قال نقاد سينمائيون إن الفيلم الجزائري "جابلا" أو "الاتجاه إلى الداخل" لطارق تقيه هو الأفضل بين ثلاثة أفلام عربية تعرض في المسابقة الرسمية لمهرجان الإسكندرية لسينما حوض البحر الابيض المتوسط، مشيرين إلى انه يتمتع بفرص للفوز فيه. الفيلم الجزائري الذي جاء اسمه من كلمة "القبلة" التي تعني في مصر الجنوب، صور في عدد من المناطق الجزائرية من العاصمة في أقصى الشمال إلى الحدود الجنوبية.الرحلة الأولى جغرافية. وقال المخرج في تصريح لوكالة الأنباء الفرنسية "تأتي لتستكشف الجزائر بعد الحرب الأهلية التي مزقتها لأكثر من عقد ومحاولة لتكوين رؤية وفكرة لإعادة بناء الجزائر ضمن أسس جديدة".وأضاف أن "الرحلة الأخرى تجري داخل نفس البطل الذي تم تهميشه كغيره من المثقفين العرب من قبل النظام السياسي وعزله عن العالم المحيط به ثم إغراقه بعالم من الاغتراب والعزلة، ومحاولته الخروج من هذه العوالم واكتشاف ذاته بحركته جغرافيا في ارض الجزائر الوطن".والفيلم الجزائري يروي قصة رحلة صوفية يخوضها البطل ويتميز ببطء حركة الكاميرا للتعبير عن حالته النفسية والانتقالات في الطبيعة لنقل صورة عن الوضع الذي وصلت له الجزائر بعد الحرب الأهلية دون صخب مكتفيا بدور الصورة في نقل الواقع.أما في المرتبة الثانية، فيأتي الفيلم التونسي "شينشيتا - مدينة السينما" لابراهيم لطفي الذي يصور ثلاثة شبان مهتمين بصناعة فيلم سينمائي ترفض الرقابة والجهات التمويلية التابعة للدولة إعطاءه فرصة للظهور بحجة إساءته للمجتمع التونسي.ويلجأ أبطال الفيلم إلى إعادة كتابة السيناريو. ويتصور كاتب السيناريو أنهم يقومون بسرقة بنك لتمويل إنتاج الفيلم وتتصاعد الأحداث من خلال استلهام أحداث من أفلام أخرى انتجتها مدينة السينما الايطالية "شينشيتا".ويصور سيناريو الفيلم الذي يريد الشبان صناعته اليأس والانحراف الإنساني وتصاعد التعصب الديني.وأكد المخرج في ندوة بعد عرض الفيلم انه "لم يكن يخطط لهذا الفيلم بل لفيلم آخر والورقة التي قرأها بطل الفيلم في البداية هي ورقة حقيقية ارسلتها الرقابة التونسية التي رفضت فيلما كنت أحاول الخروج به إلى النور".وأضاف "بدأت كتابة السيناريو الذي شاهدتموه في اليوم التالي لكنني لجأت إلى مؤسسات المجتمع المدني إلى جانب امكانيات ذاتية لإخراج هذا الفيلم الذي ينتقد النظام من خلال استخدامه الرقم سبعة الذي أصبح مقدسا في تونس لأنه يتضمن تولي الرئيس التونسي السلطة إلى جانب انتقاده للرقابة".وأشار إلى أن "الفيلم استطاع خلال عرضه في تونس أن يحقق نسبة مشاهدة وصلت إلى 113 ألف شخص في الوقت الذي نعتبر فيه أن أي فيلم يشاهده خمسون ألف شخص يعتبر نجاحا وانجازا جيدا".أما العمل الثالث الذي تحدث عنه النقاد فهو الفيلم المصري الذي عرض مساء السبت "لمح البصر" ليوسف هشام وتأليف نبيل شعيب.وهذا الفيلم الذي يقوم بادوار البطولة فيه حسين فهمي ومنى هلا واحمد حاتم وهيثم سعيد وشوقي شامخ، مقتبس عن قصة "اللقاء" لنجيب محفوظ من المجموعة القصصية "الشيطان يعظ".وقد رأى فيه نقاد سينمائيون مصريون بينهم الناقد في صحيفة الأهرام المسائي عادل عباس انه "دون مستوى تمثيل السينما المصرية في مهرجان دولي".وقال عباس إن الفيلم "استخدم قصة نجيب محفوظ بشكل ساذج وفكرة الصراع بين الخير والشر تم تسطيحها وفقد الفيلم القدرة على التشويق إذ أن المشاهد يمكنه بعد الدقائق العشر الأولى تحديد المشاهد التاليه ونهاية الفيلم".وبدأت الدورة الخامسة والعشرون لمهرجان الإسكندرية لسينما حوض البحر الأبيض المتوسط الثلاثاء الماضي. وستعلن نتائج مسابقتها الرسمية الدولية التي يشارك فيه 13 فيلما من 13 دولة اليوم.