شاء القدر أن يرتبط منشأ التوأمان صلاح وحسام الدين بالشجرة والاخضرار و البيئة النقية إذ أنهما من مواليد 21 مارس المصادف دوما للعيد العالمي للشجرة. و قد ارتأى هذان الشابان اليافعان المتمدرسان بمتقن زغاية (ولاية ميلة) حيث يقطنان أن يحتفلا بعيد ميلادهما العشرين اليوم الاثنين متطوعين بغرس شجيرات على مستوى مفترق الطرق القريب من المركز الجامعي لمدينة ميلة. وقد شارك التوامان في ذلك المئات من أعوان وإطارات محافظة الغابات و مديريات الحماية المدنية والمصالح الفلاحية و المسؤولين المحليين وبراعم الكشافة الإسلامية الجزائرية و كذا مواطنين عاديين الذين يطمحون لخلق مساحات خضراء و بيئة سليمة. "حبي للشجرة عميق و متجذر "يقول صلاح الدين بصوت واثق وكلمات قصيرة معبرة فيما يضيف حسام الدين "الغابة والأشجار متنفسنا". وقد بلغ مستوى هذا الارتباط بين حسام الدين و الشجرة كما أكد أحدهما أن احتفلا في إحدى السنوات الماضية بعيد ميلادهما حول "طارطة" حلويات أخذت شكل شجرة خضراء. و طوال الأعوام الماضية لم يتأخر هذا التوأم "الأخضر" بامتياز عن المشاركة في حملات التطوع الخاصة بالتشجير بزغاية ومحيطها وذلك ما كان موضع تنويه من محافظ الغابات للولاية و باقي المتطوعين الحاضرين والذين انضمت إليهم سلطات الولاية. و فيما كان الحضور بصدد غرس نحو 1.000 شجيرة بالمكان بهذه المناسبة التي شملت أيضا عمليات أخرى مماثلة بكل من عين ملوك بجنوب الولاية و ميلة أيضا أعلن محافظ الغابات حسين حمادوش عن تنفيذ برنامج تشجير شمل 1250 هكتارا عبر الولاية منذ شهر أكتوبر الماضي. و تسعى ذات المحافظة خلال العام الحالي 2011 إلى تشجير 1.000 هكتار إضافية مبرمجة ضمن برنامج خماسي " 2010-2014" يرمي إلى رفع نسبة التغطية الغابية بالولاية إلى 13 بالمائة كما أكد حمادوش الذي قدر المساحة الغابية الحالية للولاية ب 34 ألف هكتار. وفي انتظار ذلك يطمح حسام وصلاح في الالتحاق "قريبا" للدراسة بالمركز الجامعي لميلة حتى يمكنهما معاينة عن قرب نمو الشجيرات التي قاما بغرسها نهار اليوم.