قدم الجيش المصري صباح يوم السبت اعتذاره بعد المواجهات التي جرت ليلة يوم الجمعة بين عناصر من الجيش ومتظاهرين في ميدان التحرير في حين كثف من تواجده في المنطقة المحيطة بمبنى مجلس الوزراء والبرلمان وسط القاهرة. وكانت مواجهات قد وقعت بين معتصمين في ميدان التحرير للمطالبة بإقالة حكومة تصريف الأعمال بمصر و محاكمة رموز النظام السابق و عناصر من الجيش التي أمهلتهم فترة للانصراف وذلك عقب مظاهرات حاشدة نظمت في اطار ما سمي ب "جمعة الخلاص". وقال المجلس الأعلى للقوات المسلحة المكلف إدارة البلاد في بيان له، أن "ما حدث خلال مظاهرات يوم الجمعة نتيجة احتكاكات غير مقصودة بين الشرطة العسكرية وأبناء الثورة". وأضاف " لم ولن تصدر أوامر بالتعدي على أبناء هذا الشعب العظيم وأنه سيتم اتخاذ كافة الاحتياطات التي من شأنها أن تراعي عدم تكرار ذلك مستقبلا". وتعهد الجيش في بيان ثان "بالإفراج فورا عن كافة المحتجزين من شباب ثورة 25 يناير خلال أحداث ميدان التحرير امس" بدون تحديد عدد الأشخاص المعنيين. وفي بيانه أعلن الجيش أن تعامله مع الثورة منذ بدايتها قائم على عدة ثوابت تتمثل في اعلان القوات المسلحة موقفها بوضوح منذ بدء الثورة وانحيازها لها "لم ولن تتعامل بأي صورة من صور العنف مع أبناء هذا الشعب العظيم". وقال أن تعامله يقوم ايضا على حمايته لأبناء الثورة والوطن وتوفير الأمن والأمان الذي يتيح لهم التعبير عن مطالبهم المشروعة مشيرا الى أن "هناك تخوفا من عناصر مدسوسة تحاول إفساد الثورة وإثناءها عن أهدافها وإحداث الوقيعة بينها وبين القوات المسلحة ممثلا فى قيام هذه العناصر بالتعدي على أفراد القوات المسلحة بالحجارة والزجاجات. وأضاف البيان " نحن على يقين أن هذا ليس سلوك شباب الثورة الذى يتمتع بالوعي والوطنية وهو على دراية تامة بحجم المسؤولية الملقاة على عاتق القوات المسلحة والتي أيدت مطالبه المشروعة منذ اللحظة الأولى." وكان ناشطون قد دعوا اليوم الى تظاهرات جديدة " للتنديد باستخدام القوة الجمعة". وقالوا في بيان نشر على فيسبوك ان "متظاهرين مسالمين في ميدان التحرير فرقتهم الشرطة العسكرية بأسلحة والهراوات". واضاف البيان ان "رجال مقنعين مجهزين بأسلحة رشاشة حاولوا اسكات التظاهرة بالقوة وقد تعرض الكثيرون للضرب والاعتداء والتوقيف". ودعوا الى التحرك في مواجهة العنف حيال المتظاهرين المسالمين". وفي غضون ذلك عزز الجيش المصري صباح اليوم من تواجده في المنطقة المحيطة بمبنى مجلس الوزراء والبرلمان المحاذيين لميدان التحرير بوسط القاهرة. ولوحظت زيادة كبيرة نسبيا عن الايام السابقة من أعدادا الجنود المسلحين وأيضا عدد المدرعات والمركبات.