من الخطأ في الوقت الحالي أن ينحصر تفكير الاتحادية الجزائرية لكرة القدم على مصير العارضة الفنية للمنتخب الوطني مستقبلا لأنّ الوقت يداهمنا ما دمنا على بعد شهرين فقط عن انطلاق التصفيات المؤهّلة لنهائيات كأس إفريقيا للأمم 2012، بل إنّ التّفكير في مصير القاطرة الأمامية ضروري للغاية، بل ولا بدّ أن يوضع ضمن الأولويات، لأنّنا اليوم وصلنا إلى قناعة وحيدة، وهي أنّ هذا المنتخب لا يمكنه أن يتطوّر أو يتحسّن ما دام مهاجموه عاجزون عن الوصول إلى مرمى المنافسين، ولا داعي لكي نذكر بأن عداد أهداف منتخبنا ظل متوقفا منذ مباراة كوت ديفوار في الدور ربع نهائي من نهائيات كأس إفريقيا للأمم، ولا داعي لأن نتوقف لكي نؤكّد من جديد أن الأهداف الأربعة التي سجلناها في دورة أنغولا سجلها مدافعون (حليش، بوڤرة) ولاعبو الوسط (مطمور وبوعزة)، دون أن يترك ولا مهاجم من مهاجمينا بصمته منذ آخر لقاء خضناه في التصفيات المؤهلة للمونديال أمام منتخب رواندا الضعيف. هل من محترف مغترب يلعب في نادٍ كبير؟ وقبل أن نتحدث عن ورقة المهاجم المحلي كحل من الحلول التي لا بدّ من اللجوء إليها مستقبلا، فضلنا أن نتوقف عند المراهنة الفاشلة على المهاجم المغترب، حيث أوهمنا أنه الحل الوحيد والسبيل إلى مرمى الخصوم بما أنه يلعب في البطولة الأوروبية، فرحنا نراهن على صاحب التحليقات الفريدة من نوعها غزال وعلى صاحب القامة الطويلة والبنية المورفولوجية القوية جبور دون أن يجدينا ذلك نفعا، فتأكدنا فوق أرضية الميدان أن المهاجمين المغتربين ما هم سوى ورقة فاشلة سيكون مصير من يعتمد عليها الفشل لا محالة، فهل من مغترب من مغتربينا يلعب في نادٍ كبير على غرار مهاجمي المنتخبات التي خاضت ولا زالت حتى الآن تخوض نهائيات كأس العالم، أكيد لا لأن قاطرتنا الأمامية تضم مهاجمين مغمورين يلعبون في أندية متواضعة ومغمورة للغاية. هل من محترف مغترب يسجل أهدافًا؟ ثم هل يوجد واحد من هؤلاء المهاجمين الذين منحت لهم مسؤولية تمثيل الوطن والدفاع عن ألوانه في محفل كروي عالمي يغرد في سماء البطولات الأوروبية ويسجل أهدافا كل أسبوع لناديه، أكيد لا، لأني أتذكر شخصيا بما أني كنت واحدا من متابعي محترفينا كل أسبوع مع أنديتهم، أني كنت أكتفي فقط بتسجيل المدة التي لعبها المهاجم الفلاني، أو تدوين غيابه واعتباره مفاجأة، وغالبا اعتباره تهميشا من طرف المدرب دفاعا عن هذا المهاجم بصفته ابنا من أبناء جلدتي، ونادرا ما كنت أدون بأن المهاجم الفلاني سجل هدفا على غرار غزال الذي سجل من ضربة حظ في مرمى جوفنتوس وجعلنا من هدفيه هدفين تاريخيين سوى لأنهما سجلا في مرمى النادي الإيطالي العملاق، وحتى عندما كان يسجل لاعب من لاعبي منتخبنا إثر ركلة جزاء كنا نضخم الأمر وكأنه الحدث، تباهيا وافتخارا بلاعبنا، لنتأكد في دورة جنوب إفريقيا العالمية بأننا كنا نتحدث في الفراغ لأن مهاجمينا الذين ينشطون مع أندية مغمورة عاجزون عن التهديف. غزال ناديه ضعيف وحصيلته أضعف رأس الحربة أو بالأحرى رأس الديك بتحليقته الجديدة عبد القادر غزال قد يلومنا جميعا لأن أصابع الاتهام وسهام الانتقاد توجه له كلما ذكرنا الهجوم وعقمه، لكنه عليه أن يتقبل الأمر، لأننا وإن تجاهلنا طرده المجاني في لقاء سلوفينيا وعواقبه الوخيمة على منتخبنا الذي خسر المباراة بسببه وبسبب هفوة شاوشي، فإننا لن نتجاهل صيامه عن التهديف طيلة 14 مباراة كاملة مع المنتخب، وطيلة عدد قياسي من المباريات مع ناديه “سيينا” النازل إلى جحيم القسم الثاني في إيطاليا، فهذا المهاجم وفضلا على أنه يلعب في نادٍ مغمور لم يعمّر كثيرا ضمن مصاف الكبار في إيطاليا، فإن حصيلته من الأهداف ضعيفة هناك أيضا بدليل أن سقف أهدافه لم يتجاوز خمسة أهداف، وهي حصيلة ضعيفة تقطع الشك باليقين وتؤكد بأن المراهنة عليه كانت فاشلة، وتؤكد أيضا أن المراهنة عليه مستقبلا ستكون بمثابة الانتحار البطيء لمنتخب يسعى إلى استعادة هيبته في السنوات الأخيرة. جبور ناديه مغمور وحصيلته أفقر صاحب الجسد القوي والبنية المورفولوجية القوية رفيق جبور، لا يقل ما سنقوله عنه شأنا عمّا قلناه عن زميله غزال، لأنه هو الآخر يلعب في نادٍ لم يسبق أن سمعنا به في الساحة الكروية ألا وهو نادي “آيك أثينا” وعندما نقول بفضله لا نقصد أن جبور جعل صيت هذا النادي يبرز أو أي شيء من هذا القبيل، وإنما متابعتنا للاعبنا الدولي أجبرتنا على متابعة مباريات هذا النادي المغمور، الذي ينشط في بطولة مغمورة يضعها كبار اللاعبين في أوروبا نهاية لمشوارهم الكروي، فضلا على أن حصيلة لاعبنا كانت سلبية وضعيفة ما دام سقف أهدافه أيضا لم يتجاوز أربعة أو خمسة أهداف، ومع ذلك كان الرهان عليه كبيرا مع “الخضر“ قبل أن نفشل بعد أن ضاعت بين أقدامه فرص الوصول إلى الدور الثاني مرة عندما ارتطمت كرته بالعارضة الأفقية، ومرة عندما ترك الكرة تمر فوق رأسه رغم أنها كانت على طبق، ومرة عندما كان يصوّب يمينا وشمالا دون أن يصيب الإطار، وهو الآخر الرهان عليه مستقبلا سيكون فاشلا أو انتحارا، وعلينا ألا نبقى نعيش معه على أطلال هدفه في مرمى مصر. لا يمكن أن نقيّم بودبوز وصايفي ولا يمكننا أن نقيّم مردود وسط الميدان الهجومي رياض بودبوز لأن اللاعب لم يحصل على فرصته الكافية للعب سواء في اللقاء الأول أمام سلوفينيا أو في لقاء الولاياتالمتحدةالأمريكية الذي لم يخض فيه ولا ثانية، لكن ما قدّمه أمام إنجلترا يجعلنا نؤكّد أنه لاعب يعد بمستقبل كبير إن هو حصل على فرص أكبر مستقبلا، ولا يمكننا أن نحكم على صايفي بالفشل ما دام سعدان زج به لبعض دقائق في أوقات حرجة للغاية، سواء أمام سلوفينيا والمنتخب متخلف في النتيجة ويصارع بعشرة لاعبين، أو في لقاء أمريكا ومنتخبنا يبحث عن تسجيل هدفين حتى يتأهل. غزالي، زياية، دراڤ وجابو يستحقون فرصة ويمكننا التساؤل الآن هل جبور، وغزال وكل المهاجمين الذين اصطحبهم سعدان معه إلى جنوب إفريقيا وكل من ظل يعتمد ويعوّل عليهم منذ دورة أنغولا أفضل من مهاجمينا المحليين، وهل منح الفرصة حرام على مهاجم تلمسان غزالي، أو زميله في الفريق ذاته سابقًا جاليت، وعلى زياية قنّاص الأهداف. وحتى وإن تعنت زياية ألم يكن بوسع سعدان محاولة إقناعه مثلما حاول مرارا مع بودبوز وكل المغتربين ومزدوجي الجنسية؟ ألم يكن بالإمكان الإلتفات للهماجم جابو الذي صنع أفراح الحراش الموسم الفارط، أو إلى ما فعله دراڤ مع المولودية بطلة الجزائر. بعصاد، بلومي، بن ساولة، ماجر وياحي قهرنا الصغير والكبير وحتى لا نتّهم مرة أخرى بأننا نتحدث من فراغ، فضلنا أن نستدل بأقوى تشكيلة اكتسبتها الجزائر على مدار التاريخ، ونقصد بذلك تشكيلة 1982 التي قهرت الكبير والصغير، وسرقت جهودها وحقوقها من طرف الألمان والنمساويين وإلا لما حلم الجيل الحالي بأن يضع التأهل إلى الدور الثاني هدفا لا بد من تحقيقه قبل أن يفشلوا، ففي 1982 لم يشكل هجومنا ممن ولدوا في فرنسا، وترعرعوا في مختلف مدارسها الكروية، ولا ممن يلفتون الانتباه إليهم بتحليقة الديك أو حتى “الزرزور” أو صباغة الشعر والعياذ بالله، بل كان عبارة عن مادة محلية أصيلة، شعر لاعبيها طويل، لونه أسود أو أشقر أصيل، نوعيته هي الأخرى ناعمة أصيلة أو حتى صلبة المهم أنها أصيلة، لكن أقدامهم في الحقيقة هي التي كانت من ذهب، فمن أين جاء بلومي ؟ من مدرسة معسكر، إلى إن احتضن في مولودية وهران، ومن أين جاء ماجر؟ من فريق الحليب ومشتقاته إلى أن احتضن في تلك الفترة في مدرسة حسين داي، ومن أين جاء عصاد وبن ساولة وغيرهما من المهاجمين المحليين الذين كانوا قنّاصين للأهداف وبشتى الطرق؟ رغم أنهم تلقوا تكوينا محليا على الأراضي الترابية والاصطناعية، لا مثل مهاجمي هذا الجيل الذين تلقوا تكوينا أوروبيا، والفرق واضح وشاسع بين من تربى في الوطن ومن تربى هناك، فمن تربى في ملاعبنا سجل وأمتع وزار مرمى كبار حراس العالم، ومن تربى هناك وراء البحار لفت الانتباه إليه بتحليقته وصباغة شعره، وفشل فشلا ذريعا في الوصول إلى مرمى المنافسين. حتى طافر، بلفوضيل وغيرهما... كم سجّلوا مع أنديتهم؟ ورغم أن المراهنة من طرف الطاقم الفني الجديد قد تكون على ورقة اللاعب المغترب والمحترف في أوروبا من جديد، بوضع الثقة في عناصر كطافر، بلفوضيل، إبراهيمي وفغولي إن قبلت هذه العناصر المجيء طبعا، لأن إدارتها ظهرها للمنتخب في الفترة السابقة توحي أن الأمر سيتكرر مستقبلا، إلا أننا نتوقع أن يكون الرهان فاشلا أيضا على هذه العناصر التي لم نسمع يوما بأن عنصرا منها صنع الحدث مع ناديه أو سجل أهدافا كثيرة ترشحه حقا لكي يحد من العقم الذي تعرفه قاطرتنا الأمامية، فطافر وبلفوضيل دورهما ثانوي مع ليون الفرنسي، ولا يلعبان إلا نادرا، وفغولي مهما كانت إمكاناته كبيرة إلا أن منصبه الأصلي لا صلة له برأس الحربة وقناص الأهداف الذي نبحث عنه، وإبراهيمي مجرد لاعب عادٍ يلعب في القسم الثاني من البطولة الفرنسية، ما يجعلنا نجزم للمرة الألف بأن حل هجومنا يكمن في الاهتمام باللاعب المحلي ومنحه الفرصة التي منحناها لغزال 14 مرة متتالية دون أن يسجل. -------------------------------------------------------- “نجمة” تطلق حملة جوارية عبر كامل نقاط البيع في الجزائر تحتفي شركة “الوطنية للاتصالات” –نجمة- وعلى مدار 22 يوما بإطلاق حملة واسعة للتعريف بمنتوجاتها على مستوى كامل نقاط البيع الموزعة عبر التراب الوطني. وتأتي احتفالية “نجمة” لتعكس سعيها الدؤوب للتقرب من زبائنها وتعريفهم بمنتوجاتها، حيث أطلقت على الحملة اسم “الحملة الجوارية” مهمتها ستكون زيارة كامل نقاط البيع ب16 ولاية، يشارك فيها مستشارون في البيع تابعين ل”نجمة” يعرّفون الزبائن بكل منتوجات وخدمات شركة الاتصالات. الانطلاقة من باب الوادي وحفل الاختتام ب”الباهية“ وهران وستكون بداية هذه الحملة يوم السادس جويلية انطلاقا من محلها الكائن بالعاصمة وبالتحديد “باب الوادي“، وأخرى ستنطلق من جنوب البلاد “وادي سوف”، لتتواصل على النحو التالي: 07 جويلية في بوفاريك، 08 ببسكرة، ال10 و11 بغرداية، وفي يوم 11 أيضا ستكون قافلة أخرى في المسيلة، يوم 13 بالخروب (قسنطينة)، 14 بالجلفة، 15 بتبسة وعين وسارة (الجلفة)، 17 بتيارت، 19 بسعيدة والبويرة، يوم 21 و22 جويلية ببشار، يوم 24 بمغنية (تلمسان)، بينما اختتام الحملة الجوارية ل”نجمة” سيكون يومي 27 و28 في عاصمة الغرب وهران.