قتل أمس خمسة أشخاص وأصيب العشرات في مواجهات جديدة بين قوات الأمن وأنصار الرئيس اليمني علي عبد الله صالح من جهة والمتظاهرين المطالبين برحيل صالح عن الحكم في عدد من المدن اليمنية. ففي مدينة تعز قتل متظاهران وأصيب نحو 27 آخرين عندما ألقيت قنبلة يدوية وسط حشد من المتظاهرين عقب أدائهم صلاة الجمعة.وقد خرج عشرات الآلاف من المحتجين في تظاهرات كبيرة في المدينة التي تعتبر احد معاقل المعارضة.وفي عدن أفادت مصادر طبية بمقتل ثلاثة متظاهرين برصاص قوات الأمن التي حاولت تفريق تظاهرات مطالبة بإسقاط نظام الحكم ليرتفع عدد القتلي في المدينة منذ اندلاع الاحتجاجات إلى ثمانية قتلى.وأضرم المحتجون النار بالسيارات والمكاتب الحكومية حسب مصادر حكومية.كما أصيب أربعة أشخاص على الأقل بجروح في هجوم لمناصري السلطة على طلاب متظاهرين معارضين للنظام في صنعاء كما افاد مراسل وكالة فرانس برس.وتم الاعتداء بالضرب المبرح والعنيف على عدة صحافيين من قبل مناصري الحزب الحاكم في اليمن بواسطة العصي والفؤوس والهراوات.وتظاهر آلاف الشبان غالبيتهم من الطلاب بعد صلاة الجمعة في شارع الزبيري وهو الشارع الرئيسي في العاصمة اليمنية، وهتفوا "الشعب يريد إسقاط النظام".يذكر أن 40 في المائة من الشعب اليمني يعيشون بأقل من دولارين في اليوم بينما يعاني ثلث السكان من سوء التغذية.ويلاحظ أن المشاركين في الموجة الأخيرة من الاحتجاجات اقل من الأعداد التي شاركت قبل أسابيع والتي تقدر بالآلاف، ولكن الاحتجاجات الأخيرة اتسمت بالعفوية والعنف.ودفعت الاحتجاجات الأخيرة صالح إلى التعهد بعدم الترشح لفترة رئاسية جديدة بعد انتهاء ولايته عام 2013.ووافقت المعارضة على التفاوض مع صالح، ولكن الكثيرين من المحتجين الشباب يعبرون عن إحباطهم من ذلك.وقال الطالب الجامعي مشعل سلطان من جامعة صنعاء "نريد التغيير كما في تونس ومصر".ويقول المحللون إن هناك نقلة نوعية في الاحتجاجات لأنها أصبحت عفوية يسودها الشباب ولم تعد تنظم من قبل المعارضة.ويتوقع الكثيرون أن يكون أي تغيير في اليمن بطيئا ودمويا، وقال تيودور كارسيك محلل الشؤون الأمنية في مؤسسة "انيجما" ومقرها دبي: "اليمن مسلح حتى الأسنان، وقد يتدرج التصعيد الى العصي ثم إلى قنابل المولوتوف ثم إلى استخدام الأسلحة النارية".وفي إشارة الى احتمال أن تكون المعارضة للنظام في ازدياد أصدر عبدالملك الحوثي زعيم حركة المعارضة الشيعية الحوثية في الشمال بيانا أعرب فيه عن تشجيعه للاحتجاجات.ويرى المحللون أن حدة الاحتجاجات ستزداد وستكتسب زخما وتصبح أكثر تهديدا للنظام إذا انضم إليها انفصاليو الجنوب أو متمردو الشمال.