حالات"السيدا" المسجلة اكتفشت بالصدفة و الداء انتقل إلى الحوامل كشف أطباء من مصلحة الأمراض المعدية بالمستشفى الجامعي ابن باديس بقسنطينة عن تزايد تسجيل الإصابة بداء نقص المناعة المكتسبة VIH لدى النساء الحوامل بنسبة حالتين على الأقل سنويا ، و هو ما وصفوه بالمؤشر الخطير مقارنة بالسنوات العشر الماضية التي لم تسجل مثل هذه الأعراض لدى الحوامل إلا نادرا و غالبا ما تكون الحالات مسجلة لدى فئة من النساء تقمن بعلاقات غير شرعية. و أوضح البروفيسور دالي شاوش ،مختص في الأمراض المعدية، أن الظاهرة تعكس نقص الوعي و انعدام الاتصال و الصراحة بين الأزواج و استمرار التستر على المرض ، ورفض الخضوع لعمليات تشخيص الأعراض حتى عند مراودة البعض الشك بعد علاقات مشبوهة، و هو ما يشكل تهديدا لصحة و حياة الأزواج و الأبناء باعتبار نسبة انتقال العدوى لدى المرأة الحامل لجنينها كبيرة جدا قبل و بعد الوضع. و أضاف بأن طرق وقاية الجنين من العدوى موجودة، لكنها تبقى غير مضمونة مائة بالمائة، مؤكدا أن الحامل المصابة بفيروس الVIH تخضع لعلاج مكثف خلال الحمل و تخضع لعملية قيصرية للتقليل من العوامل التي من شأنها المساهمة بنقل العدوى في الولادات العادية ، بالإضافة إلى منع الأم المصابة من إرضاع ابنها و غيرها من الخطوات الوقائية التي تبقى غير كافية لإنقاذ الرضيع من العدوى التي لا يمكن التأكد من وقوعها في البداية كما أوضح، حيث يجب الانتظار عدة شهور للتأكد من ذلك . مشيرا إلى المشاكل التي يواجهها الطبيب لتشخيص المرض لدى الرضع بسبب انعدام الوسائل الضرورية و على رأسها أجهزة التحليل للكشف عن الفيروسات و المعروفة بتحاليل" PCR" ذات التطبيقات المختلفة منها الكشف عن وجود أو عدم وجود الفيروس، تقدير كمية الفيروسات و تحديد سلالتها، و هي تحاليل ضرورية للكشف على الكثير من الأمراض الفيروسية منها التهابات الكبد الفيروسية Bو C التي هي في تزايد مقلق و لا تقل خطورة عن فيروس السيدا. و ذكر البروفيسور دالي شاوش أن الحوامل المصابات بفيروس نقص المناعة المكتسبة اكتشفن مرضهن صدفة و هن تجرين التحاليل الطبية العادية أو بعد تدهور صحتهن، و يعشن كابوسا مزدوجا، كابوس الخيانة و الخوف من المجهول لها و لصغيرها المهدد. مدمن متشرد حامل لVIH يتجول بكل حرية بشوارع قسنطينة و تحدث ذات البروفيسور على مشكلة عدم متابعة حاملي الفيروس بعد مغادرتهم للمستشفى و تأكيد إصابتهم بداء نقص المناعة المكتسبة لديهم، مشيرا إلى حالة وصفها بالكارثة الاجتماعية لمريض مدمن يعاني التشرد يتجول بكل حرية بشوارع قسنطينة ، و يستمر بالمبيت في العراء ، رغم تأكيد إصابته بفيروس VIH الناتجة عن علاقاته الشاذة. علما بأن الدراسات تؤكد بأن تعاطي المخدرات و العلاقات الجنسية الشاذة من العوامل الرئيسية لنقل و انتشار هذا الداء الذي لا زال يحصد ضحايا جدد سنويا رغم حملات التحسيس العالمية و المحلية للتحذير من مثل هذه العلاقات المشبوهة. لا زال التستر على الأمراض المعدية يشكل خطرا كبيرا على صحة المواطنين لا سيما بعيادات جراحة الأسنان ، حيث أكد عدد من الجراحين بولاية قسنطينة عدم مصارحة المرضى المصابين بالأمراض المعدية الخطيرة و من بينها السيدا للطبيب المعالج عن وضعيتهم الصحية . و كثيرا ما يكتشف هذا الأخير ذلك بمفرده من خلال أعراض خاصة على مستوى الفم. فيما كشف البروفيسور دالي شاوش أن أحد مرضاه المصاب بفيروس السيدا تفاجأ برفض أحد أطباء الأسنان تقديم العلاج له بعد مصارحته بإصابته ، واعترف له بأنه اضطر للتستر على مرضه بعيادة أخرى. و في جولة سريعة بين بعض عيادات طب الأسنان نفى المختصون رفضهم تقديم المساعدة لهذه الفئة، و قالوا أنه لا يمكن رفض تقديم المساعدة للمريض مهما كانت خطورة مرضه ، لأن لا أخلاقيات الطب و لا الجانب الإنساني يسمحان بذلك. أغلب الإصابات تكتشف صدفة يبقى اكتشاف الحالات الجديدة لداء فقدان المناعة المكتسبة يتم صدفة حسب محدثنا ، الذي أكد أن عمليات تشخيص أعراض السيدا لا تتم طواعية و إنما تحدث صدفة ، و بشكل خاص خلال عمليات التبرع بالدم أو إجراء تحاليل بعد ظهور أعراض مرضية مقلقة. و أرجع الأطباء بمصلح الأمراض المعدية سبب عزوف المواطنين عن الخضوع لعمليات تشخيص أعراض السيدا بالدرجة الأولى ، لانعدام مراكز تشخيص عادية، يمكن للمريض اللجوء إليها دون إثارة الانتباه ، و التستر على حالته حفاظا على مشاعره. و ذكروا أن الكثير من الأشخاص و خاصة الشباب الذين تنتابهم شكوك حول حالتهم الصحية ، بعد علاقات جنسية مشبوهة عابرة ، يعترفون بأنهم لا يعرفون إلى أين يتوجهون و مع من يتحدثون، و هو ما يدفعهم إلى التستر على حالتهم إلى غاية ظهور الأعراض المرضية و المضاعفات الخطيرة. و يرى بعض المختصين ضرورة فتح مراكز للتشخيص عن المرض دون فصلها أو تخصيص فضاءات معزولة عن مصالح طبية داخل المستشفيات تعمل في سرية، لتجنيب الحرج للراغبين في إجراء التحليل والذين يمتنعون من التقدم إليها خوفا من كلام و نظرة الآخرين. كما حذروا من خطر صدم المريض و إخباره بنتائج التحاليل الأولية قبل إجراء تحاليل ثانية لتأكيد الإصابة، لما لذلك من تبعات نفسية خطيرة. هروبا من القيل و القال مرضى يختارون العلاج بمراكز خارج مكان سكنهم كشف البروفيسور دالي شاوش أن عدد المرضى المصابين بفيروس VIH بولاية قسنطينة لا يتجاوز العشر حالات حتى الآن ، مؤكدا أن هذا الرقم الذي يعتبر ضئيلا جدا مقارنة بالكثير من ولايات الوطن لا يمكن أن يعكس الواقع أمام ظاهرة تفضيل المرضى للعلاج بمراكز بعيدة عن مقر سكنهم للتستر على حالتهم و تجنبا لكلام و نظرات معارفهم و أهلهم. و أضاف أن أغلب الحالات سجلت لدى شباب تتراوح أعمارهم بين 25 و 30سنة كلهم من جنس ذكر، و منهم من لم يغادروا مسقط رأسهم أبدا. و ذكر بأن أغلب الحالات المعالجة بمصلحتهم قادمة من جنوب البلاد خاصة من ورقلة و توقرت و الوادى ..