تتواجد بلدية بئر توتة على بعد 30 كيلومترا بالجنوب الغربي من مدينة الجزائر و تشهد منذ مدة قدوم العائلات المرحلة من الاحياء العتيقة للعاصمة وهو ما أدى لتزايد الكثافة السكانية لهذه البلدية بمرور السنوات. ومقابل ذلك لم تعرف المنشآت الرياضية التي تعتبر في معظمها مهجورة, أي عملية إعادة تهيئة لتبقى في وضعيات مرثية, أما مساحات اللعب والملاعب الجوارية فتكاد تكون منعدمة. ويشهد ملعب الشهيد رشيد مساعدية وهو الوحيد على مستوى البلدية تدفقا هائلا للشباب من مختلف الاعمار بداية من الساعة (00ر16), فمنهم من من هو مهيكل ويأتي لاجراء التدريبات الرسمية, والاخرين من أجل ممارسة رياضة الركض أو لعب رياضة الكرة الحديدية امام مدخل الملعب. و يضطرلاعبي ناديي البلدية وهما الشباب الرياضي لبئر توتة والنجم الرياضي لبئر توتة لتقاسم الملعب الوحيد مع هواة ممارسة الرياضة بالبلدية. وقال مدرب الشباب الرياضي لبئر توتة علي موسى ل (وأج) "لا نستطيع منع هواة ممارسة الرياضة من القدوم إلى هنا. إذا لم يأتوا للركض هنا فسيفعلون ذلك على حواف الطريق السريع مع كل التبعات والاخطار الناجمة عن ذلك". وأضاف "أحيانا عندما تتدرب الفئات الشابة للشباب الرياضي لبئر توتة و النجم الرياضي لبئر توتة في نفس الوقت نضطر لتقسيم أرض الملعب إلى ثلاثة وحتى أربعة اجزاء". و بالنسبة للشباب من مختلف الاعمار غير المهيكلين في النوادي فإنه من المفروض أن لا يتواجد بمثل هذه المنشآت التي تسمى "رسمية", لكن رغم ذلك يبقى ملعب الشهيد رشيد مساعدية الملجأ الوحيد لهم في نهاية اليوم. وقال قال لطفي الذي يبلغ الاربعينات من العمر "ليس لدي مكان أمارس فيه رياضة رياضة الركض التي أقوم بها ثلاث مرات في الاسبوع.إذا لم اقم بذلك في الملعب فساقوم به على حافة الطريق السريع, وبصراحة هذا الامر فيه الكثير من المخاطرة وأنا لا احبذ فعله. أحاول أن ابرمج مواقيت حصصي التدريبية في اليوم الذي لا تلعب فيه النوادي مباريات رسمية". وبمرور السنوات, حتى ملعب الشهيد رشيد مساعدية ذو الارضية الترابية تدهورت حالته وأصبح يشكل خطرا على صحة اللاعبين. وفي وقت الشتاء يتحول لبركة من المياه حيث يصعب اللعب عليه. وينتظرالرياضيين منذ مدة تغطية ارضية المنشآة الوحيدة ببلدية بئر توتة بالعشب الاصطناعي ليصبح في مستوى يسمح بإستغلاله في أحسن الظروف. ملاعب جوارية مهملة وفي نهاية كل يوم يتحول مدخل الملعب الى أرضية لممارسة الكرة الحديدية لهواة هذه الرياضة. ونجد في مساحة لا تتعدى 100 مترا مربعا تجمعا لعدد كبير من المواطنين من مختلف الاعمار للتمتع بالكرة الحديدية التي يعتبرها البعض رياضة في حين لا تعدو للبعض الاخر ان تكون اكثر من نشاط لقضاء أوقات ممتعة بين الاصدقاء. "لا يمنعنا من القدوم الى هنا في نهاية الظهيرة سوى تهاطل الامطار. هذا يمكننا من التمتع بمشاهدة ممارسي رياضة الكرة الحديدية ونسيان مشاغلنا اليومية", حسبما قال مواطن في الستينات من العمر مرتديا "قشابيته" في يوم ممطروبارد من فصل الشتاء. وبجوار الملعب, يوجد ملعبان جواريان الاول لكرة القدم والثاني لكرة السلة في حالة يرثى لها نظرا لترك المؤسسة المكلفة بإنجاز الاشغال مساحة مليئة بالحفر لا تتيح القيام بأي نشاط فوق أرضيتهما وهو ما يتاسف له شباب بلدية بئر توتة. وهناك ثلاث ملاعب جوارية انجزت الاحياء الجديدة المنجزة عند مخرج البلدية لكنها غير كافية ولا تلبي الطلبات المتزايدة لعدد السكان الذي يرتفع بدوره بمرور السنوات. ورغم هذا النقص الفادح في المنشآت الجوارية ببئر توتة إلا أن مديرية الشباب والرياضة لولاية الجزائر لم تسجل اي مشروع للانجاز بهدف مواجهة هذا المشكل. وحسب مدير الشباب والرياضة لولاية الجزائر محمد قاوقة سيتم إنجاز 37 منشأة ترفيهية و 20 ملعبا جواريا بإقليم العاصمة في اطار برنامج يهدف الى امتصاص هذا النقص في بعض البلديات لكن بالنسبة لبئر توتة يجب الانتظار, اما البلديات المجاورة وهي اولاد شبل والدويرة وخرايسية وتسالة المرجة فتستفيد من منشآت جديدة في القريب العاجل.