بن بوزيد ينتقد ارتفاع تكاليف إنجاز المؤسسات التربوية ويطالب بحماية المال العام برنامج جديد يلزم التلاميذ بمطالعة 4 كتب خلال الموسم الدراسي انتقد وزير التربية الوطنية أبو بكر بن بوزيد أمس عدم احترام الشركات التي تتكفل بانجاز المؤسسات التربوية لآجال الانجاز المحددة لها في دفاتر الشروط، وهو ما يتسبب حسبه في مضاعفة تكلفة الإنجاز تبعا لارتفاع أسعار مواد البناء في الأسواق الدولية. وأوضح الوزير في زيارته التفقدية أمس لولاية قسنطينة، أنه بالرغم من توفير الدولة للأموال الكافية إلا أن هناك عجزا كبيرا في المؤسسات التربوية بسبب تأخر انجاز المشاريع المبرمجة وما ينجر عنه من ارتفاع تكاليف الانجاز التي تتضاعف أحيانا- كما قال- بسبب ارتفاع أسعار مواد البناء لاسيما الحديد، وأرجع التأخر المسجل في انجاز المدارس والثانويات إلى عدم وجود مؤسسات انجاز بالعدد الكافي، كما نبّه في هذا السياق إلى مشكلة انجاز المجمعات السكنية الكبرى دون مرافقتها بعدد كاف من المؤسسات التربوية، وأعطى مثالا على ذلك بانجاز مشروع 5 آلاف مسكن في المدينةالجديدة علي منجلي بقسنطينة مع تخصيص ثانوية ومتوسطة وابتدائية فقط لسكانها وهو ما اعتبره غير مقبول، مطالبا بإضافة مؤسسات تربوية أخرى في مخطط الانجاز لتجنب مشكلة الاكتظاظ، وضرورة بناء مؤسسات تربوية كافية بالموازاة مع المجمعات السكنات للتكفل الجيد بتمدرس أبناء السكان الجدد الذين يتم ترحيلهم، حيث أنه يتم تسجيل اكتظاظ كبير يصل إلى 50 تلميذا في القاعة الواحدة على مستوى هذه الأحياء الجديدة في حين تبقى المدارس التي نقلوا منها شبه فارغة كما أضاف الوزير. وخلال زيارته متوسطة بمنطقة مفترق الطرق بالمدينةالجديدة علي منجلي، استغرب عضو الحكومة من تكلفة الانجاز المرتفعة والمقدرة ب18 مليار سنتيم والتي أكد أنها تكفي لانجاز ثانوية، ونفس الأمر بالنسبة لثانوية تم تخصيص 27 مليار سنتيم لانجازها غير أن التأخر أدى إلى ارتفاع تكلفتها إلى ما يساوي 36 مليار، مشدّدا على ضرورة الحفاظ على الأموال العمومية بالحرص والتحكم في تكلفة الانجاز، كما طالب والي الولاية بتشديد الرقابة لتقليص تكاليف انجاز المشاريع، ولدى ملاحظته بعض العيوب والنقائص في الأشغال دعا المسؤولين المحليين إلى عدم تسلم المشاريع إلا بعد التأكد من توفر كل الوسائل والتجهيزات بها، وضرورة التحكم في تكلفة الانجاز المخصصة مبدئيا لكل ثانوية والمقدرة ب29 مليار سنتيم باعتبار أن كل زيادة عن هذا المبلغ تؤثر حسبه على برنامج المخطط الخماسي الحالي. وبخصوص الولايات ال14 التي سجلت نتائج أقل من المعدل الوطني في امتحانات السنة الماضية، قال المسؤول الأول عن قطاع التربية أنه تم وضع لجنة وطنية يرأسها الأمين العام للوزارة وتضم مفتشين مركزيين قصد القيام بمهمة التقصي عن سبب هذه النتائج من خلال محاولة تشخيص أسباب النتائج الضعيفة ومعرفة ما ينقص هذه المؤسسات لمساعدتها على تخطي ما تعانيه خاصة من الجانب البيداغوجي، وكشف أن هذه اللجنة قد بدأت عملها بالفعل على مستوى شرق البلاد في كل من ولايات باتنةالمسيلة والأغواط، وفي تقييمه للإصلاحات الذي يخضع لها قطاع التربية الوطنية أشار بن بوزيد، أنها وصلت إلى مرحلة متقدمة ولم تعد تكتفي بإصلاح الأمور الكبيرة فقط بل تمس أيضا المشاكل الصغيرة التي تعاني منها كل ولاية على حدا، كما أن الموسم الدراسي الحالي لم يشهد حسبه تضييع الوقت حيث أن البرنامج الدراسي يسير بشكل طبيعي، حيث دعا بالمناسبة إلى عدم التسرع في إعطاء الدروس مع العمل على إنهاء البرامج 15 يوما قبل الامتحانات لإعطاء وقت راحة للتلاميذ، ولبدأ دروس الاستدراك والدعم عن طريق فتح المؤسسات التربوية أمام التلاميذ خارج الدوام الرسمي ليتمكنوا من مراجعة دروسهم، مؤكدا أن الإصلاح يسير في الطريق الصحيح، وان الدولة ستواصل العمل على توفير كل الإمكانيات اللازمة للقطاع . من جهة أخرى كشف بن بوزيد أنه انطلاقا من الموسم المقبل ستشرع الوزارة في تطبيق برنامج خاص بالمطالعة داخل كل المدارس وذلك لقناعتها بالأهمية الكبيرة التي يكتسيها هذا النشاط، حيث من المقرر تخصيص مبلغ 30 مليون سنتيم لكل مؤسسة تربوية من أجل اقتناء كتب وإنشاء مكتبات داخلها خاصة بالمطالعة، حيث سيلزم كل تلميذ بمطالعة كتاب واحد على الأقل في كل ثلاثي، كما يتوجب عليه انجاز بحث وتقديم عرض حول ما قرأه، وهو العمل الذي سيتم -كما أضاف- تنقيطه ليدخل في حساب التقييم النهائي للتلميذ، كما سيتم ربط كل المؤسسات التربوية الوطنية عن طريق شبكة داخلية للإعلام الآلي "أنترانيت" والتي من المقرر الانتهاء منها في غضون العام المقبل. وخلال تفقده بعض المؤسسات التربوية لولاية قسنطينة انتقد الوزير التأخر المسجل في تلك المشاريع، وخاصة المدرجة في إطار المخطط الخماسي المنصرم، حيث لا زالت هناك 7 ثانويات و6 متوسطات لم يتم انجازها بعد كما قال، زيادة على تعطل برامج انجاز مشاريع الخماسي الحالي والمتمثلة في 20 متوسطة و17 ثانوية، وأكد في المقابل أن الولاية سجلت نتائج جد ايجابية خلال السنة المنصرمة حيث انتقلت إلى المرتبة الثامنة وطنيا بعد أن كانت في المرتبة 17 سابقا.