الليشمانيا الجلدية تعود والدواء مفقود عرف داء اللشمانيا الجلدية عودة قوية خلال الشهور الأخيرة من هذه السنة خاصة مع بداية شهر نوفمبر حيث تم تسجيل 189 حالة وزهاء 100 حالة خلال الأسابيع الثلاثة من الشهر الجاري وبذلك يرتفع عدد المصابين بهذا الداء الى 344 حالة اصابة من بداية شهر نوفمبر الى غاية 20 ديسمبر الجاري. ناهيك عن زهاء 400 حالة أخرى لم يتم تسجيلها على مستوى العيادة المتعددة الخدمات علاوي فرحات لعدم توفر الدواء أين تم الاكتفاء بالفحص الطبي قد خصصت المؤسسة العمومية للصحة الجوارية ببئر العاتر طبيبا وممرضين للتكفل بالحالات المسجلة عن طريق الفحص والحقن المجاني حيث يخضع كل مصاب لتحاليل معمقة قبل البدء في عملية العلاج في حين أن كمية الدواء المخصص لهذا المرض والمعروف باسم (القليكوتيم) قد نفذت خلال شهر نوفمبر أين تم استهلاك ما يقارب من 3 آلاف حقنة اضافة الى توفير حوالي 400 حقنة عن طريق العلاقات الخاصة لمدير المؤسسة الا أن المشكل مازال مطروحا مع تفاقم وتزايد عدد المصابين الذين يناشدون جميع الجهات الوصية بالتدخل العاجل لتوفير هذا الدواء خاصة في ظل عدم توفره على مستوى الصيدلية المركزية للمستشفيات بعنابة والصيدليات الخاصة مما دفع بالكثير من المصابين وأوليائهم الى البحث عنه واقتناؤه من تونس رغم تكاليفه الباهظة التي لا يقوى عليها أغلب المصابين بالنظر لظروفهم المادية الصعبة خاصة وأن هناك عائلات بكاملها مصابة بهذا الداء الخطير الذي يترك ويخلف تشوهات على مستوى الأعضاء الحساسة كالوجه حيث تبقى عبارة عن ندوب وآثار لسنوات طويلة مما يؤثر سلبا على الحالة النفسية للمصاب خاصة بالنسبة للفتيات. ويؤكد القائمون على مصلحة الوقاية أن عودة هذا المرض لم تقتصر على دائرة بئر العاتر وما جاورها من الدوائر كنقرين وأم علي بل تعدى الى ولايات الوادي وبسكرة وخنشلة مما يرجح فرضية أن تكون هذه الولايات مصدرا لنقل الحشرة التي تسبب الاصابة في المرض المذكور من مدينة الى أخرى خاصة مع النشاط التجاري حيث يتوافد التجار من الولايات المجاورة الى مدينة بئر العاتر فضلا عن كون مناخ المنطقة ملائم لتكاثر هذه الحشرة الخطيرة (فئران الحقول، النباتات الملحية...) وهو ما يستوجب تظافر جهود جميع المصالح وخاصة البلدية والمصالح الفلاحية للقضاء على سلسلة تكاثر هذه الحشرة وذلك عن طريق عمليات الرش المنظمة والشاملة وكذا عن طريق مكافحة القوارض من طرف المصالح الفلاحية حتى لا تبقى مواجهة هذا الداء مقتصرة على معالجته من طرف المصالح الصحية التي تؤدي دورها المنوط بها حسب ما هو متوفر لديها، زيادة على تنظيم حملات توعوية وتحسيسية بخطورة داء اللشمانيوز تقوم بها مختلف المصالح والصحة، البلدية، المساجد، المدارس...).