جريدة ألمانية تكشف الحصار "الإعلامي الرهيب" على التغطية الإعلامية الدولية لمجزرة العيون كشفت الجريدة الألمانية "فرانكفورت ألمانيي زيتونك" في عددها الصادر يوم الخميس الماضي "الحصار الرهيب" الذي فرضته سلطات الاحتلال المغربي على وسائل الإعلام الأجنبية وحرمانها من ولوج المنطقة التي استهدفها الهجوم الدامي للقوات المغربية على مخيم "اكديم ازيك " في الثامن من الشهر الجاري. وأوضحت الجريدة الألمانية أن السلطات المغربية لا زالت تمنع الصحافيين الأجانب من ولوج المناطق المحتلة من الصحراء الغربية كونهم يعملون على تصوير الانتهاكات المغربية من اعتقالات وتعذيب ضد المدنيين الصحراويين ونقلها إلى الرأي العام الدولي، كما تمنع الصحفيين الأجانب من السفر إلى مدينة العيون وباقي مدن الصحراء الغربيةالمحتلة بمجرد معرفتها أنهم بصدد إنجاز عمل صحفي من شأنه أن يكشف التجاوزات المرتكبة من اعتقالات ومحاكمات صورية وتقتيل وتعذيب ونفي، وتشير الصحيفة الألمانية إلى أنه أصبح من الضروري على كل فريق تلفزيوني يريد أن ينجز عملا خارج العاصمة الرباط الحصول على رخصة خاصة يصعب الحصول عليها. ومن جهة أخرى انتقدت الصحيفة الواسعة الانتشار، صمت الحكومة الاسبانية إزاء ما جرى في مدينة العيونالمحتلة وإحجامها عن التدخل في النزاع حفاظا على علاقاتها ومصالحها مع المغرب، مبرزة أنها تفضّل تناسي هذا الصراع الشائك لكي تتفادي بالمقابل إشعال الصراع حول منطقتي سبتة و مليلية، الصحيفة أشارت إلى أن اللاجئين الصحراويين يعيشون منذ 35 سنة في مناطق نائية وحارة وسط ظروف صعبة، مندّدة باستنزاف المغرب المتواصل للثروات السمكية والطبيعية الصحراوية مثل معدن الفوسفاط، مضيفة أن هذا يأتي بعد أن وعدت منظمة الأممالمتحدة بتنظيم استفتاء تقرير المصير في الصحراء الغربية بعد توقف إطلاق النار بين جبهة البوليساريو والمغرب الذي يعرقل مبدأ تقرير المصير ويواصل قمع حرية التعبير بدعم من فرنسا إلاّ أن الأممالمتحدة لم تف بوعدها في تنظيم هذا الاستفتاء.وكانت السلطات المغربية قد قامت أول أمس بترحيل ثلاثة صحفيين اسبان من مدينة العيونالمحتلة، في حين سحبت اعتماد صحفي رابع، حيث اتهمت الصحفيين الثلاثة وهما رجلان وامرأة بالدخول متسللين وبطريقة غير شرعية دون اعتماد قانوني إلى مدينة العيون، وأكدت أن سحب اعتماد الصحفي الرابع جاء بسبب ما أسمته بالسلوك غير المهني من طرفه، كما انتقدت بشدة تغطية الصحافة الاسبانية للهجوم العنيف الذي استهدف نازحين عزل، ويأتي ذلك بعد منع 13 صحافيا في وقت سابق من الوصول إلى العيون عن طريق الجو دون تقديم تفسير من جانب الخطوط الجوية المغربية، كما تم قبل ذلك منع 12 صحفي تابعين لوسائل إعلام دولية من مغادرة الدارالبيضاء إلى العيون وكانت وزيرة الخارجية الاسبانية ترينيداد خيمينيث من جهتها قد طالبت بتوضيحات من المغرب حول أعمال العنف التي وقعت أثناء إزالة مخيم النازحين بالعيون ووصفتها بالأحداث الخطيرة جدا، كما طالبت بتوضيحات حول ظروف مقتل مواطن اسباني خلال هذه المجزرة، وهو المدعو بابي حمادي بوجمعة، وقد اتهم أخ الضحية الشرطة المغربية باغتيال شقيقه بعنف بدهسه بسيارة .