أعادت المواجهات العنيفة التي جرت ليلة امس بين مئات الاقباط والسلفيين في عدد من احياء القاهرة التوتر الطائفي الى الساحة في مصر ليهدد حسب نشطاء سياسيين " مكتسبات ""ثورة" 25 جانفي. وتأتي هذه المواجهات على خلفية احتجاجات الاقباط على حادث الاعتداء على كنيسة الشهيدين بقرية أصول باطفيح بمحافظة حلوان (90 كلم من القاهرة) وعدم البدء فى إعادة بناءها . وقد احتشد الاف المتظاهرون امام مبنى الاذاعة والتلفزيون لليوم الرابع لتحقيق مطالبهم كما قام اخرون بمنطقة المقطم بقطع الطريق وافتراش الارض والاعتداء على السيارات المارة. وكانت قرية اصول بمدينة اطفيح بمحافظة حلوان جنوبالقاهرة قد شهدت احداث عنف عقب خلاف عائلي بين مسلمين بسبب علاقة عاطفية بين ابنة احدهم و شاب مسيحي مما ادى الى مصرع شخصين الامر الذي دفع مسلمو القرية الى حرق الكنيسة. وتزامنت هذه الاحتجاجات مع خروج عشرات من السلفيين في مسيرات جابت الشوارع المؤدية الى مقر رئاسة الوزراء والبرلمان في وسط القاهرة تطالب بإطلاق" سراح " ما اطلقوا عليهم بالسيدات" المحتجزات داخل الكنائس واللائي كن قد اعلن إسلامهن مثل وفاء قسطنطين وكاميليا شحاتة" .. وقد توجه عدد من هؤلاء الى منطقة المقطم ووقعت مشادات استعملت كل انواع الاسلحة بما فيها النارية من استدعى تدخل الجيش لوقف الشغب الذي ادى الى اشتعال النيران ب50 منزلا. وقد خلفت هذه المشادات الدامية حسب مصادر طبية عن وفاة 10 اشخاص واصابة 110 اخرين ويرى الملاحظون ان التشنج الطائفي بدا عندما كثرت المناقشات عقب سقوط الرئيس السابق مبارك حول التعديلات الدستورية منها المادة الثانية بين مؤيد معارض لتغييرها وتنص هذه المادة على أن " الإسلام دين الدولة واللغة العربية لغتها الرسمية ومباديء الشريعة الإسلامية مصدر رئيسي للتشريع". وأمام ظهور النعرات الطائفية التي تهدد السلام الاجتماعي خصوصا خلال الظرف الدقيق الذي تمر به مصر دعت بعض القوى السياسية والشبابية إلى مسيرة مليونية يوم الجمعة المقبل من ميدان التحرير بوسط القاهرة إلى قرية اصول بمركز أطفيح تحت شعار:" لا للفتنة الطائفية". وقد اتهم عبد الله الأشعل وكيل مؤسسي حزب "مصر الحرة" في تصريحات صحفية أطراف وجهات داخلية وخارجية في تغذية، النعرات الطائفية والدينية مؤكدا أن "الظرف التاريخي "الذي تمر به بلاده يستدعى تظافر كافة الجهود لتأمين سلامة الوطن. ودعا إلى التحرك والدعوة مع الأحزاب والقوى السياسية الأخرى لإعلان يوم الجمعة المقبل يوما للوحدة الوطنية في مصر بعنوان "جمعة الوحدة". ومن ناحيته أكد وكيل مؤسسي حزب " الاستقامة" ( تحت التأسيس) عادل دانيال إن شباب حزبه وكافة اطارته سوف تشارك في هذه المبادرة المهمة يوم الجمعة المقبل موضحا إن القساوسة ورجال الأمن ومسؤولي المحافظة وغيرهم ممن قاموا بإدارة الأزمة لم ينجحوا في التعامل مع الأحداث وضمان عدم التعدي من جانب كافة الأطراف في تلك القرية التي يقطنها نحو 5000 مسيحي وسط نحو 50 ألف مسلم. واتهمت جماعة الإخوان المسلمين ما أطلقت عليه "فلول النظام البائد" بالوقوف وراء محاولة إشعال الفتن وإحياء العصبيات والنعرات الطائفية وغيرها من أجل "تمزيق" نسيج الشعب والوطن." وأشارت إلى أن هذه الفلول استخدمت أسلوب "فرق تسد" واستغلت حادثة كنيسة أطفيح وأثارت مجموعة من المتعصبين المسلمين للرد على المسيحيين بحادثة أخرى ليس هذا وقت إثارتها ولا أسلوب حلها.