امتدت مظاهرات الأقباط الاحتجاجية على تفجير الإسكندرية إلى جنوب مصر، متجاهلين بذلك دعوة رئيس الكنيسة القبطية البابا شنودة إلى التزام الهدوء. وتجمع مئات الأقباط في الشوارع الرئيسية بمدينة أسيوط الليلة الماضية احتجاجا على التفجير الذي وقع أمام كنيسة القديسين بالإسكندرية ليلة رأس السنة الميلادية، وارتفع عدد ضحاياه إلى 23 شخصا بعد وفاة أحد المصابين. واحتشد المتظاهرون أمام مقر الحزب الوطني الديمقراطي الحاكم في أسيوط التي يتركز فيها عدد كبير من الأقباط، مرددين هتافات "بالروح بالدم نفديك يا صليب"، وألقوا الحجارة على قوات الأمن التي أحاطت بالمنطقة. وتواصلت مظاهرات الأقباط الاحتجاجية على التفجير لليوم الرابع على التوالي في القاهرةوالإسكندرية، وندد عدد من المتظاهرين بما اعتبروه عدم حماية الحكومة لهم. وأدان المسؤولون المصريون وكبار رجال الدين المسيحيين والمسلمين هذه المجزرة وكثفوا الدعوات إلى الهدوء وإلى الوحدة الوطنية. وفي الخارج ندد أيضا الكثير من الحكومات ورجال دين من مختلف الطوائف والأديان من البابا بنديكت السادس عشر إلى مفتي السعودية بهذا الحادث. غير أن منظمات مصرية للدفاع عن حقوق الإنسان انتقدت أول أمس بشدة سياسة النظام واتهمته بخلق "أرض خصبة" لهذا النوع من العنف. واعتبرت 12 من المنظمات الحقوقية المنضوية في ملتقى منظمات حقوق الإنسان المصرية المستقلة في بيان، أن "سوء إدارة الدولة لملف التوتر والعنف الطائفي يخلق أرضا خصبة وبيئة مواتية لوقوع مثل تلك الأحداث". وفي إطار التداعيات الخارجية للتفجير جرى تعزيز الحراسة حول عدد من الكنائس القبطية في الخارج وخاصة في فرنسا وكندا وألمانيا وبريطانيا. وفي هولندا حيث عرضت منظمات إسلامية هولندية أن تتولى هي حراسة الكنائس القبطية. واقترحت جمعيات مسلمة هولندية حراسة الكنائس القبطية في هولندا بعد الاعتداء الذي استهدف. وأعلنت الجمعيات في بيان لها أن "المجلس المسلم الهولندي ومجلس المساجد المغربية الهولندية واتحاد الجمعيات الإسلامية يعرضون حراستهم" لثلاث من سبع كنائس قبطية في هولندا. وأوضح القس أرسينيوس الباراموسي من كنيسة أمستردام أن الكنائس الثلاث في أمستردام وآيندهوفن وأوتريخت موجودة ضمن لائحة الأهداف التي حددها موقع إلكتروني يبث أغلب بيانات القاعدة. وقال الباراموسي "سأوافق على هذا الاقتراح الذي يجعلني سعيدا جدا"، موضحا أن المتطوعين المسلمين قد ينضمون إلى 12 متطوعا قبطيا يحرسون الكنيسة حاليا. وسيقف هؤلاء المتطوعون على أبواب الكنيسة لمراقبة الأشخاص الذين يدخلون المكان ومساعدة الناس على الجلوس، بحسب القس الذي يقدر عدد الأقباط في هولندا بستة آلاف شخص. وأوضح القس الباراموسي أن اتصالات حصلت مع شرطة أمستردام "التي تتخذ تدابير" خصوصا ليلة عيد الميلاد لدى الأقباط الموافقة لليلة الجمعة. ورفضت الشرطة التعليق على هذه المعلومات. من جانبها قررت وزيرة الخارجية الفرنسية ميشال إليو ماري أن توجه رسالة إلى وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون تطلب فيها إعداد رد منسق لدول الاتحاد ال27 على تهديدات القاعدة لمسيحيي الشرق الأوسط خلال اجتماع وزراء خارجية الاتحاد يوم 31 جانفي الحالي. وقالت إليو ماري إن الأمر يتعلق "بكيفية مساعدة الناس بشكل ملموس"، مشيرة إلى أن وزير الخارجية الإيطالي فرانكو فراتيني سيوقع أيضا على هذه الرسالة. وقالت الوزيرة الفرنسية "يجب أن نعمل في ما بيننا وأن نستقبل ونمنح اللجوء للذين يشعرون بأنهم مهددون، لكن يجب أن نعمل أيضا على أن يتمكن هؤلاء الناس من البقاء في أوطانهم". وأوضحت "هذا ما يجب التوصل إليه في كل مكان، وهذا ما سنعمل عليه بين الأوروبيين".