شهدت اليوم الجمعة بعض مناطق الوطن عودة الهدوء إليها بعد مظاهر الإحتجاج التي شهدتها خلال اليومين الماضين بسبب إرتفاع أسعار المواد الغذائية ذات الإستهلاك الواسع في حين إستمرت الإحتجاجات في مناطق أخرى و لكن بأقل حدة حسب ما لاحظه صحفيو "وأج". ففي المناطق الشرقية للوطن تم تسجيل عودة تدريجية للهدوء حيث لم تشهد التجمعات السكانية الكبرى و عواصمالولايات مظاهر إحتجاجية هامة بإستثناء ولايتي برج بوعريريج و المسيلة و بدرجة أقل قسنطينة. ففي ولاية برج بوعريريج تجمهر حوالي 300 شاب جلهم من الأحياء الشعبية بوسط المدينة مباشرة بعد صلاة الجمعة حيث أتلفوا العديد من المرافق العمومية و الإدارية و مؤسسات مصرفية رغم تدخل قوات حفظ الأمن لتفريق المتظاهرين. نفس المظاهر الإحتجاجية عاشتها عدد من الأحياء الشعبية بولاية المسيلة بعد ظهيرة اليوم تم خلالها إتلاف مركز البريد بحي ألف مسكن وإلحاق أضرار هامة بمراكز للتكوين المهني و وكالات بنكية. و بقسنطينة شهدت العديد من أحياء ضواحي المدينة على غرار علي منجلي و عين سمارة و حامة بوزيان عودة مظاهر الإحتجاج من خلال تخريب عدد من المرافق العمومية و هو ما عاشته عنابة بحي ديدوش مراد و "لاكولون". و عبر العديد من المواطنين بهذه الولايات عن تذمرهم و أسفهم للطريقة التي إحتج بها هؤلاء الشباب بإتلاف مؤسسات عمومية هي أولا و أخيرا في خدمة المواطن. كما تم تسجيل حالة من الهدوء في العديد من ولايات جنوب الوطن بإستثناء بعض المظاهر الإحتجاجية المعزولة التي قام بها عدد من المراهقين التي لم تؤثر على السير الطبيعي للحياة اليومية للمواطنين. ففي أحياء المخادمة و رويسات و عين البيضاء و سيدي خويلد بولاية ورقلة و حي مراكشي بغرادية حاول بعض الشباب قطع الطريق بإستعمال الحجارة و إضرام النيران بالعجلات المطاطية دون التعبير عن رفع مطالب معينة. وإمتدت هذه المظاهرات لتشمل في المساء وسط مدينة ورقلة مما أجبر قوات الأمن على إستعمال القنابل المسيلة للدموع لتفريق المتظاهرين. أما بولاية الأغواط فقد كانت المظاهر الإحتجاجية اشد عنفا حيث هاجم نحو خمسين شخصا إحدى المصالح الإدارية و إستولوا على عدد من التجهيزات و أضرموا النار في المكاتب. كما قام المتظاهرون برمي مصلحة الأمن الحضري بالحجارة بحي شتيت قبل أن يتدخل أعوان الأمن لتفريقهم. و إزدادت المظاهرات حدة في المساء باقدام المتظاهرين على تحطيم العديد من المرافق العمومية و مقرات بعض المؤسسات الإقتصادية العمومية و الخاصة. و لم تسلم ولايات وسط البلاد من مظاهر الإحتجاج هذا المساء بعد الهدوء المسجل خلال صبيحة الجمعة. ففي وسط البلاد و بالجزائر العاصمة على وجه الخصوص عادت مظاهر الإحتجاج إلى العديد من الأحياء كحي محمد بلوزداد و حي العافية بالقبة و براقي و لكن بأقل حدة عما كانت عليه خلال الليلتين الماضيتين. و قد سمح تدخل قوات الأمن من فتح عدد من محاور الطرق التي سدها المتظاهرون و عطلوا بها حركة المرور. و سجلت العديد من الولايات عودة الهدوء إليها بعد أن كانت قد شهدت مظاهرات إحتجاجية خلال الليلتين الماضيين.