تخشى إسرائيل من احتمال أن تمتنع الولاياتالمتحدة عن استخدام حق النقض (الفيتو) في مجلس الأمن الدولي لدى التصويت على مشروع قرار بادرت إليه الدول العربية والفلسطينيين للتنديد بالاستيطان في الضفة الغربية والقدس المحتلة. ونقلت صحيفة (هآرتس) أمس عن مصدر رفيع المستوى في وزارة الخارجية الإسرائيلية قوله، إن مندوبي الدول العربية في الأممالمتحدة اجتمعوا، يومي الخميس والجمعة الماضيين، من أجل البدء في بلورة مشروع القرار ويتوقع أن يواصلوا عملهم في هذا السياق خلال الأيام المقبلة. وأضاف إن المجموعة العربية قد توزع مسودة مشروع القرار على الدول الأعضاء في مجلس الأمن في نهاية الأسبوع المقبل. وتشير التقديرات في إسرائيل إلى أن مشروع القرار لن يتضمن تنديدا بإسرائيل فقط، وإنما سيتضمن أيضا دعوة لدول العالم لفرض عقوبات على المستوطنات مثل مقاطعة مصانع موجودة فيها. وتعتبر إسرائيل أنه حتى لو لم يتضمن القرار دعوة لفرض عقوبات، فإن التخوف في إسرائيل هو من تنديد شديد سيكون كافيا لكي تعمل دول غربية عديدة بصورة مستقلة لفرض عقوبات على المستوطنات. وقالت (هآرتس) إن الخطوات العربية خلقت توترا بالغا في وزارة الخارجية ومكتب رئيس الوزراء. وسعى رئيس دائرة المنظمات الدولية في وزارة الخارجية الإسرائيلية أفيتار منور وموظفو الدائرة إلى التعتيم على الموضوع وعدم الإدلاء بأية تصريحات لوسائل الإعلام. لكن في أعقاب توجهات عديدة من جانب (هآرتس)، قال مصدر في الخارجية الإسرائيلية إن ”إسرائيل تنظر إلى الموضوع بخطورة بالغة وهذه الخطوة تنضم إلى محاولات أخرى ينفذها الفلسطينيون لتجاوز المفاوضات”. ويذكر أن المفاوضات المباشرة بين إسرائيل والفلسطينيين توقفت منذ 26 سبتمبر الماضي، وبعد أقل من شهر على انطلاقها، بسبب رفض إسرائيل تمديد تجميد البناء الاستيطاني. وأعلنت الإدارة الأمريكية قبل أسبوعين عن فشل المحادثات التي أجرتها مع إسرائيل حول تجميد الاستيطان لثلاثة شهور من أجل استئناف المفاوضات المباشرة. وقال المصدر إن سفراء إسرائيل في الدول الأعضاء بمجلس الأمن يعملون في محاولة لإسقاط مشروع القرار المندد بالاستيطان.