بعد حالة الحراك الذي كانت قد أحدثتها حركة "كفاية" خلال السنوات الأخيرة ،ظهرت على الساحة السياسية المصرية مؤخرا حركة جديدة تطلق على نفسها "شباب 6 أفريل"، وهي حركة متكونة من نشطاء شباب تبادلوا الأفكار عبر موقع "فيس بوك " عبر شبكة الانترنت ورفعوا مطالب اجتماعية واقتصادية وسياسية بعدما لاحظوا أن بلادهم باتت على حافة الهاوية بفعل سياسات النظام وغياب المعارضة الفاعلة القادرة على إحداث التغيير وطرح البديل . * وظهرت هذه الحركة العام الماضي بعد أن دعت إلى إضراب عام احتجاجا على غلاء المعيشة وعلى السياسة التي ينتهجها نظام حسني مبارك على كافة المستويات * ورغم حالات القمع التي مارستها السلطات ضد هؤلاء النشطاء الشباب فقد واصلوا أنشطتهم المعادية للنظام مستخدمين وسائل التكنولوجيا الحديثة من انترنت ورسائل الهواتف النقالة وغيرها من الأدوات التي عجزت قوات الأمن على الوصول إليها و تدعو إلى تحفيز المواطن المصري إلى التظاهر والانتفاضة ضد الواقع المعاش . * وخلال هذا العام عادت حركة "شباب 6 أفريل " بنفس الحماس والتحدي ودعت إلى "يوم غضب" شعبي وبنفس المطالب ،وهي: تحسين مستوى المعيشة و رفع الحد الأدنى للأجور إلى 1200 جنيه مصري "حوالي 218 دولارا" ومطلب سياسي يتمثل في : "انتخاب جمعية تأسيسية لوضع دستور جديد للبلاد". ورغم تهديدات السلطات ورغم هراوات قوى الأمن التي انتشرت بكثافة في مختلف الأماكن والمحافظات المصرية .فقد نجحت هذه الحركة الشبابية في تحريك الشارع المصري وخاصة الفئات المتدمرة من النظام مثل المعارضة السياسية التي تتعرض للحصار والتضييق من كل الجوانب ، وحتى الصحفيين والطلبة انضموا إلى دعوات الاحتجاج والغضب وأضافوا قائمة مطالب جديدة من بينها وقف حبس الصحفيين وزيادة أجورهم ووقف تصدير الغاز لإسرائيل،والإفراج عن كافة المعتقلين وسجناء الرأي. * وذكرت التقارير الإخبارية التي تواردت أمس الاثنين أن بعض الأحزاب والشخصيات والنقابات ومن بينها جماعة اللاخوان المسلمين استجابت لدعوة "يوم الغضب" التي تزامنت مع نهار الأمس ونظمت تظاهرات تصدت لها قوى الأمن واعتقلت حسب وكالات الأنباء العديد من الأشخاص يتصدرهم نشطاء الإخوان الملاحقون بمناسبة وبدون مناسبة . * كما نجحت حركة "شباب 6 أفريل " المدعومة من حركة "كفاية "والإخوان وحزب الغد الذي يقوده أيمن نور المفرج عنه مؤخرا ،بالإضافة بعض الشخصيات العامة المعارضة لسياسة نظام حسني مبارك في تجنيد الجالية المصرية الموجودة في الخارج ، حيث نظمت هذه الجالية في عواصم مثل لندن وواشنطن وقفات احتجاجية تضامنا مع "يوم الغضب". * ويعود الشارع المصري إلى هذا الحراك والغليان بعدما نجح النظام في إخماده بالقوة عندما لجأ إلى حملة الاعتقالات والتهديدات ضد نشطاء حركة "كفاية" والإخوان وكل رموز المعارضة . * ولكن يبدو أن النظام يواجه هذه المرة تحديات من نوع أخر، لأن تعاطيه مع المعارضة التقليدية سيكون مختلفا عن تعاطيه مع الشباب الذي يقود اليوم حركة الاحتجاجات والتغيير ، فهؤلاء الشباب لا يملكون لا أحزاب ولا نقابات يمكن حلها أو فرض الحصار عليها عبر التضييق المادي والمعنوي وإنما هم شباب أحرار في أفكارهم وفي تنظيماتهم ، يستعملون وسائل التكنولوجيا والانترنت التي لا يمكن للنظام مهما بلغت قوته وجبروته من حظرها أو السيطرة عليها . * وإذا كان النظام المصري ، ومثله باقي الأنظمة العربية، قد استفاد من التغيرات الحاصلة في هرم السلطة الدولية ،إذ لم تعد هناك مطالب بتغيير الحكام ،فان هناك مؤشرات على أن الجيل الجديد داخل مصر هو الذي سيقود قطار التغيير والإصلاح لأنه منفتح أكثر على العالم ويحمل ثقافة جديدة تنبذ العيش في زمن الحزب الواحد والرئيس الواحد الذي يرفض التنحي عن الكرسي إلا إذا أخذته الموت. *