عشرات الأطفال والشباب يقضون الليلة في جمع أطنان من مادة القمح اللين قضى العشرات من سكان حي بكيرة ببلدية الحامة بقسنطينة ليلة الثلاثاء إلى الأربعاء في جمع أطنان من مادة القمح اللين إثر انحراف قطار لنقل البضائع بالقرب من سكناتهم. الحادث وقع في حدود الساعة الرابعة من يوم أمس الأول حيث انحرف قطار لنقل البضائع على مستوى السكة الواقعة أسفل الحي مما أدى إلى سقوط أربع حاويات، ثلاث منها محملة بمادة القمح اللين، تناثرت محتوياتها بمحيط الحادث وبشكل لفت انتباه الشباب والأطفال الذين سارعوا إلى عين المكان في سباق لجمع وإعادة بيع القمح، وقد انتشر خبر الحادث بسرعة مما زاد في تهافت البطالين وحتى التلاميذ على المكان. مصالح الدرك تدخلت لإبعاد المترددين على المكان لكنهم سرعان ما عادوا في الفترة المسائية لتتواصل العملية حتى ساعة مبكرة من يوم أمس وتتكرر طوال اليوم. وقد وجدنا بعين المكان عددا كبيرا من الأشخاص، أغلبهم من القصر، محملين بأكياس بلاستيكية معبأة قالوا لنا بأنهم استغرقوا ساعات في جمعها لإعادة بيعها، وعلمنا بأن حركة الشاحنات لم تهدا بالمنطقة رغم صعوبة المسلك المؤدي إلى مكان الحادث نظرا للسعر المغري الذي بيعت به السلعة والذي يقدر ب500 دج للكيس الواحدة من حجم 25 كلغ. الحادث ورغم وجود من ندد بخطورته على من يرتادون المكان، خاصة الرعاة وممارسي الرياضة، إلا انه خلف حالة من الارتياح النفسي لمعظم من التقينا بهم والذين وجدناهم في غاية السعادة كونهم وجدوا مصدرا لتحصيل مبالغ "لا بأس بها" منهم من قال بأنه سيستعملها كمصروف يومي ومنهم من قرر تخصيصها لشراء الملابس أو المساعدة في مصاريف العائلة. و مهما اختلفت أهداف المستفيدين من تبعات الحادث فإنهم يشتركون في كونهم فقراء وبطالين وينتظرون فرصة للاسترزاق سواء تعلق الأمر بحادث مرور أو بأي سبب آخر يبعث الحركية في المكان ويحفزهم على النشاط بعيدا عن روتين البطالة والفراغ. وقد أدى انحراف القطار إلى غلق السكة على مستوى النقطة العابرة لبكيرة قبل أن يتم التدخل لفتحها جزئيا فيما ظل الجزء الآخر مغلقا إلى غاية مساء أمس، ولم نتمكن من الحصول على معلومات مفصلة بشأن حركة النقل المحور لتعذر الاتصال بمسؤولي مؤسسة النقل بالسكك الحديدية.