عرض أمس، فيلم (رجال ورموز) للمخرج الفرنسى كزافييه بوفوا، في مهرجان كان الدولي، وأثار ردود أفعال متباينة من قبل نقاد مهرجان (كان) السينمائي إثر العرض الصباحى الأول للفيلم في القاعة الكبرى في قصر المهرجانات في مدينة (كان) الفرنسية حيث تتواصل أعمال مهرجان (كان السينمائي الدولي. الفيلم كشف المستور لدى الفرنسيين وهو صمتهم على فيلم يسيء للجزائر ويحرّف الوقائع بها خلال العشرية السوداء، في حين تطاولوا على فيلم يروي التاريخ الجزائري كما هو. لم يكن أحد يسمع عن فيلم (رجال ورموز) الذي أعاد ملف تيبحيرين وفق النظرة الفرنسية، وبدا أنه يحارب الإسلام، رغم زعم مخرجه أمس، أن الفيلم اعتمد على كم من الوثائق والشهادات وفريق عمل ضخم من الاستشاريين من أجل تقديم الوجه الحقيقي للعلاقة الأخوية والودية التي تجمع بين المسلمين والمسيحيين. وأشار إلى أنه حرص على تجاوز مشاهد العنف والاغتيالات حتى لا ترسخ تلك الصور المشوهة في ذاكرة العالم داعيا إلى مزيد من الحوار الحضاري من أجل تقديم الوجه الحقيقي للإسلام والمسلمين. والفيلم يقدم في عرضه الروائي التفاصيل اليومية لحياة الرهبان الفرنسيين الثمانية الذين اغتيلوا على يد إحدى الجماعات الإرهابية في تسعينيات القرن الماضي واعتمد المخرج بوفوا بوصفه كاتبا للسيناريو على الكثير من الوثائق التي تفرغ في جمعها وإعدادها على مدى خمسة أعوام متواصلة. كما يرصد الفيلم على مدى أكثر من ساعتين التفاصيل الحياتية اليومية وعلاقات الأخوة والود مع سكان القرية المسلمة التي كانوا يقيمون إلى جوارهم بالإضافة إلى التهديدات الإرهابية التي تعرضوا لها من قبيل عدد من الجماعات الإرهابية المتطرفة. وواضح أن التعامل الفرنسي يسير بمكيالين في مهرجان كان، فالصمت أطبق على هذا الفيلم في حين أثار فيلم المخرج الجزائري رشيد بوشارب »خارجون عن القانون« الذي تم اختياره في فئة الأفلام المتنافسة على جائزة »السعفة الذهبية« في مهرجان كان السينمائي، جدلا وسط فرنسا بسبب تصريحات نائب من الحزب اليميني الحاكم ليونيل لوكا الذي يندد ب»تزوير« لأحداث تاريخية تتعلق بمجازر ماي 1954 ويروي فيلم بوشارب، الذي أخرج فيلم »سكان أصليون« في 2006 والذي تقاسم أبطاله ومن بينهم جمال دبوز وسامي بوعجيلة وسامي الناصري ورشدي جائزة »أفضل ممثل«، يروي قصة ثلاثة إخوة جزائريين قدموا إلى فرنسا بعد أن نجوا من مجزرة سطيف. وحين وصولهم إلى البلد المستعمر، انضموا إلى صفوف المدافعين عن استقلال الجزائر. وقد تمت برمجة الفيلم (خارجون عن القانون) وهو الفيلم العربى الوحيد في الاختيارات الرسمية لمهرجان كان السينمائي الدولي 2010 ليعرض في اليوم قبل الأخير من أيام المهرجان. وأكد المخرج الجزائري رشيد بوشارب أن أمر تحديد مواعيد عروض الأفلام متروك للجنة المنظمة لمهرجان كان السينمائى. وألمح بوشارب إلى أن فيلمه السابق (البلديون) كان قد عرض في ثاني أيام المهرجان الماضي مما فوت الفرصة على الكثير من النقاد من مشاهدة الفيلم خصوصا بعد حصول الفيلم على جائزة التمثيل الرجالي مشتركة لنجوم العمل. وأشار بوشارب معلقا على ردود الأفعال التي تصاعدت من قبل عدد من النواب الفرنسيين حول مواقف الفيلم أكد المخرج أن جميع تلك التصريحات جاءت من أشخاص لم يشاهدوا الفيلم حتى الآن لأنه لايزال في طور العمليات الفنية النهائية. وتمنى على الكثيرين أن لا يتعجلوا بإطلاق التصريحات حتى العرض الرسمي للفيلم الذي سيكون في يوم الحادي والعشرين من ماي الجاري. وقال إن الفيلم يتناول حكاية ثلاثة أشقاء فقدوا أهلهم في الجزائر على يد الاحتلال الفرنسي فكان تحركهم من أجل المواجهة مع الاحتلال الفرنسي من خلال تأسيس جبهة التحرير الوطني.