أكد الألماني «فولفانغ فيلدنر» خبير المراهنات في الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" أن التلاعب بنتائج المباريات له الخطورة نفسها للمنشطات. وقال «فيلدنر» في مقابلة صحفية إن التلاعب بنتائج المباريات لأغراض المراهنات من أكبر المخاطر التي تهدد كرة القدم وله الخطورة ذاتها المنشطات. ويرى «فيلدنر» أنه من الصعب للغاية استئصال هذه المشكلة. وأوضح أنه على الرغم من جودة أنظمة الإنذار المبكر يصعب عليها كشف السوق السوداء. وقال: "لا يمكنك الحصول على معلومات من شركات المراهنات التي لم يعد لها وجود بصورة رسمية"، لافتا إلى أن السوق الآسيوية هي أكبر مشكلة يواجها الاتحاد الدولي. وقدم ال"فيفا" نظام الإنذار المبكر في جويلية 2007 وذكر أنه وقع عقودا مع 400 شركة للمراهنات تعهدت بإبلاغ المسؤولين عن أي أنشطة مراهنات غريبة. ويعتقد الاتحاد الدولي أن حجم المراهنات في عالم كرة القدم يبلغ 100 مليار أورو سنويا. وفوضت اللجنة الأولمبية الدولية خبراء "إيوس" العام الماضي لمراقبة دورة الألعاب الأولمبية "بكين 2008" من أجل الكشف عن أي نشاط غريب للمراهنات. "ألا تفعل أي شيء".. مفتاح التلاعب في عالم كرة القدم لا أهداف في مرماك، لا ضربات ترجيح، لا طرد. إن التلاعب في إحدى مباريات الكرة من جانب مافيا المراهنات يمر عبر النعومة، والمواقف التي لا يمكن إدراكها. ويؤكد الصحفي الكندي «ديكلان هيل» مؤلف كتاب "التلاعب كرة القدم والجريمة المنظمة" في مقابلة مع وكالة الأنباء الألمانية "د ب أ": "إن المفتاح هو ألا تفعل شيئا". ودرس «هيل» آلاف المباريات "المشبوهة" التي أقيمت على مدى الأعوام الأربعين الماضية، وانتقى في النهاية 137 مباراة يعتقد: "إنه من الواضح حدوث تلاعب في نتائجها" على حد تعبيره. وربما ساعدت بعض النتائج التي استخلصها الصحفي كل من الشرطة والنيابة في مدينة بوخوم الألمانية، حيث أدت التحقيقات إلى الإعلان أن هناك نحو 200 مباراة في تسع دول أوروبية، بعضها في بطولة رابطة الأبطال، يشتبه في حدوث تلاعب في نتائجها. لكن كيف يمكن التحقق من أن مجموعة من اللاعبين يحاولون الخسارة في إحدى المباريات؟. ويقول «هيل»:"إن من يصرخون أكثر، من يقولون هيا هيا، هم الأكثر خطورة. يتلاعبون في نتائج المباريات بكل نعومة". ويضيف: "يقف حارس المرمى في موضع خاطئ، المدافعون لا يساعدون بعضهم البعض، المهاجمون يبقون الكرة في حوزتهم أكثر من اللازم للسماح للمنافسين بقطعها". وهناك المزيد فهؤلاء المهاجمين تراهم يدخلون منطقة جزاء المنافسين مثل طياري "الكاميكاز" اليابانيين ثم يفقدون الكرة بالطبع. لاعبو الوسط؟ نفس الشيء تقريبا يحتفظون بالكرة في نصف ملعبهم ويمررون كرات قصيرة أو يعيدون الكرة كثيرا إلى الدفاع". ويرى «هيل» أيضا أن هناك مصطلحا يتناسب مع تلك الحركات الناعمة هو "تصميم الرقصات". كما يستخلص من إحصائياته أمورا أخرى عندما يتم شراء اللاعبين يتراجع معدل الأخطاء المحتسبة بنسبة 20 بالمائة. عندما يكون الحكم هو الفاسد ترتفع النسبة إلى أكثر من 40 بالمائة". ويضيف أن نسبة تلك الأخطاء "في البطولات الاسكتلندية والألمانية والهولندية والإنجليزية والفرنسية تصل إلى نحو 20 بالمائة. وفي البطولة الإيطالية تصل إلى 30 بالمائة". وكما أن ضربات الترجيح ليست بالضرورة طريق اللاعبين نحو إتمام الاتفاق مع المراهنين، فإن الأهداف الخاطئة في مرمى الفريق أو حالات الطرد ليست كذلك هي الأخرى. ويوضح: "عندما يتلاعب أفراد الفريق، يقل عدد البطاقات الحمراء: فلا يوجد اندفاع". وفي المباريات المشبوهة، يوجد عدد أقل من الأهداف التي تسجل في المرمى الخاطئ". ويتابع: "في المباريات النظيفة يزيد معدل تسجيل الأهداف في ربع الساعة الأخير. وفي المباريات المشبوهة يقل في الفترة ذاتها. أما في مباراة تم الاتفاق على نتيجتها، فينخفض معدل الأهداف بشدة في الدقائق العشرين الأخيرة، ويرتفع بشكل استثنائي في الدقائق العشر الأولى من الشوط الثاني، بالضبط بعد العودة من لقاء المدير الفني". ". اعتقال 9 أشخاص بإيطاليا من جهتها، اعتلقت الشرطة الإيطالية أول أمس 9 أشخاص من بينهم رئيس نادي بوتينتزا ببطولة الدرجة الثالثة المحلية لكرة القدم ضمن التحقيقات الجارية حاليا في قضية التلاعب في نتائج المباريات. وأوضحت سلطات الإدعاء أن الاعتقالات تمت بناء على اتهامات تزوير المراهنات والعضوية في منظمة إجرامية. ويشتبه في تورط الأشخاص المعتقلين في التلاعب في نتيجة مباراة ببطولة الدرجة الثانية الإيطالية بموسم 2007/2008 إلى جانب 7 مباريات أخرى ببطولة الدرجة الأولى للهواة في الموسم الماضي.