طالب سكان بلدية الحجاج، التابعة إداريا لدائرة أولاد بن عبد القادر، بتحسين إطارهم المعيشي بهذه البلدية النائية التي تغيب عنها معظم الوسائل الضرورية رغم تخطي سكانها عتبة العشرة آلاف نسمة، حسب آخر إحصاء بالولاية وحسب سكان بلدية الحجاج، الواقعة في أقصى جنوب ولاية الشلف ، فإن الكثير من مظاهر الفقر والعوز لا تزال تطبع هذه البلدية الجبلية الفقيرة التي لا يزال سكانها يعتمدون على الزراعة وتربية المواشي في معيشتهم، في ظل غياب وسائل المواصلات بين هذه البلدية التي تعد الأفقر على المستوى المحلي والوطني وبين الدائرة التي تبعد عنها بأكثر من 15 كلم. كما أن الكثير من سكان البلدية يعتمدون على وسائل النقل الخاصة التي تكلفهم الكثير في ظل انعدام وسائل النقل، حيث يحجم مستعملو وسائل النقل على التوجه إلى هذه البلدية لعدم مردودية المسار المؤدي إليها وعدم وجود ما يستوجب الذهاب إلى أبعد نقطة بالبلدية. ورغم برامج التنمية المخصصة للبلدية، إلا أن ذلك لم يجد في إخراج هذه البلدية من تخلفها مقارنة ببلديات الولاية بالنظر إلى قلة إمكانياتها الطبيعية وعدم وجود مداخيل مستقرة. ومما زاد من معاناة السكان، الصراع القائم بين أعضاء المجلس البلدي الذي لم يجتمع قط منذ تاريخ تنصيبه أواخر عام 2008، حيث تخضع البلدية في تسييرها حاليا لرئاسة رئيس دائرة أولاد بن عبد القادر بالتعاون مع الأمين العام للبلدية. وتشكو المنطقة من أزمة مياه خانقة، فرغم الطابع الفلاحي للمنطقة إلا أنها لا تتوفر على حاجز مائي، كما أن غالبية السكان يعانون من أزمة مياه حادة الأمر الذي أدى إلى ظهور بعض الأمراض كالجرب الذي سجل بالبلدية ب27 حالة نتيجة لانعدام النظافة لغياب ونقص المياه الصالحة للشرب. وما يحزّ في نفوس سكان البلدية، التي عانت ويلات الإرهاب خلال العشرية السوداء، نقص الإعانات الممنوحة في إطار السكن الريفي خاصة بالنسبة لسكان مركز البلدية الذين أضحوا ممنوعين من الاستفادة من هذا النوع من الإعانات بسبب تصنيفها ضمن محيط حضري، رغم أن البلدية بأكملها منطقة ريفية. للإشارة، فإن البلدية استفادت من حصص معتبرة من السكنات الريفية قاربت 800 وحدة آخرها 80 وحدة أحدثت إشكالا في اختيار مكان إنجازها بالنسبة لبعض سكان البلدية المقيمين بمركز البلدية، حيث منعوا من البناء فوق أراضيهم بحجة أن المنطقة حضرية ولا يحق لهم بالتالي البناء في منطقة حضرية أو حتى شبه حضرية، ما دفعهم إلى مراسلة المسؤول الأول عن الولاية بغرض منحهم ترخيص استثنائي لإقامة هذا السكنات. من جانب آخر، يعاني السكان من نقص التغطية الصحية بالبلدية التي لا تتوفر إلا على مركز صحي واحد بطبيب مناوب. كما يشكو شباب البلدية من جحيم البطالة التي أثرت على يومياتهم في ظل انعدام فرص عمل باستثناء القطاع الفلاحي الذي لا تتوفر به مناصب عمل بالقدر الكافي لقلة الإمكانيات المادية للفلاحين. وحتى المحلات المهنية التي منحت للبلدية لم تفي بالغرض المطلوب، حيث لم تتعد ال 10 محلات بسبب نقص الجيوب العقارية بمركز البلدية.