من العشر الأوائل وطنيا في ..الفقر يتطلع سكان بلدية الغدير بأعالي جبال أولاد حبابة بسكيكدة لتحسين ظروفهم ولا يطالبون بأكثر من الماء والطريق للخروج من عزلة فرضتها الطبيعة ولتطوير الفلاحة التي تبقى مهددة لإنعدام السقي..فكل العوامل إجتمعت لتكون المنطقة ضمن البلديات العشر الأكثر فقرا بالجزائر وهوتصنيف قد يساعد على تخليص المواطنين من معاناة العيش في وسط جبلي يفتقد لأدنى الشروط وذلك في حال تطبيق برنامج تنموي يشارك البنك العالمي في تمويله و من المصاعب الكبيرة التي يعاني منها سكان القرى الجبلية كالعوج ودوار الوادي والمحيقن ودار تازير والحوض إنعدام شبكات للطرق تربط بين مقر البلدية وتلك التجمعات الريفية وحتى الدروب والمسالك الريفية منعدمة في أغلب هذه المراكز السكنية وهو ما يدخلها في عزلة تامة عندما يبدأ فصل تهاطل الأمطار وتساقط الثلوج حيث تتجمد الحياة وتتوقف الحركة والنشاط تماما بما في ذلك إنقطاع تلاميذ المؤسسات التربويةعن الدراسة لأيام في بعض الأحيان. ويعد انعدام الطرق أبرز مشكل يعاني منه سكان البلدية بوجه عام والقرى الجبلية خاصة حسب رئيس المجلس الشعبي البلدي وتحتاج البلدية في الظرف الراهن إلى برنامج استعجالي خاص بالطرق الريفية لفك العزلة عن السكان وفسح المجال أمام الهيئات المحلية لإنجاز برامج تنمية واسعة النطاق لتدارك التأخر المسجل منذ عدة سنوات في هذه الجهات. *روبورتاج/ محمد غناي الماء لمركز البلدية فقط إذا كان مركز البلدية محظوظا نوعا ما بتلقيه لإمدادات قليلة إلا أنها غير كافية من المياه الصالحة للشرب فإن سكان مناطق العوج والحوش وعين الحامة وبعض التجمعات المتناثرة هنا وهناك يتم تموينهم حاليا بالمياه بواسطة الصهاريج التي تنطلق من مركز البلدية فيما لا يمتلك سكان الرعراعة والحوض ولزاز أي مصدر للتموين ماعدا بعض المنابع القليلة في الجبال تحولت بفعل الأوضاع القائمة إلى مصادر للتزود بهذه المادة الحيوية وهذا على الرغم من الإحتياطات المائية الجوفية الهائلة التي يوفرها تساقط الأمطار والثلوج بكثافة في كل سنة تقريبا. حالات ولادة داخل سيارات وحافلات في مجال الصحة العمومية لا توجد بمركز البلدية سوى قاعة وحيدة للعلاج تفتقر لأي تجهيز طبي من شأنه أن يستخدم كوسيلة للطبيب وللممرضين لتقديم أبسط الخدمات الصحية والطبية للمرضى فيما تنعدم القاعات في كل القرى والتجمعات السكنية الواقعة في أعالي الجبال ويضطر السكان في الوقت الراهن للتنقل إلى المدن المجاورة للبلدية أو إلى سكيكدة وعنابة وقسنطينة للتداوي في الوقت الذي تفتقر فيه البلدية إلى سيارة للإسعاف من شأنها أن تساعد في نقل المرضى وخصوصا النساء الحوامل إلى مستشفيات وعيادات سكيكدة والحروش وعزابة إذ يشير رئيس البلدية في هذا الخصوص إلى أن عدة حالات سجلت هذا العام بشأن ولادة أثناء الطريق للنساء كن داخل سيارات وحافلات نقلتهن إلى عيادات بالحروش وعزابة، إضافة إلى ذلك ينبغي على كل مريض يريد أخذ حقنة أن يجلب معه الإبر والقطن لأن قاعة العلاج لا توجد فيها هذه المواد الطبية الضرورية والبسيطة حسب المسؤول البلدي الذي وصف "للنصر" الوضع الصحي في عموم تراب البلدية بالكارثة. عجز في السكن الريفي وعلى الرغم من أن بعض البلديات بالولاية استفادت بما فيه الكفاية من السكن الريفي غير أن بلدية لغدير كان نصيبها قليلا جدا من الحصص السنوية وتقدر حاجيات السكان من السكن الريفي حاليا بأزيد من 700 طلب موجود حسب رئيس البلدية بمصالح البلدية منذ سنتين، إذ أن السكن الريفي يعد بالنسبة لسكان لغدير الوسيلة الوحيدة التي تسمح لهم بتجديد مساكنهم القديمة جدا و المبنية بالطوب وبالحجارة والكثير منها اهترأ ويتعرض باستمرار للتساقط والانهيار في ظل انخفاض مستوى المعيشة وضعف مداخيل السكان وعدم قدرتهم على بناء مساكنهم العائلية. لا تقل وضعية ا لتهيئة الحضرية شأنا عن السكن الريفي حيث يضعها سكان مركز البلدية الذين التقينا بهم بالكارثة الكبرى حيث أن تسعين بالمائة من الشوارع غير معبدة ومليئة بالحفر ويزداد الوضع تعقيدا بمجرد تساقط الأمطار ولا يستطيع سكان الأطراف التنقل الى وسط البلدية الا بصعوبة كبيرة كما تنعدم الانارة الريفية بنسبة سبعين في المائة في مركز البلدية ولا تتوفر نسبة كبيرة من السكان على الكهرباء رغم الطلبات العديدة التي وجهتها البلدية للشركة الوطنية للكهرباء والغاز حسب "المير" ونائبه وهي ظاهرة فريدة من نوعها ببلديات الولاية حسبهما. ضعف السقي الفلاحي رغم وجود سد مجاور منطقة الغدير مصنفة من طرف مصالح الفلاحة من بين المراكز الفلاحية المهمة جدا والمتخصصة في زراعة الزيتون والحبوب والخضر وتعد امتدادا لسهل الصفصاف وبها أراضي عالية الجودة وذات طاقة انتاجية رفيعة ويعيش سكانها بنسبة تسعين في المائة من الفلاحة التي تعد موردهم الاقتصادي الوحيد الا أن الفلاحة تعاني من صعوبات لوجيستيكية وتنظيمية كبيرة شأنها في ذلك شأن القطاع الفلاحي برمته بالولاية ومن الخصوصيات التي تنفرد بها لغدير كون المياه المخصصة من طرف الوكالة الوطنية للسدود لسقي الأراضي الفلاحية لا تفي بحاجيات ربع فلاحي المنطقة وخصوصا في فصل الصيف عندما تكون الحاجة ماسة للمياه وفي هذا الوقت تعمد الوكالة الى توقيف ضخ المياه القادمة من سد زيت العنبة حسب ما أكده رئيس البلدية حتى لا يستفيد الفلاحون من مياه السد مجانا. وتبقى مساحات واسعة من الأراضي المزروعة في حاجة الى المياه ويطالب الفلاحون استنادا لذات المسؤول الوكالة بوضع نظام واضح للتموين بالمياه ولو تطلب الأمر وضع عداد لكل فلاح يسمح له بالحصول على المياه وللوكالة بأخذ مستحقاتها من استهلاك المياه. برنامج البنك العالمي... آخر أمل للسكان صنفت الغدير من طرف وزارة التضامن الوطني ضمن 10 بلديات الأكثر فقرا هذا العام وأدرجت ضمن البلديات العشرة التي ستستفيد ببرنامج متكامل للتنمية الجوارية بتمويل مشترك من طرف البنك العالمي والجزائر وهو البرنامج الانمائي الذي يعلق عليه السكان آمالا كبيرة لاخراج البلدية من عزلتها وتأخرها الى جانب البرامج الكبيرة التي أدرجت لفائدة البلدية في اطار المخطط الخماسي (2010-2014) في كل المجالات حسب ما أكده رئيس البلدية الذي يصر على أن الطرق والسكن الريفي عاملان حاسمان في الاستقرار بالبلدية والقضاء على 500 سكن قصديري أقيمت جراء هروب السكان من جحيم الارهاب الهمجي الذي ترك الى اليوم مدرستين وقاعتين للعلاج مغلقتين وشرد مئات العائلات جعل أراضي فلاحية كثيرة بدون استغلال.