رغم طابعه" البعيد نسبيا عن المجال الرياضي" بدأت وجهة استكشاف الآثار البحرية تستقطب الاهتمام و باتت من الاختصاصات التي توليها الاتحادية الجزائرية للغوص و للانقاذ و النشاطات المائية أهمية كبيرة وتعول عليها لان تكون من أبر نشاطاتها في المستقبل القريب. فدون اهمالها لاختصاصاتها التقليدية التي تتم ممارستها دائما بنفس الوتيرة تتجه الاتحادية الجزائرية للغوص والانقاذ و الرياضات المائية إلى الولوج اكثر في الجوانب العلمية المرتبطة بالنشاطات البحرية و الغوص. "نحن نهتم الآن بالجانب العلمي مثل البيولوجية البحرية و علم الآثار البحرية " حسب ما حرص على تاكيده رئيس الاتحادية الجزائرية للغوص و الانقاذ و النشاطات المائية عبد القادر شركوم الذي يفتخر باستعراضه لبرنامج الاتحادية التي يديرها. فالغطس العلمي او الغطس المائي بطريقة علمية يهدف في الاساس إلى الحصول على معطايات او عينات او معلومات تخدم عملية البحث العلمي. وأكد القائم الاول على الاتحادية ان هيئته تهدف " إلى استكشاف عالم اعماق البحار خاصة وان الجزائر تتمتع بثراء بحري كبير و بآثار ثمينة ومتنوعة". فبتطوير علم الآثار البحري ستتمكن الاتحادية الجزائرية للرياضات المائية من تزويد الجزائر بمعطايات و عينات هامة مرتبطة بالتاريخ القديم للجزائر. " يمكننا المساهمة في اعادة كتابة تاريخ الجزائر الذي تبقى جوانب كثيرة منه مجهولة وذلك من خلال تقديم ادلة مادية ملموسة" كما أوضحه شركوم الذي أكد ان بقايا البواخر التي غرقت في الأزمان الغابرة قد تمكننا اليوم من معرفة طبيعة التجارة التي كانت الجزائر تمارسها مع بقية دول العالم (...) وهذا الامر يبقى ممكنا جدا من خلال دراسة تركيبات تلك البقايا. نحن نغوص من أجل استكشاف اعماق البحار وقد سبق لنا في بعض الاحيان وان وجدنا قطعا اثرية يعود تاريخها إلى الفترة الرومانية و قطع رخام وهي كلها اجزاء يمكننا اذا عرفنا كيف نربط بينها ان نتعرف على نوع النشاطات التجارية التي كانت تمارس في تلك الحقبة " كما أوضح المتحدث . -- استكشاف المغارات البحرية ....القبلة الأخرى لهواة الرياضات المائية باستقطابه لاهتمام الجامعيين على وجه الخصوص وعددا من الباحثن المتخصصين في علم الآثار اصبحت المغارات البحرية من بين الوجهات الأخرى التي تثير فضول واهتمام هواة الرياضات المائية على مستوى الاتحادية الجزائرية حسب ما أكده رئيسها الذي قال" انه رغم حداثة هذا الاختصاص الا انه ما فتئ يستقطب اهتمام الكثير من هواة الرياضات المائية على مستوى الاتحادية. " حاليا يقوم غطاسون من الاتحادية الجزائرية باجراء اختبارات مع مختصين في استكشاف المغارات بباتنة وذلك على مستوى بحيرة باطنية". الامر يتعلق بمجرى مائي قادم من إفريقيا و يصب في البحر الابيض المتوسط "كما أوضحه شكرون الذي أكد ان الجزائر تعد نقطة التقاء عذة بحيرات قادمة من إفريقيا وتصب في البحر الابيض المتوسط". فالنشطات ذات الصبغة العلمية على مستوى الاتحادية الجزائرية للغوص و الانقاذ و النشاطات البحرية ما فتئت تاخذ في الاونة الاخيرة ابعادا هامة وستكون مدعومة في الوقت المستقبل القريب من طرف اختصاصات أخرى لا تقل اهمية مثل الصورة الفوتغرافي و الفيديو وسينما أعماق البحار. ومن جهتها تلقى البيولوجيا البحرية هي الأخرى اهتماما كبيرا من قبل الممارسين و الاتحادية التي تحرص على تنظيم تربصات لتحسيس الغواصين باهمية هذا الجانب. وبهذا الخصوص أوضح شقرون يقول" لقد ابرمنا اتفاقية مع وزارة التربية الوطنية من أجل تلقين التلاميذ طرق و وسائل حماية الشواطئ" موضحا " ان هيئته تعمل بالتنسيق مع منظمة اليونيسكو التي تكون اساتذة متخصصين في البيئة البحرية. وجدير بالذكر هنا ان الاتحادية الجزائرية للغوص و الانقاذ و الرياضات البحرية كانت قد وقعت على الميثاق الدولي للغوص في اعماق البحار من أجل حماية الاوساط البحرية و بعض الاصناف البحرية. - نحو اكتشاف الاعماق ...... و في مجال الغطس و من جل وضع حد لمشكل " فقدان الوعي" الذي ينتاب الكثير من الغواصين بسبب غاز الازوت (اناركوز) لجأت الاتحادية إلى تطوير تقنية جديدة تعتمد على مزج غازي الاوكسجين و الأزوت مما يعطي للغواص حرية و راحة و امن اكبر تحت الماء . ويعد الغوص بدون الاعتماد على قارورات الاوكسجين من الاختصاصات التقليدية في الجزائر .ففي سنة 2009 خلال البطولة الاوروبية الإفريقية بتيبازة احتلت الجزائر المركز الثاني في الترتيب العام . وفي مجال الصيد في ألأعماق احتلت الجزائر المركز الثامن في بطولة العالم 2010 بكرواتيا . وبالاضافة إلى ما سبق تبقى اختصاصات السباحة بالمجاذف المطاطية وعلى وجه الخصوص النوع الجديد الذي يعتمد على مجذاف واحد للقدمين و النجدة و الانقاذ وغيرها من التوجهات من بين الاختصاصات التي توليها الاتحادية الجزائرية للانقاذ و الغوص و الرياضات المائية التي تسعى إلى توسيع نشاطها على مستوى مناطق الجنوب من خلال انشاء رابطات جهوية بالمنطقة وتمارس هذه النشاطات في المساحات المائية التي تتوفر عليها مثل المستنقعات و السدود. وعلى المستوى الدولي يعتزم رئيس الاتحادية الجزائرية للغوص و الانقاذ و النشاطات المائية تجميع كل الوسائل و توفير الظروف اللازمة من أجل انعاش نشاطات الاتحاد المغاربي للنشطات المائية وستكون سنة 2011 موعد لبعث مشروع انشاء الاتحادية المتوسطية للاختصاص.