دعت الأمينة العامة لحزب العمال، لويزة حنون، يوم السبت بالجزائر العاصمة، إلى فتح قنوات الاتصال و الحوار مع الشباب للتواصل معه و الاستماع إليه. واعتبرت السيدة حنون في كلمة ألقتها لدى افتتاح دورة غير عادية للمكتب السياسي للحزب أن "العجز" في الاتصال بين القنوات الرسمية و وسائل الإعلام الثقيلة وبين الشباب "خطر كبير على استقرار البلاد". و حسب الأمينة العامة لحزب العمال فان "الانعدام الكلي للاتصال مع الشباب عمق في أنفسهم انعدام الثقة و الخوف من المستقبل" مؤكدة على أهمية الاستماع الى هذه الشريحة و الاستجابة لتطلعاتها "لكي تعود لها السكينة و الثقة". ودعت الهيئات المعنية إلى الحديث إلى الشباب و إعطاءهم "حقائق و أرقام صحيحة و دقيقة حول مناصب الشغل التي ستوفر لهم في كل قطاع و الاسراع في تنفيذ مخططات دعم المؤسسات". كما دعت التلفزة الوطنية الى إعطاء الميكروفون للشباب و تغطية كل الاحتجاجات لأن ذلك سيعني حسبها، أن "الدولة تمد لهم يدها و تبحث لهم عن حلول". و اعتبرت أن ما وصفته ب"انتفاضة" الشباب "لا تهم فقط وزارة التجارة و إنما كل الحكومة التي عليها ان تفتح باب النقاش حول كل الإجراءات الممكن اتخاذها لتحسين الأوضاع الاجتماعية" داعية ايضا الى انشاء دواوين للمنتوجات الحيوية التي تدعمها الدولة. ودعت السيدة حنون أيضا الى تقديم منحة بطالة للشباب الذي لا يعمل لا يقل مبلغها عن نصف الاجر القاعدي الادنى المضمون مقترحة التعجيل بوضع قانون مالي تكميلي 2011 يوفر هذه المنحة و يتضمن إجراءات أخرى تجسد "احتكار الدولة للمواد الاولية المستوردة". وقالت السيدة حنون أن الشباب "لم يخرج الى الشارع بسبب ارتفاع اسعار الزيت و السكر بل لتراكم مشاكله المختلفة" منها كما قالت، البطالة و ازمة السكن غير انها اعتبرت الزيادات الاخيرة في بعض المواد الاستهلاكية الاولية "استفزازية و إجرامية". واعتبرت ايضا ان "مخلفات التصحيح الهيكلي و المأساة الوطنية مازالت موجودة" و ان الشباب "الذي انتفض ولد في قلب سنوات الارهاب و تشبع من العنف و فقد مقومات و مراجع شخصيته" و على الدولة ان تتكفل به. كما أكدت على ضرورة "قراءة الرسائل الموجهة من قبل الشباب" من خلال الانتفاضة التي قام بها معتبرة هذه الشريحة "الاكثر حرمانا في المجتمع و الاكثر قلقا على مستقبله" و فتح نقاش "جدي". وحسب السيد حنون فان "بعد عودة السلم تحتل المشاكل الاجتماعية والسياسية الصدارة و تطفو على السطح" و قد "وجد الشباب في الاتفاضة و الحرق و التكسير متنفس و طريقة للتعبير عن غضبه و خوفه من المستقبل". و قالت انه يجب على الدولة أن تسجل هذه الاحتجاجات كاستغاثة "لان الشباب في ضيق و يمكن لأي احد ان يتلاعب بهم". واعتبرت القرارات التي اتخذتها الدولة فيما يخص التشغيل "غير كافية" و "غير ناجعة" كما ان ارتفاع الاسعار في الاسواق يمتص كل الزيادات التي تعرفها الاجور. ودعت الدولة الى محاربة المضاربة و "اصحاب الحاويات الذين لا زالوا يتحكمون في السوق الداخلية". و من جهة أخرى، عبرت السيدة حنون عن اندهاشها من الشكل الذي عالجت به بعض وسائل الاعلام العربية و الغربية احتجاجات الشباب و تأويلاتها "المغرضة و الخطيرة و تضخيمها" لانتفاضة شباب عبر عن غضبه. كما عبرت عن اندهاشها لرد فعل الخارجية الفرنسية التي طلبت من رعاياها عدم التوجه الى الجزائر معتبرة هذا "موقف غريب" و "ضغط على الجزائر لكي تتراجع عن القرارات التي اتخذتها لحماية الاقتصاد الوطني". و قالت بان الغضب الشباني "المشروع" الناتج عن الوضع الاجتماعي "لم يبلغ حدة و حجم التظاهرات العنيفة التي عرفها باريس و ضواحيها في ليلة 31 ديسمبر 2010 و الاحتجاجات التي عرفتها دول اخرى". وأضافت ان الجزائر "لا تعرف سياسة تقشف كما هو الحال في الدول العديدة التي تضررت من الازمة الاقتصادية العالمية بل هي في طور الاعمار و الاستثمار كما ان دول عديدة في العالم تعرف مظاهرات تتسم بالعنف نظرا لتداعيات الازمة الاقتصادية و لم نسمع تعليقات كما حدث حول الجزائر". وبعد أن اعتبرت ان "هناك اطراف خارجية يسعدها ان تنهار الدولة الجزائرية لكي تنهب خيراتها" أكدت السيدة حنون انه "لا يمكن مقارنة ما يحدث في الجزائر بما حدث في مصر او تونس او حتى الكوت ديفوار و لا يمكن القول بانها تذكر باحداث اكتوبر 1988 لان اوضاع البلاد اليوم مختلفة تماما سياسيا و اقتصاديا و اجتماعيا". و من جانب آخر عبرت عن أسفها لهدم الشباب لمنشآت "هي مرافق تحتاجها شرائح واسعة من المجتمع و حتى عائلات هؤلاء الشباب". و للإشارة فان امانة المكتب السياسي لحزب العمال مجتمعة في دورة مفتوحة منذ يوم الخميس الماضي.