عاود سكان حي عين السداري و تحديدا المنطقة المسماة لمدوّدة بالجهة الشرقية لبلدة حامة بوزيان مساء أمس حركتهم الاحتجاجية مطالبين بتحقيق العدل حسب ما رفعوه في لافتة تداول على التلويح بها العشرات من الشبان في مسيرة بلغت مقر أمن دائرة حامة بوزيان في حوالي الساعة الرابعة من زوال أمس. المتظاهرون طالبوا بمعرفة مسار التحقيق الذي قالت النيابة العامة لدى مجلس قضاء قسنطينة أنها أمرت به، كما طالبوا بمعالجة الملف المتضمن موت الموقوف بالمقر المركزي لأمن ولاية قسنطينة أمسية 16 ديسمبر الجاري بما يوفر تحقيق العدالة و بنزاهة لكشف الظروف و الملابسات التي أحاطت بظروف الوفاة.عدد من الشبان و هم يتحاورون مع رئيس أمن دائرة حامة بوزيان في مسعى منه لإقناعهم بضرورة فتح الطريق أمام حركة المرور بعد أن تم إضرام النار في العجلات المطاطية و جذوع الأشجار قالوا أنهم ثاروا ضد الرواية التي تفيد بانتحار الموقوف توفوتي كمال 41 سنة داخل المقر المركزي لأمن ولاية قسنطينة، لأنهم كبقية أفراد عائلة الهالك لا يصدقون تلك الرواية متسائلين عن مصدرها و الغرض منها. كما قال البعض أنهم خرجوا للطريق و تظاهروا حتى لا تسقط القضية في طي النسيان.المسؤول الأمني الذي وجد صعوبة كبيرة في التحاور مع عشرات الشبان الغاضبين قال أن السلطات الأمنية و العسكرية و القضائية زارت عائلة الفقيد و قدمت تعازيها و قد تم التأكيد لجميع أفراد عائلة توفوتي كمال المدعو مراد من طرف كافة المسؤولين أن الضوء سوف يسلط على القضية بما يضمن تحقيق العدالة، و أن الملف ستتم معالجته بما يستحق من إجراءات تؤدي إلى ظهور حقيقة ما جرى للموقوف المتوفي في تلك الليلة.المتجمهرون أيدوا بتحفظ ما قاله رئيس أمن الدائرة، و بحضور مدير الأمن الولائي و رئيسي البلدية و الدائرة تم الاتفاق على فتح الطريق في وجه حركة المرور في حدود الساعة الخامسة تقريبا، و قد تأخر القيام بذلك لفترة بسبب وجود آليات البلدية و شاحنة الحماية المدنية المكلفة بإطفاء النار في موقع بعيد نسبيا عن مكان التجمهر.الحركة الاحتجاجية خلفت اضطرابا كبيرا في حركة المرور ببلدية حامة بوزيان التي كانت تنتظر زيارة لوالي قسنطينة اليوم الخميس والتي تم إلغاؤها في اللحظات الأخيرة.