اعتبر الناطق الرسمي باسم وفد الحكومة المؤقتة للجمهورية الجزائرية بافيان، رضا مالك، يوم الأربعاء بالجزائر العاصمة أن "تحقيق وحدة الشعب و الوحدة الترابية للبلدان المستعمرة المكرسة فيما يخص الجزائر باتفاقيات ايفيان تبقى "موضوع الساعة" لان "مبادئها" باتت اليوم مهددة. وأكد السيد رضا مالك خلال ندوة نظمت في منتدى المجاهد بمناسبة الاحتفال بالذكرى ال49 لوقف إطلاق النار (19 مارس 1962) أن إنجازات الحكومة المؤقتة للجمهورية الجزائرية في ايفيان تبقى موضوع الساعة لا سيما في جوانبها المرتبطة بوحدة الشعب و الوحدة الترابية الجزائرية و كذا الاستقلال التام الذي لم يكن بشأنه مجال للتفاوض بالنسبة لمسؤولي الثورة". ويتعلق الأمر بالنسبة له بثلاثة "مبادئ" متضمنة في اتفاقيات ايفيان وهي اليوم كما قال، مهددة في أماكن أخرى. و بهذا الشأن ذكر السيد رضا مالك بانقسام السودان الذي تم مؤخرا بإنشاء دولة جديدة في الجنوب وتهديد تفكك بلدان إفريقية أخري بفعل العولمة كما أوضح. و ذكر السيد رضا مالك من جهة أخرى أن مفاوضات ايفيان التي أفضت إلى استقلال الجزائر التام "جرت في سياق تميز بحركة عالمية لتصفية الاستعمار" عرفت كما قال، ذروتها مع الثورة الجزائرية. و ألح رئيس الحكومة السابق من جهة أخرى على كون "الحكومة المؤقتة للجمهورية الجزائرية" لم تقبل أبدا خوض مفاوضات مع سلطات الاستعمار مع وقفها للنشاط العسكري في الميدان". وأشاد في هذا الصدد بالشعب الجزائري الذي تحلى-كما قال- "بصبر كبير" قبل أن تتوج هذه المفاوضات بالاستقلال. ومن جهة أخرى، عاد السيد رضا مالك إلى مختلف مراحل المفاوضات بين الطرفين منذ بداية سنة 1955 إلى غاية مولان في جوان 1960 ملحا على أسباب فشلها المتكرر. ويرى أن هذه المفاوضات كانت تتعثر أمام تشبث الحكومة المؤقتة للجمهورية الجزائرية بموقفها بشأن المسائل المرتبطة بالصحراء الجزائرية" و وضع الأقلية الأوروبية و وحدة الشعب الجزائري و كذا وضع القاعدة العسكرية الجوية و البحرية لمرسى الكبير". وأوضح من جهة أخرى أن ايفيان شهدت جولتين من المفاوضات و هي ايفيان : (من 20 ماي إلى 13 جوان 1961) و ايفيان II (ابتداء من سبتمبر 1961). و قد أفضت هاتين الجولتين من المفاوضات إلى التوقيع على اتفاقيات نجم عنها ميلاد الجمهورية الجزائرية الديمقراطية المستقلة.