افتتح يوم السبت بباريس الصالون الأدبي "المغرب العربي للكتب" بمعهد العالم العربي بحضور كتاب و صحفيين و فنانين في هذه الطبعة ال17 التي خصصت للأدب التونسي. وتخصص هذه التظاهرة للأدب المغاربي حيث ستكرس الطبعة المقبلة (2012) للأدب المغربي ثم الجزائري سنة 2013. وفي تدخله خلال الافتتاح أكد السيد مورين رئيس جمعية "كو دو سولاي" (ضربة شمس) التي بادرت بالتظاهرة ان هذه الطبعة التي خصصت لتونس هذه السنة " تزامنت مع الربيع التونسي الذي جعلنا فخورين بشعب ينهض من جديد". وأضاف في هذا السياق "ان البرنامج جاء صدفة مع ما تعيشه تونس و لم نقم بتغيير البرنامج و سنلتقي بالكتاب و الصحفيين و الجامعيين القادمين من تونس الذين سيقدمون شهادات حول ما جرى خلال الاسابيع الأخيرة". من جهته، أكد في تدخله رئيس بلدية باريس السيد بيرتران ديلانوي الذي فتح أبواب البلدية لاحتضان هذا الحدث ان تظاهرة "المغرب العربي للكتب" تعد فرصة لاقتسام الذكاء و الجمال و الابداع المغاربي الذي أود أن يحس بأنه في بيته هنا بباريس". وأضاف السيد ديلانوي ان "الحرية و احترام الجميع تعد من شروط الابداع البشري و لهذا كلما توفر فضاء للحرية فذلك يعد سعيا نحو الثقافة و الابداع و الفنون و المعرفة". و قال في سياق متصل ان "الشعب التونسي لم يكن يوما ما متكبرا و لا مهيمنا و ما هو اجمل فيما قام به خلال شهر جانفي هو تخلصه من عقدة الخوف بهدوئه المعتاد و عزمه الكامل على المضي قدما". في هذا الصدد، سيحضر عشرة من الكتاب و الجامعيين التونسيين المقيمين بتونس في هذه الطبعة حيث سيتم تنظيم لقاء حول موضوع "تونس عودة الكلمة". كما سيحضر قرابة 130 مؤلفا مغاربيا و فرنسيا من اجل التحاور مع قرائهم و إهداء كتبهم و سيجتمع العديد منهم حول موائد مستديرة مع ثانويين عملوا على كتبهم رفقة أساتذتهم. وسيتم في هذا الصدد تهيئة فضاءات في إطار هذا الصالون الأدبي على غرار فضاء المجلات الذي سيستقبل مجلات فرنسية و مغاربية و فضاء الفيديو حيث سيتم عرض أفلام وثائقية و كذلك فضاء الشباب بالشراكة مع المكتبات الباريسية حيث سيتناوب قراء و رسامو أشرطة مرسومة و خطاطون و قصاصون. كما سيتم تكريم كتاب و باحثين وجامعيين توفوا مؤخرا على غرار المختص في العلوم الإسلامية الجزائري محمد اركون. وسيتخلل هذين اليومين مقاهي أدبية و لقاءات و حوارات فضلا عن قراءة نصوص من قبل ممثلين شباب و سيتوج الصالون بمنح أحد الكتاب جائزة إذاعة "بور أف أم" المتوسط. و تأمل جمعية "كو دو سولاي" (ضربة شمس) التي تم إنشاؤها بباريس سنة 1985 و التي تتركز نشاطاتها بشكل أساسي في الإعلام و الثقافة في جمع الأشخاص من اصل مغاربي و أصدقائهم في إطار لقاءات ثقافية تثمن مدى غنى أدب هذه المنطقة و إسهاماتها المتنوعة في الثقافة الفرنسية.