تجددت الدعوات الإلكترونية على الشبكة العنكبوتية وعبرالرسائل النصية (اس ام اس) لدعوة يوم ثان من المظاهرات للمطالبة باصلاحات اجتماعية وسياسية. ودعت حركات من بينها "كفاية" و"شباب 6 أبريل" و"خالد سعيد" إلى تجديد المظاهرات في نفس الأماكن التي تظاهروا فيها أمس في الوقت الذي تحدثت فيه تقارير اعلامية عن تجدد المظاهرات ظهر اليوم في الاسكندرية و فى شمال سيناء حيث قام العشرات من الغاضبين بإشعال الإطارات وإغلاق الطريق. وقد ارتفعت حصيلة القتلى حسب مصادر طبية إلى خمسة اشخاص حيث توفي امس شرطي في القاهرة و اربعة متظاهرين في محافظة السويس بعد تأكيد وفاة الحالة الرابعة يوم الأربعاء متاثرا بجروحه. وكانت وزارة الداخلية المصرية قد اعلنت صباح اليوم انها لن تسمح باي تظاهرة جديدة في مختلف محافظات البلاد . وقالت في بيانها "لن يسمح بأي تحرك إثاري أو تجمع احتجاجي او تنظيم مسيرات او تظاهرات". وحذرت انه في حال مخالفة هذه التعليمات " سوف يتخذ الاجراء القانوني فورا وتقديم المشاركين إلى جهات التحقيق". وتأتي هذه الدعوات في الوقت الذي تتسابق فيه الاحزاب المعارضة إلى التواجد في المظاهرات ومن خلال تصريحاتها . وقد لاحظ المتتبعون تواجد ممثلي هذ القوى في ميدان التحرير امس بعد ان تجاوز عدد المتظاهرين ال 10 الاف شخص. وان كان البعض قد أشار إلى ضعف المشاركين فى مظاهرات امس و الذين لم يتجاوزوا 30 ألفا من أصل 80 مليون مصرى كما صرح على الدين هلال أمين الإعلام فى الحزب الوطنى الحاكم الا ان محللين وسياسيين اعتبروا ان خروج المصريين إلى الشوارع هو بمثابة "تجاوز لحاجز الخوف". وقد أكد المعارض محمد البرادعي المدير العام السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية ان خروج الشباب المصري إلى الشوارع بمثابة "بداية لعملية تاريخية" وقال في تصريحات صحفية نشرت اليوم ان " ثقافة الخوف التي يزرعها النظام تحطمت لديهم". غير ان غياب البرادعي في هذه المظاهرات اثار انتقادا من قبل بعض الناشطين و القوى السياسية حيث انتقد جورج إسحاق العضو بالجمعية الوطنية للتغير التي يتراسها البرادعى هذا الغياب وقال ان هذا الاخير "غاب عن مصر وقت الجد". كما أكد اعضاء من جماعة الاخوان المسلمين المحظورة ان مشاركة البرادعي "سيكون لها عمق لدى شريحة من الناس وستدفع الشباب للمزيد من الوفقات الاحتجاجية". و نقلت الصحف المحلية تصريحات رئيس حزب الجبهة اسامة الغزالي حرب الذي ابدى انحيازه لمطلب"اسقاط النظام" والبقاء تحقيق هذا المطلب . وقال ان "ما حدث يشير إلى ان هناك سخطا حقيقيا ورغبة في التغيير لدى الناس " مضيفا ان "هذا العام لن يمر كاي عام في مصر اذا استمرت الحركة بهذا الزخم". كما رصدت الصحف المحلية وجود عدد ملحوظ من قادة حزب الوفد حيث قال المتحدث الرسمي باسم الحزب محمد مصطفى شردي الذي شارك في المظاهرات ان "قرار المشاركة في يوم الغضب صدر عن الهيئة العليا للحزب". وكان حزب الوفد قد طالب في بيان تلاه رئيسه بدوي شحاتة بتشكيل حكومة انقاذ وطني وحل مجلس الشعب وتشكيل لجنة تاسيسية لوضع دستور جديد واصدار قانون جديد لمباشرة الحقوق السياسية . واما بالنسبة لحركة الاخوات المسلمين المحظورة فانها كانت كما صرح عصام العريان عضو مكتب الاشاد بالجماعة وسط الجماهير مؤكدا ان "خروج هذا العدد الضخم من المواطنيين والقوى السياسية يجب على الرئيس ان تيخذ قرارا فوريا لتهدئة المتظاهرين بحلل البرلمان الذي وصفه بالمزور بالاضافة إلى باقي مطالب القوى السياسية". وكانت مصادر امنية قد اتهمت الجماعة المحظورة بانها وراء تصعيد المظاهرات السلمية حيث دفعت بالعديد من عناصرها وإطاراتها "لتأليب" المتظاهرين ضد قوات الشرطة. وأكد طلعت فهمي امين لجنة حزب التجمع بمحافظة الجيزة ان نصف اعضاء التجمع نزلوا إلى الشارع للتظاهر مشيرا إلى عمل غرفة عمليات الحزب لمتابعة الاحداث وتقديم الدعم للمتظاهرين ومساعدة المصابين. وفي المقابل اتهم الحزب الوطني الديمقراطي جماعة الإخوان وعدد من الأحزاب "التى ليس لها وجود شعبى أو ثقل جماهيرى" كما ذكر ب" استغلال الشباب لتحقيق أجندات الفوضى التى رفضها الشعب" . وأكد في بيان اصدره اليوم تعقيبا على المظاهرات التى انتشرت فى جميع ميادين المحافظات احترامه " لحق المواطنين فى التعبير عن آرائهم ومطالبهم باعتباره حقا دستوريا وقانونيا " مشددا حرصه "على عدم دعوة أعضائه وشبابه للنزول إلى الشارع".