56 ألفا و300.. هذا هو العدد الذي وصل إليه حتى مساء الأربعاء المصريون المشاركون في مجموعة على "فيس بوك" تدعو للقيام يوم 25 يناير المقبل (يوم الشرطة بمصر) بسلسلة مظاهرات شعبية متزامنة أمام وزارة الداخلية ومديريات الأمن بالمحافظات، كنواة لثورة شعبية ضد نظام الحكم على غرار ثورة تونس. وفيما شكك خبراء في أن تترجم هذه الدعوة إلى نواة حقيقية "لثورة شعبية" ضد النظام الحاكم في مصر، أطلق شباب "الحزب الوطني الديمقراطي" الحاكم على اليوم ذاته (25 يناير) "يوم الوفاء للرئيس (حسني) مبارك" فيما اعتبر د.علي الدين هلال أمين الإعلام بالحزب الوطني في تصريح نشرته الصحف المصرية أن "تسميم الأفكار عبر الإنترنت أمر مدبر ومخطط له ومتعمد"، مؤكدا أنه "من الأهمية بمكان ألا نترك هذه الأفكار المضللة مستمرة في طريقها"، وهو ما اعتبره معارضون تحذيرا من الحزب بإمكانية لجوئه للقوة لمنع أي تجمع تلبية لدعوة "الثورة" في هذا اليوم. واختارت حركة 6 أفريل المعارضة (الداعي الرئيسي للاحتجاج يوم 25 يناير) شعار "يوم الثورة على التعذيب والفقر والفساد والبطالة" لدعوتها من أجل خروج الشعب المصري في "انتفاضة شعبية" على غرار ما حدث في تونس. وحددت المجموعة التي ظهرت على فيس بوك داعية لهذه الانتفاضة يوم 25 يناير الذي تحيي فيه الشرطة المصرية عيدها السنوي من اجل القيام بها. وأرجع مؤسسو المجموعة الإلكترونية ذلك إلى أن هذا اليوم "تحيي فيه ذكرى مقاومة الشرطة للاحتلال البريطاني، ولكن اليوم باتت الشرطة في خدمة النظام وليس الشعب، وصبت كل اهتمامها على الأمن السياسي وقمع معارضيه وتعذيب المواطنين في أقسام الشرطة والطرقات" بحسب ناشطي الحركة. ويضيف شباب الحركة على فيس بوك: "لذلك قررنا الاحتفال بهذا اليوم بالطريقة «الإبريلية» (نسبة إلى اسم الحركة المعارضة 6 أبريل) لنعلن عن رفضنا للممارسات الخاطئة ونطالب بإقالة وزير الداخلية وإلغاء العمل بقانون الطوارئ" الساري في البلاد منذ اغتيال الرئيس الراحل أنور السادات عام 1981. لا للطوابير وحملت شعارات الدعوة مطالب اجتماعية واقتصادية شبه خالية من مطالب سياسية في محاولة من الحركة لجذب المواطن العادي للدعوة والتأكيد على أنها تعكس مطالبه بحسب "خالد ماهر" أحد المشاركين في المجموعة. وتقول شعارات الحملة: "لو خايف على مصر.. لو عايز حقك.. انضم لينا.. وشارك وكفاية سكوت بقه لحد كده... احنا مش أقل من تونس.. نزل عشرات الآلاف جابوا حقوقهم كلها ووصلت لدرجة إقالة رئيس الجمهورية وهروبه من البلد.. احنا عايزين حقوقنا.. مش عايزين بطالة وطوابير عيش وطوابير أنابيب وشباب مش لاقي يتجوز.. في نفس الوقت اللي فيه حرامية في بلدي بيسرقوا المليارات ويهربوا.. وبيشتروا أراضي ومصانع الشعب برخص التراب". وحددت المكان المخصص لسلسلة التظاهرات التي دعت إليها في ذلك اليوم "أمام مقر وزارة الداخلية بوسط القاهرة في الواحدة ظهرا إلى جانب التظاهر أمام عدد من أقسام الشرطة والمديريات الأمنية على مستوى المحافظات لتنظيم مجموعة من التظاهرات في وقت واحد". إلا أن العقيد عمر عفيفي – معارض مقيم حاليا في الولاياتالمتحدةالأمريكية- وضع تكتيكا آخر لسير المظاهرات باعتباره خبيرا أمنيا سابقا حيث طالب الشباب ب"ترك الميادين العامة والتوجه للمناطق الشعبية حتى يتفاعل أكبر قدر من الناس البسطاء المهضوم حقهم، كما يمكن الاختباء في المنازل في حالة مهاجمة الأمن". ومن العالم الافتراضي إلى أرض الواقع؛ حيث نزل الشباب للترويج لحملتهم حيث قامت مجموعة من شباب 6 أبريل بالنزول إلى المناطق الشعبية ومطالبة الجماهير بالمشاركة في التظاهرات في هذا اليوم ورأوا أن هذا اليوم سيكون "البداية وليس النهاية لثورة شعبية" تحقق الإصلاح المنشود لمصر على حد تعبير "تامر نصر" أحد أعضاء الحركة على موقعها. كما قام عدد من أعضاء المجموعة بتوزيع بيان بمطالب هذا اليوم وكذلك نشر الدعوة من خلال رسمها على جدران الشوارع وفي المقاهي والحافلات العامة. ويبدو أن مشهد الشباب التونسي الذي وجد في "تويتر" و"فيس بوك" وسيلة للتعبئة العامة في تونس وخروج عشرات الآلاف من المتظاهرين كان الدافع لمطلقي دعوة 25 يناير لاستخدام نفس النهج، حتى أنهم قرروا إصدار بيان يحمل توقيع "بيان الثورة" يضم مجموعة من المطالب الاجتماعية تحت شعار "حقوقنا ومش راجعين من غيرها". بينما قامت مجموعة أخرى من الأعضاء بوضع "عداد" لحساب الزمن المتبقي على الثورة بحد وصف القائمين عليه. في حين دعا عدد من نشطاء حركة 6 إبريل لإرسال رسائل نصية على هواتف الوزراء وقيادات الحزب الوطني نصها: "عقبالكم انتو وكبيركم بجوار زين العابدين..انتهى أمركم". وقرر عدد من القوى السياسية المشاركة في التظاهرة؛ ومنها الحركة المصرية من أجل التغيير "كفاية" وحزب الغد (جبهة أيمن نور)، والجمعية الوطنية للتغيير، وحركة حشد، وحركة العدالة، بينما مازالت أحزاب المعارضة الرئيسية وجماعة الإخوان المسلمين تتحفظ على المشاركة في تلك التظاهرة. * دعا عدد من نشطاء حركة 6 إبريل لإرسال رسائل نصية على هواتف الوزراء وقيادات الحزب الوطني نصها: "عقبالكم انتو وكبيركم بجوار زين العابدين..انتهى أمركم".