"جزائريو العالم" وثائقي يروي حكايات نجاح يرصد الشاب إلياس حلفاوي حكايات نجاح في فيلم وثائقي أراد من خلاله تقديم صورة جديدة عن الجزائريين، رغم أن السينما لم تكن في يوم ما حلم طفولته وفق تصريحه لوكالة الأنباء الجزائرية. "أن دراستي في الاعلام الآلي هي التي فتحت لي الآفاق وادت إلى اكتشاف حس مزدوج في شخصيتي تقني وفني والمزج بين الاثنين قادني إلى المجال السمعي البصري". يقول لقد حقق هذا المخرج الشاب وهو مهندس في الالي نجاحا باهرا ولد الياس حلفاوي في وهران وتكون في مدرسة الاعلام الآلي لباريس وهو اليوم مستشار في التلفزة الرقمية لقد كشف الفيلم الوثائقي "جزائريو العالم" خمس مسارات مهنية وديناميكية الذي تم عرضه مؤخرا في المركز الثقافي الجزائري بباريس وموهبة هذا المخرج ومخرجين جزائريين آخرين برهنوا كذلك أنه بإمكان الجميع تحقيق مسار مهني ناجح ومن بين الاشخاص الذين نجحوا في حياتهم المهنية نذكر الروائي ياسمينة خضرة الذي تحول من ضابط إلى روائي موهوب وهو اليوم يشغل منصب مدير المركز الثقافي الجزائري بباريس وبسام كركاشي وهو مستشار تنفيذي في إدارة الاعمال وحاج خليل الذي يتراس شركة لتجارة المواد الاولية متخصصة في تصدير التمور وسميرة فهيم التي تدير بباريس شبكة محلات متخصصة في الحلويات الجزائرية وتميم عبد الصمد وهو أستاذ في إدارة الاعمال وهم كلهم يعملون وهم مقتنعون بأن النجاح ليس مستحيلا ويقدم الفيلم الوثائقي في شكل سلسلة من الحوارات نشطت في الشارع وفي المقهى بلهجة حميمية وقريبة من الجمهور قصة لقاء شاب جزائري مع خمس شخصيات تشترك في كونها حققت النجاح في ظل التنوع. وقال إلياس حلفاوي "كان من المهم بالنسبة لي أن أقرب بين الأشخاص وامكنهم من التعريف بأنفسهم بشكل طبيعي وأن أثير تجاوبا مع المتفرج" مؤكدا انه كان "يخشى بأن يعتقد الناس بأن هؤلاء الاشخاص لم يكونوا سوى موظفين جاءوا لتقديم دروس". وأضاف "هدفي من خلال هذا الفيلم الوثائقي هو إبراز الجانب الانساني والابتعاد عن الكليشيهات التي عندما يتعلق الامر بالجزائر يتم التطرق حتما إلى الآفات الاجتماعية والارهاب والسياسة فأنا أردت أن يكون هذا الفيلم بعيدا عن السياسة. وعمل هذا المخرج الذي لم يتابع تكوينا أكاديميا في مدرسة أو معهد سينمائي خلال مشوراه المهني في نشر الفيديو من خلال مساعدة المؤسسات على نشر مضمونها عبر الانترنيت. وقال أن "إخراج هذا الفيلم الوثائقي جاء استجابة لثلاث رغبات" هي "إرادتي أولا في إبراز القيم العالمية للنجاح وأن النجاح متناول الجميع سواء أكان الفرد جزائريا" أم لا وأخيرا أنه بإمكان المرء النجاح دون نكران أصوله. وأكد أن "ما كان يهمه من خلال هذا الفيلم الذي يعد ترقية للمواهب الجزائرية هو المزج بين شخصيات معروفة وغيرها تتمتع بكفاءات في مختلف المجالات ولكن ليست "حاملة لشهادات والتي حصل لي الشرف في أن أتعرف عليها". وأضاف أن هذا الشريط الذي قام هو بتمويله لا يعد سوى أول عدد من سلسلة من الافلام الوثاقية التي يعتزم إخراجها بهدف الكشف عن المواهب الجزائرية المبعثرة عبر العالم. وقال أن "فكرة خلق فضاء لرصد الكفاءات الجزائرية اخذت تتجسد شيئا فشيئا" مع مر السنين من أجل التوصل إلى تجنيد أشخاص آخرين من حولي مقتنعين بأهمية المشروع وسطر الياس حلفاوي هدفا يتمثل في لقاء الجزائريين الذين نجحوا سواء أكانوا منحدرين من عائلات مهاجرة أو يقطنون بالجزائر أو بلدان أخرى من العالم قصد التعريف بهم لدى الجمهور. وقال أن "مدارسا للتسيير اتصلت به على غرار صالونات مهنية متوسطية التي ترغب في عرض الفيلم للإشهار بنماذج النجاح وإبراز أن هذا الأخير يتحقق عبر الزمن شريكة الإيمان" بذلك ومن المقرر عرض هذا الفيلم الوثائقي بباريس وغيرها من المدن الفرنسية وحتى بمونريال وعواصم تتميز بحضور قوي للجالية الوطنية كما سيتم عرضه بالجزائر بالإضافة إلى برمجته على شاشة التلفزيون. وأضاف "لقد أنجزنا هذا الفيلم الوثائقي بإمكانات ضئيلة ولكن بإمكانيات ووسائل أكبر ربما قد تنجح في الاستجابة لحاجيات أخرى كما قد نحظى باهتمام شركاء آخرين مؤكدا على أهمية الإنتاج والنشر وتشجيع النقاش وخلق فرص لتجسيد سلسلة بشرية" قائمة على قيم النجاح. والأهم في هذا المسعى هو "الاستفادة من أهم جانب في الفرد من أجل رفاهية الجميع من خلال تصور متجدد لا يقوم على نموذج خارجي بل على قيم خاصة بنا يتعين علينا استغلالها".