ذبائح، شواء ،مصوغات و هواتف نقالة غالية رهانا على الخضر ترتفع شرارة المراهنات على مباريات كرة القدم بشكل ملفت في لقاءات محاربي الصحراء بأهم المنافسات التي لا تمر دون أن يغرّم الأصدقاء و الزملاء بعضهم بعضا بغرامات لا تصنف دائما ضمن الغرامات النقدية. فبالإضافة إلى المراهنات التي تطلقها الكثير من المواقع الإلكترونية و شركات الاتصال و الفضائيات و الصحف ومختلف وسائل الإعلام، يحرص الكثير من الرفاق و الزملاء على المراهنة على نتائج مقابلات المنتخب الوطني من باب خلق أجواء الحماس و المزاح ، و غالبا ما تكون الأطباق التقليدية سيدة الموقف في مراهنات العائلات، فيما تتجاوزها إلى أغراض الرفاق و على رأسها الهواتف النقالة حسب مجموعة من الطلبة الذين التقيناهم بجامعة منتوري بقسنطينة صباح أمس ساعات قليلة قبل انطلاق مقابلة الخضر و سلوفينيا حيث ذكر الطالب عدلان بوسدة معهد اللغات الأجنبية أنه و أصدقاءه اتفقوا على إعداد مأدبة عشاء على شرف صديقيهما رياض و منير الوحيدين المتفائلين بفوز الخضر بنتيجة 2 مقابل 1 . و استطرد زميله محي الدين صحراوي مؤكدا تعودهم على المراهنات لكن شرط أن لا تأخذ شكل قمار كأن يراهنوا على المال و ما شابه ذلك، و سرد كيف فاز برهان مقابلة أم درمان التي توقع فوز الأفناك بنتيجة 1-0 و كانت هديته دجاجتين محمرتين و قالب حلوى من أشهر محلات المرطبات بقسنطينة. و قال شاب كان يحلق شعره على طريقة حارس المرمى شاوشي أنه راهن مع صديقه شعيب على هاتفه النقال في حال تفوّق المنتخب الوطني على سلوفينيا، و أكد أنه مستعد للتخلي على هاتفه الثمين إذا فاز الخضر على خصمهم الأول، و قال بحماس : "المهم عندي الانتقال إلى الدور الثاني هذا هو حلمي الوحيد في الوقت الراهن". و بحي بوجريو أكد رفاق عبد الرزاق(25سنة) أنهم راهنوا على "المشوي" على الطريقة التقليدية و الذي يعتزمون إعداده بغابة المريج إن كان النصر حليف أشبال سعدان. و تراوحت رهانات أغلب من تحدثنا إليهم بين إهداء دفع تكاليف وجبة عشاء طبقها الرئيسي الشواء ببلدتي الخروب و عين مليلة. و حتى الأطفال لم ينجوا من عدوى المراهنات على نتائج مباريات كرة القدم حيث ذكر الطفل مروان عداسي(8سنوات)أنه مستعد لإعطاء كرته إلى صديقه زياد سحور في حال خسر الفريق أمام المنتخب السلوفيني. و إذا كان الرجال يراهنون على الأكل و الأطفال على اللعب فإن ثمة من النساء من يراهن على الذهب، مثلما هو الشأن بالنسبة للسيدة منيرة/ع أستاذة رياضيات التي قالت أنها أعلنت الرهان مع زوجها المتشائم من مردود الخضر و وعدها إن تمكن الخضر في تحقيق نتيجة إيجابية بإهدائها سوارا ذهبيا لا يقل ثمنه عن ال45000دج، و ذكرت أنها لم تكف عن الدعاء و التوسل إلى الله من أجل انتصار الخضر. و في أماكن العمل أيضا تنتشر الرهانات بين الزملاء و الزميلات حيث ذكرت موظفة بإحدى شركات النقل العمومي أنها أقسمت بإهداء زملائها مثلجات على مدى أسبوع كامل إن حدث و صنع الأفناك المفاجأة و فرحة الجزائريين. و تختلف الرهانات من مجموعة إلى أخرى و من منطقة إلى منطقة، إذ ثمة من المواطنين بالريف و القرى من يراهنون على الذبائح و إعداد الولائم للجيران و الأقارب و الأصحاب تعبيرا عن الفرحة و مساندة الخضر.