استقالة المدرب بوغرارة تعمق من جراح اتحاد خنشلة خرج مدرب اتحاد مدينة خنشلة لمين بوغرارة عن صمته ليعلن أول أمس عن استقالته الرسمية من على رأس العارضة الفنية للفريق، مجسدا بذلك تهديداته التي جاءت على خلفية ما وصفه بالإهمال والتسيب، وعجز الإدارة على توفير أبسط ظروف العمل والتكفل بشكل جدي بمطالب وانشغالات اللاعبين، والتحكم في الأمور التسييرية. بوغرارة وفي تصريح خص به النصر صباح أمس. وصف الوضع داخل الفريق الخنشلي بالمتعفن، وذلك بسبب غياب حلول ملموسة مضيفا بقوله: " لا يمكنني مواصلة العمل وسط أجواء متعفنة بعد أن تحملت لمدة أربعة أشهر كل الهموم، دون أن أجد المساندة اللازمة من قبل الإدارة التي فشلت في ضمان رواتب اللاعبين ومنحهم التي لم يحصلوا عليها منذ بداية الموسم". ورغم بعض المبادرات لتلطيف الأجواء ومحاولة ضمان السيولة المالية، إلا أن بوغرارة بدا مصرا على قراره: " قرار استقالتي لا رجعة فيه، لأنني تعبت كثيرا وتحملت بمفردي كل مشاكل وهموم اللاعبين الذين فقدوا مع مرور الجولات الرغبة في اللعب، ولم يعد باستطاعتهم الظهور بنفس الحرارة والروح القتالية التي تعد سمتهم، وهو ما انعكس على النتائج الفنية وجعلني في وضع حرج وصعب لا يسمح لي بالعمل وبلوغ الأهداف المنشودة". من جهتهم وصف أنصار الإتحاد رحيل المدرب بوغرارة بمثابة الضربة الموجعة لفريقهم المحبوب في ظل متاعبه ومعاناته الدائمة، خاصة المتعلقة بالجانب المالي وهاجس المستحقات، وهو ما سيعمق من جراحه حسبهم. انسحاب ابن عين مليلة من تدريب أبناء الشابور في مرحلة حساسة، وما أفرزه من ردود فعل متباينة واتهامات متبادلة بينه وبين رئيس الفريق بيبي، قابله مواصلة اللاعبين إضرابهم للأسبوع الثاني على التوالي على خلفية مستحقاتهم المالية، حيث ربطوا وقف حركتهم الاحتجاجية والعودة إلى أجواء التدريبات بتسوية وضعيتهم المالية التي ظلت عالقة منذ بداية الموسم، بعد أن سئموا وعود الإدارة. وبالنظر إلى تفاقم أزمة الإتحاد سارع والي خنشلة إلى عقد جلسة عمل مع رئيس الفريق بيبي لاستعراض الوضع، ومحاولة إيجاد السبل الكفيلة لإخراج الاتحاد من النفق ووضعه على السكة السليمة، حيث وعد بتسوية مسألة الإعانات المجمدة التي استفاد منها الفريق والإسراع في تسريحها رغم الإجراءات الإدارية المعقدة، بسبب قرارات الحجز التي ما فتئ يتعرض لها الرصيد البنكي للنادي من قبل الدائنين. هذا وقد حاولنا الاتصال برئيس الاتحاد بيبي لرصد موقفه، وكذا معرفة النتائج المنتظرة من لقائه بالوالي، ونظرته المستقبلية لفريقه عقب استقالة المدرب بوغرارة، إلا أننا لم نتمكن من ذلك بعد أن ظل هاتفه مغلقا.