استيقظ سكان حي باب الوادي، أمس، على مخلفات أحداث ليلة الأربعاء إلى الخميس التي استمرت إلى الثانية صباحا، حيث أسفرت عن حرق وتكسير 18 سيارة لوكلاء سيارات بالجزائر، بالإضافة إلى تخريب مؤسسات عمومية وخاصة والاستيلاء على كامل مستلزماتها. خلال لقاء جمعنا بسكان الحي تضاربت آراؤهم حول الأحداث، أغلبهم أكد أن المتسببين غرباء عن الحي، جاءوا من أحياء مجاورة. وهنا ذكر أحدهم ''نحن دخلنا في عراك مع شباب لا يمتون بصلة لحينا، فدافعنا عن أملاكنا بعد أن حاول عدد منهم اقتحام محلات البسطاء لقطع أرزاقهم والاستيلاء على ممتلكاتهم''. في حين ذكر آخر أنه رغم احتجاجهم مثل كل الجزائريين على غلاء الأسعار التي مست جميع المواد الغذائية، إلا أنهم لا يحطمون أملاك إخوانهم، حسبه، ويلحقون أضرارا كالتي حصلت. وفي أزقة الحي وبالضبط أمام مقر شركة موبيليس التف عدد من المواطنين، ذكر أحدهم أن المحتجين استولوا على المقر بالكامل، حيث سرقت الأجهزة الإلكترونية وخزينة المؤسسة، بالإضافة إلى تحطيم الأبواب والهياكل بالكامل، وبجوار مقر هذا الأخير تم تجريد محل لشركة بلاط من جميع المواد الغذائية الموجودة به، وهنا ذكر من تحدثنا إليهم أن أحداث الشغب كانت ردة فعل طبيعية بعد الارتفاع الجنوني لمعظم المواد الغذائية التي وضعت معظمهم في موقف محرج. وذكر أحدهم أن تدخل قوات الأمن أسفر عن إصابة البعض بعيارات نارية منهم شاب يبلغ من العمر 16 سنة أصيب على مستوى الظهر. غير بعيد عن باب الواد، وبالضبط في تريولي، أين يوجد ثلاثة وكلاء سيارات والتي خربت بالكامل، فيما أصيبت السيارات التي كانت في الخارج بأضرار متفاوتة، حيث تم حرق وكسر 18 سيارة، والاستيلاء على أجزاء مختلفة منها، وبذات المكان وجدنا ممثل شركة رونو في الجزائر، محمد شتوان، الذي ذكر ل''الخبر'' أن الفرع تعرض إلى هجوم من قبل أزيد من 100 شخص اقتحموا المكان ليلا أمام مرأى الجميع. الجزائر: رشيدة دبوب ملثمون وسط المتظاهرين بباش جراح شهدت الأحياء الشعبية بالضاحية الشرقية للعاصمة كأحياء الكاليتوس والنخيل وباش جراح، خروج المئات من الشباب مع بداية الساعات الأولى من يوم أمس للتظاهر والاحتجاج على غلاء المعيشة، أين حاولوا القيام بمسيرة شعبية وسط بلدية باش جراح، مستغلين قدوم العشرات من الشباب من الأحياء المجاورة لتدعيم هذه الاحتجاجات كأحياء الحراش والقبة وحي البدر، مرددين شعارات الحزب المحل. كما خطب أشخاص مجهولون يرتدون الأقنعة وسط الشباب، أن هذه الاحتجاجات هي ثورة ضد الحفرة ومن أجل لقمة العيش، وأن 5 أكتوبر قد عادت. بعدها حاولت قوات مكافحة الشغب تفريق المتظاهرين، بإطلاق القنابل المسيلة للدموع وتدعيم التواجد الميداني لأفراد الأمن في النقاط الحساسة للمباني الرسمية كمقر البلدية ومبنى مركز البريد والمواصلات وكذا العيادات الطبية ومقرات الأمن الحضري ومقرات الأمن الجوارية بالأحياء الشعبية، غير أن تكاثر عدد المتظاهرين وارتداء العديد منهم للأقنعة واللثام، ساعد على تحريض المحتجين على تخريب مقر مركز البريد والمواصلات وكذا محاولة تخريب وحرق المركز التجاري الكبير ''حمزة''، حيث تضررت بعض المحلات التجارية الكائنة بواجهة المركز، إضافة إلى تسجيل عمليات سطو على محلات أخرى. كما تم تسجيل استعمال المحتجين لقارورات الزجاج الحارقة بملئها بالبنزين لرشق قوات مكافحة الشغب، إضافة إلى الأسلحة البيضاء والعصي والتراشق بالحجارة، وقطع طرق الأحياء بالعجلات المطاطية التي أضرمت فيها النيران، وقطع الحديد والمتاريس. الجزائر: ياسين. ب عودة شعار ''باراكات.. المعيشة راهي غلات..'' الغضب يتواصل بتيبازة لليوم الثالث وتوقيف 18 محتجا عاشت المدن الشرقية لولاية تيبازة نفس سيناريو الاحتجاجات، إذ تواصلت أمس، لليلة الثالثة على التوالي، أعمال الشغب وقطع الطرقات الولائية والسريعة بفوكة والدواودة البحرية والأحياء العلوية لذات البلدية لتتوسع إلى مدينة بوإسماعيل، حيث شلت حركة المرور منذ الساعة الثامنة مساء في المحاور والطرقات الرئيسية للمدن المذكورة، فيما تجندت جميع المصالح الأمنية التي تمكنت من إفشال العديد من بؤر التوتر. تجددت المواجهات، ليلة أول أمس، بالطريق السريع الرابط بين فوكة البحرية والدواودة نحو زرالدة، حيث نزل العشرات من الشباب، المتراوحة أعمارهم بين 15 و30 سنة، وقاموا بشل حركة المرور، مستعملين في ذلك العجلات المطاطية والصخور الكبيرة، ما أدى إلى تشكل طوابير من السيارات، فيما وجدت مصالح الأمن والدرك متاعب كبيرة في تفريق المتظاهرين الذين يقطن غالبيتهم في التجمعات السكانية الهشة المنتشرة على طول الطريق السريع. تيبازة: أحمد حمداني موجة الغضب تجتاح معظم بلديات بومرداس انفجر الوضع، صبيحة أمس الخميس، في معظم بلديات ولاية بومرداس، احتجاجا على غلاء المعيشة وارتفاع أسعار المواد الاستهلاكية. ففي برج منايل خرج مئات الشباب إلى الشارع وراحوا يحاولون قطع الطريق، خاصة الطريق الرئيسي للمدينة، بحيث رموا رجال الأمن الذين تزايد عددهم، تحسبا لأي طارئ، بالحجارة وراحوا يخربون بعض المقرات الرسمية كمقر الدرك الوطني والمحكمة والبلدية، فرد عليهم عناصر الأمن الوطني بالقنابل المسيلة للدموع والتي تأثر منها كثيرا الأطفال الصغار، خاصة أن انفجار الوضع بشكل كلي تزامن مع خروج التلاميذ من المدارس بجميع الأطوار. كما لجأ آخرون إلى غلق الطريق السريع الرابط بين تيزي وزو والجزائر مستعملين العجلات المطاطية والأعمدة الخشبية، ما خلق طابورا طويلا للسيارات. نفس الوضع عرفته بلدية بومرداس عصرا، حيث خرج المئات إلى الشارع وتمركزوا في محطات الحافلات وكذا محطة القطار لمنع القطار من المرور، فتوجب تدخل قوات الأمن محاولين تفريق الشباب المتجمهرين. أما في بودواو فخرج طلبة ثانوية خالد الجزائري وحاولوا إخراج الطلبة من المؤسسات التربوية الأخرى لكن دون جدوى، ليس بسبب الغلاء ولكن بسبب الوضعية الإدماجية، حسب مصادرنا، إلا أن رجال الأمن تدخلوا بطريقة سلمية وأعادوا التلاميذ إلى الثانوية. بومرداس: كمال عقرانيو نددوا بغلاء المعيشة والبيروقراطية في معالجة ملف الشاليات اندلاع المواجهات بين الغاضبين ومصالح الأمن بالشلف اندلعت، أمس، موجة من الغضب والاحتجاجات ببعض مناطق ولاية الشلف التي شهدت مواجهات عنيفة بين قوات مكافحة الشغب وبعض الشباب الذين أقدموا على إضرام النيران في العجلات المطاطية وقطع الطريق الوطني رقم 19 الرابط بين مدينة تنس وعاصمة الولاية، تنديدا بغلاء المعيشة والبيروقراطية بالإدارات المكلفة بتسوية ملف ''الشاليات'' أو البناءات الجاهزة. وصلت شرارة الغضب الاجتماعي، أمس، إلى الشلف خاصة بأحياء الشطية التي اندلعت فيها مواجهات بين الناقمين على الوضع المعيشي. وقد عمد المحتجون إلى غلق الطريق الوطني رقم 19 الذي يربط الجهة الشمالية بمقر الولاية، ما اضطر مستعمليه إلى اتخاذ طرق التفافية أخرى للوصول إلى وجهتهم. كما أغلقت الطرقات وسط الشطية على مستوى حي بن الدين، ولم يستطع أفراد مكافحة الشغب السيطرة على الوضع بالنظر إلى كثرة المنافذ التي يسلكها المحتجون. وقد توقفت حركة السيارات والنقل بشكل تام عبر الطرق والمسارات التي احتلها المحتجون. ما جعل الناس في حيرة من أمرهم بعد أن اختفت سيارات النقل دون سابق إنذار، ما عمّق من معاناة مستعملي هذه الوسيلة في التنقل. الشلف: عبد القادر دحماني توسع موجة الاحتجاجات إلى الجهة الشرقية للبليدة توسعت موجة الاحتجاجات التي اندلعت شرارتها ببني تامو، الواقعة شمال غرب البليدة، وبني مراد، عصر أول أمس، إلى المناطق الشرقية، حيث عرف الطريق الرابط بين الأربعاء وسيدي موسى وبراقي شللا في حركة المرور، بسبب إضرام النيران في العجلات المطاطية وأغصان الأشجار، تعبيرا عن تذمرهم من الارتفاع الفاحش في أسعار المواد الاستهلاكية، وتنديدا بالتهميش ونقص التنمية بأحياء هامة بالمنطقة، وتمكن عناصر الأمن من منع حركة احتجاجية بوسط مدينة البليدة. وانتشرت الاحتجاجات إلى حيي بلعوادي وبن دالي في الأربعاء، وعرف حي بن فيسة في مركز عمروسة ببوينان تجمع سكانه أيضا، وتبيّن بأن الدوافع الأولى والمشتركة لموجة الاحتجاجات مردها الارتفاع المفاجئ لأسعار بعض المواد الاستهلاكية، فضلا عن حمل سكان أحياء بلعوادي وبن دالي وبن فيسة مطالب تنموية تلخصت في تهيئة الطرقات الترابية وتوفير الغاز وتسوية التذبذب والنقص في الماء الشروب. البليدة: رزيقة. ع/ ف. هارون برج بوعريريج لهيب الأسعار يمتد إلى رأس الوادي امتدت شرارة الاحتجاجات على الارتفاع الجنوني لأسعار بعض المواد الغذائية الأساسية إلى ولاية برج بوعريريج، بعد خروج عشرات الشبان ببلدية رأس الوادي للتعبير عن غضبهم، انطلاقا من رشق المتقنة بالقارورات البلاستيكية، ليتوجه المحتجون إلى مقر البلدية ما تسبب في كسر النوافذ، ودفع السلطات البلدية إلى غلق مصالحها، كما تم غلق المتقنة أمام التلاميذ للفترة المسائية. وحسب مصادر من المنطقة، فإن المحتجين أضرموا النار في العجلات المطاطية على الطريق المؤدي إلى الملعب البلدي. تبقى الإشارة إلى أن أسعار السكر بلغت 140 دينار والزيت 800 دينار، كما تحدث بعض المواطنين عن زيادات تتراوح بين مئة و200 دينار في سعر الدقيق، وهو ما نفاه أصحاب المطاحن في الولاية، بينما أكد مدير التجارة أنه سيتم تعزيز فرق المراقبة خلال هذا الأسبوع. برج بوعريريج: بوبكر مخلوفي بعد ليلة ساخنة في عدد من أحياء الولاية شبان الكرمة يشلون الطريق السيار في وهران في الوقت الذي عاد فيه الهدوء، صباح أمس، إلى مدينة وهران، انتقلت أعمال الشغب، ظهر أمس، إلى مدينة الكرمة، حيث قام عشرات الشبان بإغلاق الطريق المزدوج المؤدي إلى الطريق السيار شرق غرب، ما تسبب في حالة ذعر كبير. لا حديث في وهران أمس إلا عن الأحداث التي عاشتها المدينة من منتصف يوم الأربعاء إلى ساعة متأخرة من الليل وما صاحبها من إشاعات، لم تجتهد السلطات العمومية المحلية لتكذيبها، أو لتقديم حصيلة عن الخسائر المسجلة. واستيقظ الوهرانيون، صباح أمس، على مشهد سيارات وشاحنات الشرطة في مختلف أنحاء المدينة، التي شهدت ''حركة مرور فاترة'' طوال الصبيحة، لتعود أعمال الشغب، في حدود الساعة الواحدة زوالا، وتصاحبها الإشاعات، حيث اتخذ شبان موقعا فوق الجسر الثاني المؤدي إلى مدينة الكرمة، غير بعيد عن الطريق المؤدي إلى مطار السانية، وشرعوا في رشق السيارات القادمة من الطريق السيار والمتوجهة إليه بالحجارة، وهو ما أحدث حالة فوضى عارمة بسبب الرعب الذي أصاب السائقين، ثم نزلوا إلى الطريق المزدوج وأغلقوه بالمتاريس، لتعم الفوضى في مدينة الكرمة، التي قام فيها مراهقون بنصب الحجارة في أزقتها لعرقلة مرور السيارات الهاربة. وحاولت مجموعة أخرى اقتحام مقر بلدية الكرمة، والتي تم رشق نوافذها بالحجارة، قبل أن تتدخل قوات مكافحة الشغب للدرك الوطني وتسيطر على الوضع. كما تسببت الفوضى في هروب العديد من المعلمين والتلاميذ من المدارس، وأغلقت كل المحلات التجارية والخدماتية أبوابها. وعلمت ''الخبر'' أن مجلس الأمن لولاية وهران انعقد في حدود الساعة السابعة من مساء الأربعاء الماضي، وتقرر فيه تعزيز الإجراءات الأمنية، كما تم طلب تدعيم أمني من ولايتي سيدي بلعباس وتلمسان. وتقرر أيضا في هذا الاجتماع ''وضع مجموعة من الأحياء تحت الحراسة وتوقيف كل من يشتبه في سعيهم لتنظيم مسيرات أو ما شابه''.