أثار استخدام الولاياتالمتحدةالأمريكية حق النقض "الفيتو" ضد مشروع القرار الذي قدمه الفلسطينيون والدول العربية إلى مجلس الأمن الدولي يدين الاستيطان ردود فعل فلسطينية ودولية المستنكرة لهذه الخطوة التي اعتبرتها" انحيازا لاسرائيل وحافزا لها للاستمرار في الاستيطان والتهرب من استحقاقات السلام". وفي اعقاب قيام الولاياتالمتحدة يوم الجمعة في مجلس الامن باستخدام حق الفيتو لإسقاط مشروع قرارعربي يدين الاستيطان الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية اعلنت القيادة الفلسطينية أنها ستعيد النظر في عملية المفاوضات مع إسرائيل مؤكدة ان الفيتو الأمريكي" لن يعرقل النضال الوطني الفلسطيني من أجل حريته ونيل حقوقه الوطنية المشروعة". وقررت القيادة الفلسطينية في اجتماع طارئ لها مساء يوم الجمعة برئاسة الرئيس الفلسطيني محمود عباس بالإجماع استكمال إجراءات التوجه إلى مجلس الأمن الدولي بقرار مناهض للاستيطان الإسرائيلي ويطالب بوقفه فورا رغم المعارضة الأمريكية. وكانت عملية السلام بين الفلسطينيين والاسرائيليين قد استؤنفت في اوت 2010 ولكنها توقفت مجددا في وقت لاحق من العام نفسه عندما رفضت اسرائيل تمديد القرارالخاص بتجميد نشاطات الاستيطان. واستنكر أمين سر اللجنة التنفيذية ياسر عبد ربه الموقف الأمريكي في مجلس الأمن من خلال استخدام الفيتو لتعطيل مشروع قرار إدانة ورفض الاستيطان مؤكدا أن هذا القرار يشكل "ضربة لجهود عملية السلام في المنطقة"موضحا أن القيادة الفلسطينية ستواصل اجتماعاتها من اجل بلورة آليات التحرك المقبلة. واستغرب الناطق الرسمي باسم السلطة الوطنية الفلسطينية نبيل أبو ردينة من القرار الأمريكي باستخدام الفيتو مشددا على أن هذا القرار"لا يخدم عملية السلام بل يشجع إسرائيل على الاستمرار في الاستيطان". واعتبر رئيس دائرة شؤون المفاوضات في منظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات اليوم استخدام الولاياتالمتحدة لحق النقض (الفيتو)" أمر يثير الاستغراب ولا يمكن تبريره". ممثل فلسطين في مجلس الأمن رياض منصور قال إن هدفنا هو إنهاء الاحتلال الإسرائيلي وتحقيق مبدأ الدولتين وفق مبادرة السلام وخارطة الطريق وقال: لسوء الحظ مجلس الأمن أخفق في مسؤولياته لنشر السلام في الشرق الأوسط من خلال منع إدانة استمرار الاستيطان في الأراضي الفلسطينية وندعو مجلس الأمن إلى احترام التزاماته بخصوص فلسطين.كما اعتبرت جبهة النضال الشعبي الفلسطينية أن استخدام الولاياتالمتحدةالأمريكية لحق النقض "الفيتو" ضد مشروع يدين الاستيطان الإسرائيلي في الأرض الفلسطينية كشف عن حقيقة الموقف الأمريكي الحقيقي وانحيازه الكامل لحكومة الاحتلال. وفي نفس السياق اعتبرت حركة المقاومة الإسلامية حماس أن استخدام أمريكا للفيتو من أجل منع مشروع قرار يدين الاستيطان دليل على انحيازها الكامل للاحتلال الإسرائيلي مشيرة الى انه لم يعد هناك أي مبرر للاستمرار في مسيرة التسوية. بدوره دعا اللواء توفيق الطيراوى عضو اللجنة المركزية لحركة فتح إلى يوم غضب ضد موقف الولاياتالمتحدة وذلك يوم الجمعة المقبل فى الضفة الغربية مؤكدا ان الفيتو الأمريكى يكشف عن الوجه الحقيقى لأمريكا التي تنحاز للظلم والقهر الإسرائيلى". وعبرت الأمانة العامة للجامعة العربية عن إدانتها الشديدة لقيام الولاياتالمتحدة باستخدام حق النقض 'الفيتو' ضد مشروع القرار العربي- الفلسطيني المدين للاستيطان الذي عرض على مجلس الأمن الدولي واعتبرتها "خطوة أمريكية مستهجنة وغير مبررة وتصب في تشجيع المعتدي الإسرائيلي لانتهاك قرارات الشرعية الدولية. وعلى الصعيد الدولي اعربت وزيرة الخارجية الفرنسية ميشال اليو مارى عن "اسفها لعدم التوصل الى اتفاق فى مجلس الامن الدولى حول مشروع القرار العربى الذى يدين الاستيطان الاسرائيلى"مجددة الموقف الفرنسى الذى يعتبر الاستيطان"غير شرعى يجب وقفه". من جهتها تاسفت وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبى كاثرين اشتون لعدم "التوصل الى اجماع فى مجلس الامن الدولى حول مشروع القرار العربى الذى يدين الاستيطان الاسرائيلى" مشيرة الى ان "موقف الاتحاد الاوروبى حول المستوطنات بما فى ذلك فى القدسالشرقية واضح انها غير شرعية بنظر القانون الدولى وتشكل عقبة فى وجه السلام وتهدد حل الدولتين". الصين وعلى لسان لي باو دونغ مبعوثها الدائم لدى الأممالمتحدة اكدت انها تعارض بشدة قيام اسرائيل ببناء مستوطنات في الاراضي الفلسطينيةالمحتلة موضحة ان مواصلة اسرائيل لبناء المستوطنات "امر يشكل عقبة رئيسية امام الثقة المتبادلة واستئناف محادثات السلام بين الفلسطينيين والاسرائيليين". من جانبها دعت بريطانيا التي تعتبر من الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الامن والتي صوتت لصالح مشروع القرار الذي يؤكد ان المستوطنات تشكل "عقبة في وجه السلام" الفلسطينيين والاسرائيليين للعودة الى طاولة المفاوضات المباشرة في اسرع وقت ممكن للتوصل الى حل بدولتين على اساس ثوابت واضحة". وهللت إسرائيل اليوم بستخدام الولاياتالمتحدة (الفيتو) ضد مشروع القرار الفلسطيني في مجلس الأمن الدولي لإدانة نشاطاتها الاستيطانية معربة عن "تقديرها العميق لهذه الخطوة "مشيرة الى ان القرار الأمريكي "يثبت أن الطريق الوحيد لتحقيق السلام يتمثل "في إجراء مفاوضات مباشرة وليس بالتوجه الى مؤسسات وهيئات دولية". وصوت الأعضاء الأربعة عشر الآخرون يوم الجمعة في مجلس الأمن لصالح مشروع القرار إلا أن مندوب الولاياتالمتحدة استخدم حق النقض (الفيتو) ضده.ويقوم القرار على إدانة الاستيطان في الأراضي الفلسطينية بما يشمل القدسالشرقية وضرورة تطبيق اتفاقية جنيف الرابعة بشأن حماية المدنيين وقت الحرب على الأراضي الفلسطينية.