تشهد بعض الدول العربية موجة من الاحتجاجات الشعبية المطالبة باصلاحات سياسية واقتصادية واجتماعية أوقعت العديد من الضحايا بين قتيل وجريح الامر الذي أثار مخاوف المجتمع الدولي الذي دعا الى الحوار وضبط النفس لتحقيق مطالب الحركة الاحتجاجية. ففي اليمن أين يتظاهر ألاف الاشخاص منذ أيام مطالبين بالشروع في الاصلاحات وسقوط النظام قتل شخصان واصيب 27 اخرون بجروح اليوم الجمعة في انفجار قنبلة يدوية القاها مجهولون على المتظاهرين المتجمعين فى وسط مدينة تعزجنوب صنعاء حسبما اكدت مصادر طبية. وكان مصدر طبى يمني قد أعلن في وقت سابق يوم الجمعة أن حصيلة المواجهات الدائرة منذ أيام فى مدينة عدن جنوبي اليمن بين الشرطة والمتظاهرين المناهضين للنظام ارتفعت الى ثلاثة قتلى و19 جريحا على الاقل. ورافقت الاحتجاجات اعمال شغب وتخريب فى معظم احياء عدن مما دفع السلطات الى الدعوة الى تشكيل لجنة تحقيق فيما أسفرت عنه هذه الحوادث فيما تم تشديد التعزيزات الامنية تفاديا لانزلاق الوضع . وتشهد البحرين ايضا منذ الاثنين الماضي مظاهرات إحتجاجية مطالبة ب"مملكة دستورية حقيقية" يتم فيها تداول السلطة التنفيذية عن طريق إنتخابات نزيهة.واسفرت الاتباكات بين المعتصمين والأمن عن مقتل أربعة أشخاص على الأقل بالإضافة إلى جرح العشرات. وكان شخصان لقي مصرعهما واصيب عشرات اخرون بجروح في منطقة دوار اللؤلؤة بالعاصمة البحرينية المنامة اثر مواجهات مع قوات الامن امس الخميس وفقا لما نقله التلفزيون المحلي. وفي هذا الصددد دعا ولى عهد البحرين الامير سلمان بن حمد ال خليفة في حوار تلفزيوني اليوم الى "الهدوء فورا" في البلاد مشيرا الى ان حوار وطنيا سيبدأ حالما يعم الهدوء.وشدد ولى العهد على أنه "دون هذه الخطوة لن يكون بالامكان بحث أي مشكلة"متعهدا ببحث أي مشاكل ضمن حوار جماعي في البحرين تشارك فيه جميع الاطراف. وعلى غرار الدول السالفة تشهد بغداد ومدن عراقية اخرى منذ عدة ايام مظاهرات احتجاجية على سوء تردي الخدمات كان اخرها يوم الخميس في مدينتي السليمانية شمالي العراق والكوت جنوب بغداد وسقط فيها العشرات من الضحايا بين قتيل وجريح. فقد خرج المئات من الاشخاص اليوم في مظاهرات حاشدة في بغداد ومدينة البصرة مطالبين بتحسين الخدمات ومعالجة البطالة والقضاء على الفساد الإداري والمالي وفق مصدر امني فيما اكد رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي يوم الخميس ان حكومته لن تسمح بتنظيم اي مظاهرات من دون الحصول على اجازة رسمية. ومن الاردن انطلقت مسيرة اليوم من أمام المسجد الحسيني وسط العاصمة عمان مطالبة بإصلاحات سياسية واقتصادية حسب ما اكد مديرالمكتب الإعلامي بمديرية الأمن العام الأردنية المقدم محمد الخطيب. وأوضح الخطيب في بيان صادراليوم أن "هذه المسيرة التقت مع مسيرة أخرى انضم إليها مجموعة من أصحاب المحلات التجارية والعاملون لديهم المتواجدون في المنطقة طالب منظموها بعدم العبث بالأمن الوطني بداعي أن مثل هذه المسيرات تعطل أعمالهم التجارية". كما جابت العاصمة العمانية مسقط مظاهرة سلمية اليوم الجمعة شارك فيها مئات الاشخاص مطالبين باجراء اصلاحات اجتماعية وسياسية حسبما أوردته مصادر صحفية. وخلفت موجة الاحتجاجات ردود فعل دولية من كل من الاتحاد الاوروبي والدول الغربية والعربية على السواء معبرة عن قلقها تارة ومناشدة تارة اخرى كافة الاطراف بالهدوء وضبط النفس لتجنب العنف. وكرد فعل اوروبى دعا الاتحاد الاوروبى الى الحوار بين مختلف الاطراف فى اليمن باعتباره "الطريق الوحيد المؤدي الى احراز تقدم فعلي" على طريق الاصلاحات السياسية والاقتصادية والاجتماعية فى البلاد. كما شددت الممثلة السامية للخارجية والسياسة الامنية فى الاتحاد الاوروبى كاثرين اشتون فى بيان لها على "ضرورة أن يتم احترام وحماية حرية الشعب فى التعبير عن مصادر قلقه".فيما أعربت فرنسا على لسان المتحدثة باسم الخارجية كريستين فاج عن "قلقها البالغ"ازاء التطورات الاخيرة في البحرين واليمن.