إدانة طبيب بمستشفى فرجيوة بتهمة التقصير المفضي إلى وفاة مريض أدانت محكمة الجنايات لدى مجلس قضاء قسنطينة أمس طبيبا بمستشفى فرجيوة ولاية ميلة بعقوبة 6 أشهر موقوفة التنفيذ بتهمة جنحة التقصير في أداء واجب تسبب في وفاة مريض، فيما برأت 5 أطباء آخرين من نفس التهمة. كما أدانت هيئة المحكمة في ذات القضية المتهم "ز م" 42 سنة بعقوبة 6 أشهر حبسا موقوفة النفاذ و 20 ألف دينار غرامة بتهمة القتل الخطأ إضرارا بنفس الضحية المسمى "س م ا" في العقد الرابع من العمر الذي توفي بعد أسبوع من تعرضه لحادث سير بسبب الإهمال الطبي بعد أن التمس ممثل الحق العام إدانة الأطباء ال5 بعقوبة 7 سنوات سجنا نافذا بتهمة ترك عاجز غير قادر على حماية نفسه أدى إلى وفاته و عقوبة سنة حبسا نافذا في حق سائق السيارة بتهمة جنحة القتل الخطأ. القضية تعود إلى تاريخ 05/10/2005 عندما صدم المتهم "ز م" الضحية بسيارته بفرجيوة مما استدعى نقله إلى مصلحة الاستعجالات بمستشفى فرجيوة أين كان الطبيب المناوب المدان في القضية المدعو "ب ع" 50 سنة غائبا فتدخل زميله المتهم "ل م" 42 سنة و قام بخرز بعض الجروح بوجنته قبل أن يصل الطبيب المناوب الذي أخضع المريض إلى الملاحظة و قام بتزويده بقارورة مصل حيث أنه في هذه الليلة تقيأ مرتين غير أن الطبيب المناوب لم يعر ذلك اهتماما. و كان الطبيب الآخر "ل م" قد أعلم زميله المناوب بأن المريض خارج التعداد أي أنه من غير الممكن قبوله بالمصلحة و بدوره هذا الأخير أخبر الطبيب الذي استخلفه و ظل المريض بنفس المصلحة بحالة جد خطيرة إلى أن دخل في غيبوبة إلى غاية ال09 من نفس الشهر عندما قام الطبيب "ل م" بتحرير أمر بقبوله بالمصلحة و شهادة وصفية غير أن ذلك لم يطبق لكون الأطباء العاملين في تلك الفترة كانوا يتلقون التوصيات فيما بينهم شفاهة . و في اليوم الموالي تدخلت طبيبة أخرى من غير المتهمين و عاينت المريض فوجدته في حالة جد خطيرة بعد دخوله في غيبوبة، عندها طلبت الملف الطبي الخاص به لكنها لم تجد فيه أية وثيقة إلا شهادة وصفية فأمرت بإخضاعه لفحص بالأشعة و هو ما لم يتم فتدخلت في اليوم الموالي لإجراء الأشعة بمصلحة الاستعجالات ببلدية شلغوم العيد عندها تقرر تحويله إلى مستشفى قسنطينة الجامعي أين عاينه طبيب بمصلحة جراحة الأعصاب ثم أعيد إلى مستشفى فرجيوة و في يوم 13 من أكتوبر أعيد مرة أخرى إلى المستشفى الجامعي بقسنطينة ومنها إلى مستشفى فرجيوة أين توفي في نفس اليوم. الأطباء الخمسة و عند الاستماع إلى أقوالهم أنكروا جميع التهم المنسولة إليهم، كما أن المتهم الرئيسي المدان في القضية أكد بأنه باشر عمله في المناوبة يوم الواقعة رفقة الطبيبة "ش ف" 31 سنة، أين قام هو بتخدير المريض لتسهيل عملية خرزه ووضعه تحت الملاحظة، ثم سلم المهام للطبيبين "م ش" 39 سنة و الطبيبة "ب ن" 34 سنة. أما خبرة الطب الشرعي فقد أكدت بأن أسباب الوفاة تعود إلى نزيف حاد حصل على مستوى الجمجمة التي أصيبت أيضا بكسور، كما أن الضحية توقف عن الحركة كليا بعد تخديره خاصة و أنه كان يعاني قبل الحادث من شلل نصفي.