صدر مؤخرا بقسنطينة كتاب تحت عنوان "المواليد بدون ألقاب محددة في العالم العربي الإسلامي...تساؤل مسعف من طرف الدولة" بقلم محمد الشريف زرقين الذي يعود من خلال "شهادة ثانية" عن ظروف ولادته الى طرح قضية أطفال لم يقترفوا أي جريمة حتى يتركوا لمصير مجهول . وكتبت مقدمة هذا الكتاب -المتوفر منذ فترة بالمكتبات المحلية والذي يقع في 108 صفحة -عضوة البرلمان الأوروبي الفرانكو جزائرية مليكة بن عراب عطو . وترى السيدة ابن عراب عطو "وبدون أن تكون مخصصة في الموضوع" أن قضية الأطفال غير الشرعيين "تطرح جديا على المجتمع" وتهمها كامرأة سياسية "بحكم أن الولادة تحت علامة (أكس) تعني خطر الموت المبكر بنسبة جد عالية ". ومنح مؤلف الكتاب الكلمة أيضا الى "سلطتين أخلاقية و مثقفة" من خلال الدكتورعبد الله بوخلخال عميد جامعة الأمير عبد القادر للعلوم الإسلامية بقسنطينة و الأستاذة فاطمة بن براهم المحامية لدى مجلس قضاء الجزائر العاصمة . و الكتاب في حقيقة الأمر هو امتداد ل"شهادة أولى" للكاتب نشرها في شهر مارس 2009 بقسنطينة تحت عنوان "مسعف من الدولة ...الخوف من المجهول''. و الكتاب عبارة عن تحقيق جريء قام بها زرقين بكل من الجزائر وفرنسا حول "ظروف ولادته ليخلد بعد ذلك إلى ذلك الشعور الموجه له كنقمة". ويقول الكاتب في هذا الصدد "في البداية كنت أحس داخل أعماقي بالوحدة وأنا متخندق وراء حواجزي كأنما كنت متهم باقتراف جريمة فضيعة". و يجد قاريء هذا الكتاب الجديد نفسه أمام تلك العودة التي قام بها محمد الشريف زرقين الى مصيره و التي منحته "السخاء الأصيل الذي ينتظره البشر من الحياة" والذي يعني بالنسبة لغالبية أمثاله الذين امتلكوا ذلك الحق الطبيعي المتمثل في "المطالبة بعدم إهمالهم عند الميلاد"وفي "ضرورة عدم تجاهل مأساة الأطفال القادمين من خارج الزواج". و قد قدمت هذه المسائل المعقدة بشكل ذكي في هذا الكتاب عبر استعراض الفتاوى الدينية حسب المذاهب المختلفة مدعومة بآيات من القرآن الكريم و الإنجيل إلى جانب تذكير تاريخي بمصير الأطفال "الطبيعيين" منذ الإمبراطور الروماني جوستينيان مرورا بكاترين روسيا الثانية والقديس فانسان دو بول. و يتميز الكتاب الذي يتطرق لهذه القضية الحساسة بوضوح في الرؤية طبع تفكير صاحبه محمد الشريف زرقين "الطفل الذي ترك لمصير مجهول لدى ولادته سنة 1963 بقسنطينة "والذي أخرج اليوم فيلم مقتبس عن كتابه الأول "الخوف من المجهول" اختير مؤخرا في الانتقاء الأولي لمهرجان كان السينمائي.