إصرار على رحيل المدير العام مداني والمساهمون يهددون بالانسحاب لم تكن الهزيمة التي تلقتها مولودية قسنطينة أول أمس على يد شباب الحناية، والتي أوقفت مغامرة "الموك" في منافسة الكأس، سوى القطرة التي أفاضت الكأس وكشفت المستور الذي ظل حبيس مكاتب القبة البيضاء. غضب أنصار المولودية من الإقصاء المهزلة- على حد وصفهم- دفع بهم إلى اقتحام مقر إقامة اللاعبين بعد مباراة أول أمس بغرض التعبير عن غضبهم إزاء التدهور الخطير الذي يعرفه الفريق منذ مباراة تموشنت، وفي غياب المسؤولين حاول البعض من "الشوفينيين" الاعتداء على بعض اللاعبين، وكاد المهاجم حنيدر أن يذهب ضحية موجة الغضب التي اجتاحت الأنصار لولا تدخل بعض العقلاء. لن نتوقف قبل مغادرة مداني القبة البيضاء أنصار "الموك" الغاضبين قالوا بأنهم لن يوقفوا حركتهم الاحتجاجية قبل مغادرة المدير العام السابق كمال مداني- الذي عوضه الرئيس السابق وعضو مجلس الإدارة مسعود بورفع- مقر القبة البيضاء، بعد أن حملوه مسؤولية السقوط الحر للفريق الذي كان يراهن منذ بداية الموسم على افتكاك إحدى التأشيرات المؤدية إلى حظيرة الكبار، وذلك بعد أن أمطروه بوابل من السب والشتائم طيلة الشوط الأول، متهمين إياه بجعل الفريق رهينة بعد أن أحكم سيطرته على الركائز الأساسية للتشكيلة، هذا ولم يتوانوا في تهديده علانية وعلى مرأى ومسمع الجميع في حالة استمرار النزيف. المساهمون يتساءلون عن أموالهم من جهة أخرى علمت "النصر" من بأن أغلبية المساهمين في شركة مولودية أولمبيك قسنطينة، ما فتئوا يتساءلون عن أموالهم التي أسسوا بها شركة المساهمة، والتي قدرت قيمتها ب 2,8 مليار سنتيم، هذا بالإضافة إلى مبلغ ال 300 مليون الذي استفاد منه الفريق مقابل تحويل المهاجم شنيقر إلى الفريق الجار شباب قسنطينة، كما تساءلوا كذلك- حسب ذات المصادر- عن مصير عائدات الملعب منذ بداية الموسم الجاري؟. واستنادا إلى ذات المصادر فإن كل هذه التساؤلات طرحت بعد أن تسرب الشك إلى نفوس الشركاء، خاصة بعد أن علموا من ال 41 موظفا الذين يعملون داخل القبة البيضاء بأنهم لم يتقاضوا أجورهم منذ مدة، وبالتحديد منذ سنة 2009، بالإضافة إلى بعض اللاعبين.كل هذه المستجدات دفعت بأعضاء مجلس إدارة "الموك"- حسب مصادرنا دائما- إلى طلب عقد اجتماع استثنائي عشية أمس، مع الإلحاح على ضرورة حضور المدير الإداري والمالي في ظل عدم تحصلهم لحد عشية أمس على مستندات أو الوثائق الرسمية الخاصة بالحسابات وعقود اللاعبين. مصادرنا لم تستبعد الانسحاب الجماعي للمساهمين، في حالة تعنت المدير العام السابق وإصراره على البقاء في شكل تحد لهم وللأنصار. بولمدايس قد يكون المنتدب الوحيد في "الميركاتو" وعلى ذكر اللاعبين كشف مصدر "النصر" بأن إشكالية المولودية مع المحكمة الرياضية الجزائرية "الطاس"، والخاصة باللاعبين الذين لديهم أحكام قضائية بخصوص مستحقاتهم المالية، لم تسو عكس ما كان قد صرح به المدير العام للفريق، وعليه فإن وضعية "الموك" قد تتعقد أكثر خلال مرحلة العودة، كون هذه الإشكالية- حسب ذات المصدر- قد تضطر الفريق على الاكتفاء بانتداب قلب الدفاع السابق للسنافر فيصل بولمدايس فقط،و وذلك في إطار القانون الخاص باللاعبين البطالين، في الوقت الذي تبقى فيه حاجة الفريق إلى التدعيم على مستوى الخطوط الثلاثة. وضعية حرجة قد تدفع المدرب الجديد رشيد شرادي إلى مراجعة حساباته، وربما حتى العدول عن تدريب المولودية، خاصة بعد وقوفه ميدانيا على الضعف الفادح للتشكيلة خلال مباراة الكأس الأخيرة أمام شباب الحناية.