أنصار " الكحلة والبيضاء" يصنعون الفرجة والفرح في كل مكان بعد تحليق النسر السطايفي عاليا في سماء القارة السمراء وإهدائه الجزائر أول لقب في منافسة رابطة الأبطال الإفريقية في طبعتها الجديدة التي شرع فيها منذ سنة 1997، عاشت مدينة عين الفوارة وضواحيها أجواء احتفالية بهيجة لم يسبق وأن عرفتها من قبل، بالرغم من الألقاب العديدة التي رصعت مسيرة الوفاق في مختلف المنافسات المحلية والخارجية والتي وصل عددها إلى 22 لقبا في مشواره الكروي منذ تأسيسه سنة 1958 . مظاهر البهجة والأعراس الجماعية التي انطلقت منذ عودة الفريق من الكونغو بعد لقاء ذهاب الدور النهائي من هذه المنافسة القارية أمام نادي فيتا كلوب الكونغولي، وصلت إلى قمتها ليلة أول أمس، حيث عاشت المدينة وضواحيها ليلة بيضاء، بعد خروج آلاف المناصرين إلى مختلف الشوارع والأحياء والساحات العمومية في طوابير لامتناهية من السيارات والدراجات النارية وصنعوا أجواء بهيجة امتزجت فيها منبهات السيارات بمختلف الأهازيج والأغاني التي تمجد الفريق وطلقات البارود والمفرقعات وزغاريد النساء، الأمر الذي حول مختلف الساحات إلى لوحات فنية في غاية الروعة والجمال وأضاء ليلتها بآلاف الألعاب النارية من مختلف الأحجام والأنواع . أنصار " الكحلة والبيضاء" الذين زينوا مختلف الأحياء باللافتات والشعارات العملاقة باللونين الأسود والأبيض والرايات الوطنية التي تم تعليقها إلى جانب الشعارات الممجدة لثورة أول نوفمبر المجيدة، فكانت الفرحة مزدوجة تخللتها استعراضات بهيجة امتدت إلى كل بلديات الولاية وحتى الولايات المجاورة حسب الأصداء التي وصلتنا . عين الفوارة التي تحولت إلى مدينة أشباح طيلة أطوار المباراة وسط أجواء من الترقب، سرعان ما انفجرت مختلف شوارعها وساحاتها بالأفراح والأعراس الجماعية، بعد إعلان الحكم عن نهاية اللقاء، حيث خرج آلاف المناصرين الذين تابعوا المباراة عبر الشاشات العملاقة التي تم تنصيبها أمام ساحة البريد المركزي ودار الثقافة هواري بومدين ووسط المدينة وصنعوا أجواء بهيجة، من خلال هتافاتهم التي تتغنى بمختلف شعارات الفريق، ومنها على الخصوص " فوارة شامبيوني" و " الفوارة زاهية اليوم" مع ترديد أغنية " ياسيدي الخير عامر لحرار" في كل الأرجاء. العائلات السطايفية ساهمت بدورها في هذه الأجواء الحماسية البهيجة، من خلال توزيع الحلويات التقليدية على المناصرين في مختلف الشوارع والأحياء ورمي القصاصات التي تحمل اللونين الأبيض والأسود على مواكب السيارات . الأجواء الاحتفالية المذكورة ينتظر أن تتواصل بنفس الريتم، بعد عودة الفريق إلى مدينة سطيف، حيث علمنا أن اللاعبين سيقومون بدورة شرفية عبر شاحنة مكشوفة، يجوبون خلالها الشارع الرئيسي للمدينة، قبل أن يتم تكريمهم من طرف سلطات الولاية في حفل بهيج يليق بعظمة هذا التتويج الذي أدخل الفرحة في نفوس كل الجزائريين، خاصة وأنه تزامن مع أجواء الأفراح والاحتفالات المخلدة للذكرى الستين لاندلاع ثورة الفاتح من نوفمبر الخالدة .