أفتتحت يوم الثلاثاء بدار الثقافة أحمد رضا حوحو ببسكرة فعاليات تظاهرة ثقافية تحت شعار" بسكرة واحة الفن" تتضمن باقة بأكثر من عشرين لوحة للفنان التشكيلي الجزائري السعيد حشاني. ويحتضن بهو هذه المؤسسة على مدار أربعة أيام تشكيلة للوحات أبدعتها أنامل الفنان في موضوعات متنوعة تعكس جوانب من الطبيعة العذراء ونمط حياة الإنسان بالصحراء وموسم جني التمور وسلة الغلال الموسمية والخصائص الهندسية المميزة للنسيج العمراني لجنوب البلاد. وفي متناول زوار المعرض مشاهدة قافلة جمال في عمق الصحراء وواحة نخيل تتخللها سواقي ممتلئة بالماء ومزارع منهمك في خدمة الأرض ولحظة غروب الشمس والسراب عبر مسلك صحراوي وخيمة تقليدية مجهزة بقطع الأثاث الرئيسية كالأفرشة والأغطية وأواني تحضير الشاي. وخلدت مجموعة من اللوحات حرفة خياط ونشاط تسويق القماش بمدينة القنطرة (50 كلم شمال بسكرة) و" قعدة" عائلية في الريف البسكري وحي عتيق بالزيبان بجزئياته المعمارية التي تطبعها المباني المتلاصقة والأزقة الضيقة والنوافذ الصغيرة والأبواب الخشبية دون إغفال غابة النخيل بمحاذاة ذات الحي التي تعد بمثابة مساحة خضراء للقاطنين بالحي. وقال الفنان حشاني ل (وأج) بشأن مرجعيته الثقافية في إبداع أعماله الفنية أن الخيال ومحاكاة الطبيعة وجماليات الواحة ويوميات حياة الناس تعتبر مجتمعة روافد إلهامه الأساسي الذي يستوحي منه أفكاره قبل ترجمتها عبر لوحات فنية. وتضمنت الورقة التعريفية المتعلقة بهذا الفنان الذي ينعت بأحد رواد الفن التشكيلي بالزيبان أنه من مواليد عام 1952 بواحة شتمة المجاورة لمدينة بسكرة وتعلق بهواية الرسم منذ صغره وتلقى تكوينا في بيداغوجيا الفن بقسنطينة بين سنتي 1978 و1980 واشتغل في حقل تدريس الفن التشكيلي ببسكرة وشارك مع تلاميذه في العديد من المعارض والتظاهرات الثقافية المحلية. وحسب هذا الفنان فإنه يعتزم على المدى القريب إعداد" بنك معلومات" حول الفنانين التشكيليين بالزيبان عبر الأزمنة من خلال إطلاق مبادرة جمع وتوثيق مختلف المعطيات حول هؤلاء المبدعين وأعمالهم.