الذين يكونون برفقة ذويهم مبالغ رمزية لا تتجاوز 10 دنانير. وفيما يخص الجمعيات والأفواج الكشفية وتلاميذ المدارس، فسيستفيدون من تخفيضات رمزية قصد تمكين الأطفال في الاستفادة من مختلف الأجنحة التي تضمها حديقة الحامة. وفي السياق ذاته، كشف المدير عن مشروع تخصيص حافلة كبيرة تعمل على نقل التلاميذ من مدارسهم إلى الحديقة ذهابا وإيابا، بالإضافة إلى تهيئة أقسام ومرشدين يعملون على تلقين التلاميذ مختلف الدروس البيئية التي يحتاجون إليها وسيعم هذا المشروع جميع المدارس المتواجدة في العاصمة حيث تستضيف الحديقة مدرسة على الأقل كل يوم. 40 ألف نوع من الأزهار لإحياء الحديقة الفرنسية جلبت إدارة الحديقة 40 ألف نوع من الأزهار لإحياء الحديقة الفرنسية التي تعتبر من أهم الأجزاء الطبيعية في الحامة وهي تتميز بالطابع الهندسي الفرنسي المنظم الذي يعتمد على قطع أرضية ذات أشكال هندسية منتظمة الأجزاء تتميز بتناظر أشكال الزهور المتنوعة من صنف الأربعة فصول، ويتوسطها حوضان مائيان الأول ذو شكل دائري والثاني على شكل مستطيل. كما تضم الحديقة الفرنسية عددا كبيرا من »أشجار واشنطونيا« المتواجدة بكثرة في جزر هاواي الأمريكية، مما أضفى على المكان جمالا طبيعيا خلابا زادت من روعته الألوان المتنوعة للأزهار المتواجدة على شكل صفوف وأشكال هندسية رائعة. إنشاء معرض طبيعي لنماذج من مختلف المحميات والحدائق الوطنية كما استحدثت حديقة الحامة، لأول مرة، معارض طبيعية جزائرية مائة في المائة تضم نماذج من مختلف المحميات والحدائق الموزعة على مختلف مناطق الوطن على غرار محمية القالة وحديقة تلمسان ومحمية جرجرة وثنية الحد... وتهدف هذه الخطوة إلى تشجيع التنوع البيئي في الجزائر وتعريف الزوار بمختلف النباتات والأشجار التي تتميز بها كل منطقة عن الأخرى. وستتوزع هذه المعارض على شكل مربعات تبلغ مساحتها 25 مترا طولا و4 أمتار عرضا، وتأتي هذه الخطوة حسب مدير الحديقة لإنقاذ عدد كبير من النباتات ذات الأصل الجزائري من الانقراض مثلما حصل لآلاف الأنواع من النباتات التي محيت من الوجود. تكوين للبستانيين ومساحات خاصة للنباتات العلمية والصحية وقامت إدارة الحديقة مؤخرا بتنظيم دورات تكوينية للبستانيين الشباب الذين ستوكل لهم مهمة الرعاية الدورية للنباتات بمختلف أشكالها وألوانها وهو ما يتطلب إطلاعهم على خصوصية كل نبتة. وتعد هذه الخطوة الأولى من نوعها في الحديقة بهدف كسب الشباب خبرة تمكنهم من دخول الاحترافية في مجال رعاية النباتات. كما تضم الحديقة مربعات خاصة بالنباتات العلمية والصحية التي لا تباع وإنما وضعت بهدف الحفاظ عليها وتعريف الطلبة القادمين من مختلف المعاهد والمؤسسات التربوية بفوائدها الصحية والغذائية. وتوجد أيضا في الحديقة مساحة تضم نماذج عن كل النباتات والأشجار الموجودة في الحديقة وهذا بهدف الحفاظ عليها، خاصة وأن عددا كبيرا منها نادر الوجود وقد وضعت في أماكن خاصة بعيدة عن الزوار. وتجدر الإشارة إلى أن حديقة الحامة كانت تضم معهدا يدرس فيه علم النباتات وهو اليوم في طور الترميم بعدما تضرر جراء زلزال 21 ماي 2003. شراء تمساحين من سرك عمار والأسد »فريد« هو الملك من حسن حظ زوار حديقة التجارب بالحامة أنهم سيستمتعون بمشاهدة لأروع وأغرب الحيوانات في الجزائر على غرار الأسد »فريد« الذي يبلغ من العمر 19 سنة والذي ألفه زوار الحديقة قبل غلقها قبل ثماني سنوات، الأسد جاء إلى الحديقة وهو لا يتجاوز السنة من عمره حيث ترعرع وكبُر بين أحضانها، مما جعله يألف زوارها وأصحابها. وبعد غلق الحديقة تحوّل الأسد إلى حديقة الوئام ببن عكنون مثلما حصل لعدد كبير من الحيوانات المتواجدة في الحديقة وقد عاد الأسد من جديد للحامه، حيث وجدناه في حالة صحية جيدة رفقة لبؤة. والطريف في الأمر أن الأسد »فريد« متيّم بحب المربّي »مولود« الذي يقدم له الطعام، حيث وجدناه يكلّمه ويطبق جميع أوامره وهذا ما ساعدنا على الاستمتاع برؤية الأسد الذي وجدناه نائما أثناء زيارتنا للحديقة، ولحسن الحظ وجدنا المربي »مولود« الذي أيقظ الأسد »فريد« من النوم وجعله يقوم بحركات أشبه ما تكون بالسرك. كما اشترت إدارة الحديقة مؤخرا تمساحين وأسدا من سرك عمار من أجل تدعيم حديقة الحيوانات التي يعول عليها بشكل كبير في جلب أكبر عدد ممكن من الزوار، خاصة وأنها تضم عددا كبيرا من الحيوانات التي جاءت من مختلف بقاع العالم وأغرب هذه الحيوانات »نسر الكوندور« الذي جاوز سنّه التسعون سنة، مما تسبب في فقدان بصره. ومن بين أهم الحيوانات التي تضمها الحديقة نذكر القرود والثعالب والغزلان والصقور والحمار الوحشي والفنك والجمال والماعز وعددا كبيرا من الطيور والحيوانات الأخرى...