ما تزال المظاهرات التي تشهدها مصر والمطالبة بإصلاحات اجتماعية و سياسية تتصدر الصفحات الأولى في الصحف الفرنسية التي تناولت تعيين نائب رئيس من طرف الرئيس مبارك. و علقت صحيفة لوموند تقول أن "هذا المنصب الذي يعد الأول من نوعه في مصر ترك شاغرا مدة ثلاثين سنة دون شك لان الرئيس كان يخشى منافسة وريث مؤسساتي. و قد أبعدت ترقيته نهائيا أطروحة انتقال الحكم الذي يكاد يكون عائليا إلى نجل الرئيس جمال مبارك الذي كان يعتمد من جهته على أوساط الأعمال". و ترى هذه الصحيفة أن خطورة الوضعية تبرز "ضرورة ضمان و لو ظاهريا استمرارية الدولة في حين أن رحيل الرئيس يشكل منذ بداية الانتفاضة المصرية يوم 25 جانفي أهم مطلب للمتظاهرين". و تعتقد صحيفة لوفيغارو من جهتها أن عمر سليمان "المقرب من مبارك" ذكر منذ زمن "كمرشح محتمل لاستخلاف الرايس المصري". و تطرقت صحيفة ليبيراسيون من جهتها إلى "انقلاب ذاتي" حيث لعب حسني مبارك كل الأوراق التي في يده لإنقاذ نظامه المهدد جراء خمس أيام من المظاهرات التي تزداد عنفا و راديكالية". و كان الرئيس حسني مبارك قد عين أمس السبت رئيس جهاز المخابرات المصرية عمر سليمان نائبا لرئيس الجمهورية. كما عين وزير الطيران المدني السابق الفريق أحمد شفيق رئيسا جديدا للحكومة و كلفه بتشكيل حكومة جديدة. و لم يستحسن المتظاهرون هذه التعيينات حيث واصلوا اليوم الأحد تعبير سخطهم و عدوانهم للسلطة الحاكمة. و نقلت صحيفة لوجورنال دي ديمونش رد فعل الرئيس الفرنسي و المستشارة الألمانية و الوزير الأول البريطاني الذين أصدروا أمس السبت تصريحا مشتركا عبروا فيه عن "انشغالهم العميق إزاء هذه الأحداث" في مصر داعين الرئيس مبارك إلى تفادي اللجوء إلى العنف و مباشرة مسار التغيير. و جاء في تصريح نيكولا ساركوزي و أنجيلا ماركل و دافيد كامرون "ندعوا الرئيس مبارك إلى تفادي وبكل الوسائل اللجوء إلى استعمال العنف ضد المدنيين العزل و ندعوا المتظاهرين إلى ممارسة حقهم بطريقة سلمية". و اعتبروا أنه من "الضروري" تطبيق "الإصلاحات السياسية والاقتصادية والاجتماعية" التي وعد بها مبارك. أما جريدة لوبوان فنقلت رد فعل الناطق الرسمي لكتابة الدولة الامريكية كروولاي الذي اعتبر أن حكومة مصر "لا يمكنها خلط الأوراق والاستمرار في تعنتها".