هاجم أقباط غاضبون كلا من شيخ الأزهر الشيخ أحمد الطيب ومفتي مصر الشيخ علي جمعة ووزير الأوقاف حمدي زقزوق أثناء زيارتهم للبابا شنودة الثالث الزعيم الروحي للأقباط في مقره بالكنيسة الرئيسية للأقباط بوسط القاهرة. * وقال مسؤولون أمنيون إن حوالي أربعة آلاف قبطي تظاهروا في منشأة ناصر غرب القاهرة وقطعوا طريقا رئيسيا تنديداً بالتفجير الذي تعرضت له كنيسة القديسين بالاسكندرية ليلة الجمعة السبت، كما لجأ الوزراء الذين التقوا بالبابا شنودة مساء أمس في المقر البابوي بالكاتدرائية بالعباسية، للعزاء في ضحايا حادث الإسكندرية الإرهابي للخروج من الباب الخلفي للكاتدرائية خوفا من مواجهة المتظاهرين الأقباط الذين هاجموا الدكتور عثمان محمد عثمان وزير التنمية الاقتصادية، وقذفوا سيارته بالحجارة أثناء خروجه من الكاتدرائية. * وأشار المسؤولون إلى أن المتظاهرين قذفوا السيارات المارة بالحجارة، كما أغلقوا الطريق التي تربط العاصمة بضاحية مدينة نصر، ما دفع بشرطة المرور إلى تغيير خطوط السير لتفادي التكدسات المرورية. * وتجمّع نحو 50 مسيحيا أمام مبنى الإذاعة والتليفزيون في القاهرة، وحاولوا اقتحام المبنى منددين بتغطية التلفزيون للحادث. ووصف المحتجون التفجير بأنه "فتنة طائفية" المقصود بها "اضطهاد" المسيحيين في مصر. ورفضوا ما تردده أجهزة الإعلام الرسمية من أن الحادث كان يستهدف"استقرار وسمعة مصر الأمنية". * وفي قرية العزية التابعة لمحافظة أسيوط تظاهر أكثر من خمسة آلاف قبطي احتجاجاً على التفجير. * وندّد المتظاهرون بما سموه التعامل السطحي مع رسائل التهديدات التي أرسلت إلى مصر منذ نحو شهرين من قبل تنظيم القاعدة. وقال شهود إن القرية شهدت صدامات عنيفة بين قوات الأمن والأهالي، وأكدوا أن قوات الأمن ألقت القبض على عدد منهم. * وكانت القيادات الإسلامية المتمثلة في شيخ الأزهر والمفتي ووزير الأوقاف قد أعربت للبابا شنودة عن تضامنها مع الأقباط وتنديدها بالحادث. * وصدّت قوة أمنية مرافقة محاولات بعض المحتجين الأقباط للاعتداء على الشخصيات الثلاث داخل مبنى الكاتدرائية بحي العباسية بعد أن اتهموا الحكومة بعدم حماية الأقباط. إلا أن وزير الأوقاف رفض الاتهامات وقال"إن ما حدث ليس سببه الحكومة ولا المسلمين" وطالب بالبحث عن المستفيد من هذا "الخراب" لمعرفة المتسبب في الحادث. * من جهته، قال شيخ الأزهر أعلى مؤسسة دينية في العالم السني، إنهم لم يأتوا للاعتذار. وأضاف الشيخ الطيب "من ماتوا هم أهلنا، وقد جئنا لنتصدى للإرهاب الذي يستهدف ضرب مصر وتحويلها إلى عراق آخر". * وقال الطيب إن ما جرى في كنيسة القديسين بالإسكندرية من الممكن أن يتكرر في أي مسجد في مصر غدا، إذا لم نتصد جميعا كمسلمين ومسيحيين للإرهاب "الأسود" الذي يستهدفنا جميعا. * بدوره قال جمعة إن "حماية الكنائس واجب وفرض على المسلمين لأن الكنيسة مكان يذكر فيه اسم الله، وأن أي اعتداء على أي كنيسة هو اعتداء على المساجد". * من جانبه قال البابا شنودة "لقد حرصت على الإعلان عن أداء صلاة عيد الميلاد حتى لا يحرمنا الإرهاب من الاحتفال بميلاد السيد المسيح، وحتى لا يتسبب هذا الحادث وعدم الصلاة في زيادة الأمر توترا وخطورة". * وأضاف "ليس معنى حزننا على أولادنا ألا نتصرف بحكمة وقد حاول الإرهابيون مرارا العبث بأمن مصر، ولن نتركهم يصلون إلى هدفهم بإحداث الفرقة بين المسلمين والأقباط". * وكانت مصادر أمنية مصرية قالت في وقت سابق أمس إن أجهزة الأمن تمكنت من اعتقال سبعة أشخاص يشتبه بتورطهم في تفجير الكنيسة. وأوضح مسؤول أمني أن المشتبه بهم يخضعون للتحقيق، رافضا الكشف عن الجهة التي تجري التحقيق معهم. * وأشار المسؤول إلى أن الأجهزة الأمنية كانت قد اعتقلت 17 شخصا أمس إلا أنها أفرجت عن 10 أشخاص بعد احتجازهم لفترة قصيرة. * وذكر وزير الداخلية المصري حبيب العادلي، في اجتماع مصغر للحكومة، أمس إن جهات أجنبية متورطة في الحادث الذي وقع ليل الجمعة إلى السبت. * وأضاف، في تصريح نقله موقع صحيفة "الأهرام"، أن هناك بعض المتسللين الذين تم التعرف عليهم ودخلوا مصر قبل أعياد الميلاد عبر الحدود بمساعدة مصريين. وتابع قائلا إن الأجهزة الأمنية توصلت إلى "معلومات مهمة". * وكان الرئيس المصري حسني مبارك توعد، في خطاب أمس، بمعاقبة المخططين والمتورطين في الحادث. وقال إن "العملية الإرهابية" التي استهدفت كنيسة القديسين "تحمل في طياتها دلائل تورط أصابع خارجية". كما حمل رموزٌ في المعارضة المصرية النظام المسؤولية بالحادث، وطالبوا بإقالة وزير الداخلية لفشله في مكافحة الإرهاب. * هذا وقد أصيب مساء أمس 42 من أفراد الأمن، بينهم 4 ضباط شرطة، و38 مجندا، خلال اشتباكات مع متظاهرين أقباط أمام كاتدرائية العباسية منذ قليل، بالإضافة إلى اثنين من المواطنين اللذين تصادف تواجدهما بالقرب من الكاتدرائية، بعد أن قام المتظاهرون بإلقاء رجال الأمن بزجاجات المياه والحجارة، ثم أعلنوا الاعتصام داخل الكاتدرائية أكدت مصادر كنسية أن البابا شنودة الثالث بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، بصدد إصدار قرار بالاكتفاء بأداء صلاة قداس العيد فقط بالكنائس في كل محافظات الجمهورية، وعدم تنظيم الحفلات المعتادة للأطفال يوم العيد صباحا إلغاءً لكافة المظاهر الاحتفالية بمناسبة عيد الميلاد المجيد. وذلك تكريما لأرواح الضحايا الذين لقوا مصرعهم في العملية الإرهابية التي استهدفت كنيسة القديسين بالإسكندرية.