تحول مركز تربية المصيدات بالرغاية الواقع على بعد 30 كلم شرق الجزائر العاصمة الى مكان اعلامي و تحسيسي حول ضرورة الحفاظ على المناطق الرطبة التي تحمي عدة اصناف من الطيور المائية و المهاجرة المهددة بالانقراض . و اختار المركز موقع بحيرة الرغاية (العاصمة) المصنفة في قائمة رامسار للمناطق الرطبة ذات الأهمية الدولية كنموذج لبرنامجه التحسيسي البيئي. و تتربع المنطقة الرطبة للرغاية على مساحة 1500 هكتار و تضم خمسة انظمة بيئية مختلفة يعيش فيها 200 صنف من الطيور المائية و المهاجرة أربعة أصناف منها مهددة بالانقراض تم تسجيلها في القائمة الحمراء للمنظمة العالمية لحماية الطبيعة. و تتتربع هذه المنطقة الرطبة التي تنتظر تصنيفها كمحمية طبيعية وطنية على75 هكتار من الماء العذب و 900 هكتار مياه بحرية. و لتحقيق مبتغاه تزود المركز بقاعات للندوات و المعارض و مكتبتين و فضائين للانترنيت لتمكين الزائرين من الاطلاع على خصائص المناطق الرطبة و انظمتها البيئية. و وعيا منهم باهمية الزيارات الميدانية للمواقع الكفيلة لوحدها بابراز روعة و نقاء المناطق الرطبة ينظم مسؤولو المركز بشكل منتظم و بالتعاون مع المدارس زيارات للمنطقة الرطبة للرغاية لفائدة تلاميذ مختلف الاطوار. و في تصريح لواج اكد احد مسؤولي المركز جمال بشيري ان "الزيارات التي يقوم بها التلاميد برفقة معلميهم للمنطقة الرطبة للرغاية فرصة سانحة لتحسيسهم بضرورة حماية الطبيعة بشكل عام و المناطق الرطبة بشكل خاص". وأوضح خبراء بالمركز ان المركز الذي تتمثل مهمته الرئيسية في تربية عدة اصناف من الطيور يقوم بنشاطات تحسيسية لفائدة سكان منطقة بحيرة الرغاية المهددة بالتثلوث الصناعي و النفايات المنزلية . و يرى بشيري مهندس مختص في الزراعة ان تدخل سكان منطقة البحيرة سيمسح بالحفاظ على المنطقة الرطبة للرغاية التي طالما كانت "رئة" الواجهة الشرقية للعاصمة و كذا فضاء سياحي للترفيه لفائدة سكان المنطقة. كما اشار من جهة اخرى الى انه سيتم تنظيم عدة نشاطات من قبل المركز بمناسبة اليوم العالمي للمناطق الرطبة الذي يصادف الاحتفال به يوم 2 فيفري من كل سنة. و يتضمن البرنامح المسطر زيارات موجهة لمنطقة الرغاية و توزيع الجوائز على الفائزين في مسابقة الرسم للاطفال التي نظمت تحت شعار الطبيعة. و يرى عبا رمزي احد اطارات المركز ان التنوع البيئي لهذه المنطقة الرطبة يجلب اهتمام العديد من الجامعيين المختصين الذين يختارون هذه البحيرة كوضوع لاشغال ابحاثهم او مذكرات نهاية الدراسة . و في رده على سؤال حول اسباب منع الجمهور من دخول البحيرة باستثناء موسم الاصطياف اوضح السيد عبا ان توافد هام للزوار قد يضر بالنظام البيئي للمناطق الرطبة" مضيفا ان "السياحة البيئية بالمناطق الرطبة تعتبر نشاطا اجتماعيا و اقتصاديا هاما يتطلب تاطيرا جيدا".و تاسف عبا من ان التعمير البطيئ لهذه المنطقة من خلال سكنات مبنية بالخرسانة بجوار بحيرة الرغاية يشكل "تهديدا محتملا" ضد هذه المسطحات المائية التي تعتبر اليوم الاثر الوحيد للمستنقعات القديمة لسهل المتيجة".