اعرب متظاهرون يوم الثلاثاء في قلب العاصمة التونسية عن احتجاجهم على تشكيلة حكومة الوحدة الوطنية التونسية الجديدة التى ابقي فيها على بعض الوزراء السابقين بمناصبهم مثل وزارات الدفاع والداخلية والشوؤون الخارجية. واعتبر المتظاهرون ان هؤلاء الوزراء كانوا يحكمون البلاد في نظام الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي ومن غير المنطقي ان يعودوا من جديد الى السلطة. وقد حاولت قوات الأمن تفريق المتظاهرين باستعمال القنابل المسيلة للدموع دون اللجوء الى استخدام العنف ضد المتظاهرين الذين رددوا عبارات تدين هذه التعيينات وتطالب كذلك بحل حزب "التجمع الدستوري الديموقراطي". ويرى المتظاهرون ان الشعب قدم تضحيات جسام من اجل تنحية نظام سياسي باكمله ثم سرعانما تعود رموز من ذلك النظام الى السلطة وهذا مايتناقض تماما مع احداث القطيعة مع الماضي. وكان الوزير الاول التونسي محمد الغنوشي قد اعلن يوم الاثنين عن تشكيلة حكومة الوحدة الوطنية التي تضم في عضويتها ثلاث تركيبات تمثل المعارضة وشخصيات مستقلة ووزراء سابقين وذلك في اعقاب اجراء سلسلة من المشاورات والمفاوضات توجت بالاعلان عن هذا التشكيل الائتلافي الذي اثار ردود فعل متباينة لدى شتى التيارات السياسية وشرائح المجتمع المدني بين مباركين ومعارضين لتشكيلة الحكومة الجديدة.