ينبغي على استراتيجية مكافحة فيروس فقدان المناعة المكتسبة السيدا أن تأخذ بعين الاعتبار ضعف النساء والبنات أمام هذا الفيروس، حسبما أوصى به مختصون يوم الأربعاء بالجزائر. في هذا الصدد، أوضحت الدكتورة شرفي زاهية مديرة المعهد الوطني للصحة العمومية لدى تدخلها في إطار يوم دراسي حول موضوع "تعزيز التزام المؤسسات و المجتمع المدني تجاه النساء و البنات في إطار فيروس فقدان المناعة المكتسبة بالجزائر" انه بالنظر إلى عدد معين من العناصر فان المرأة و البنت هن الأكثر تعرضا لفيروس السيدا. وأضافت تقول أن هذه الهشاشة تتضمن عديد الجوانب المرتبطة خاصة بالجانب الجسماني و الاقتصادي و الجندر علاوة على "عناصر متعلقة بالفيروس نفسه". كما أوضحت مديرة المعهد الوطني للصحة العمومية أن "الفوارق" بين الجنسين تسهل تطور فيروس فقدان المناعة المكتسبة/السيدا. وأوضحت انه كثيرا ما تحجم المرأة المصابة بفيروس السيدا عن إخبار محيطها المقرب عن مرضها خشية على نفسها و حرمانها من أطفالها. وأشارت أيضا إلى أن "هذه الوضعية تزيد لما تكون المرأة عاطلة عن العمل و تكون معتمدة كليا على زوجها". فبعد أن أبرزت بان العلاقات الجنسية العادية تشكل الوسط الملائم لانتقال الفيروس حذرت الدكتورة شرفي أن عدد النساء المصابات بالفيروس يمكن أن يرتفع. من جانبها، أكدت رئيسة الجمعية الحياة لمكافحة السيدا السيدة لحول نوال أن "غياب التمويل و الظرف الاجتماعي و الثقافي و عدم تكيف الاستراتيجيات الوقاية تجاه الفئات الهشة تعد من العناصر التي لم تسمح بإعداد و تطبيق برنامج للوقاية".". وتابعت تقول انه في عديد الحالات تكتشف العديد من النساء إصابتهن بفيروس فقدان المناعة المكتسبة أثناء الحمل متأسفة في هذا الإطار أن عديد الرجال المسؤولين عن العدوى لا يتم الكشف عنهم و يستمرون في نقل العدوى إلى نساء أخريات. كما أوضحت رئيسة جمعية الحياة إننا نشهد عملية "إضفاء الطابع النسوي" على الوباء لان "الضغوط" الاجتماعية و الثقافية و الاقتصادية التي تعاني منها النساء لا تسمح لهن بضمان وقايتهن. وفي معرض تدخله حول مسالة حقوق الإنسان و فيروس فقدان المناعة المكتسبة/السيدا اعتبر البروفيسور مهدي يوسف المختص في الطب الشرعي بالمركز الاستشفائي الجامعي مصطفى باشا أن المرأة المصابة بفيروس السيدا لا تتمتع بجميع حقوقها. و خلص في الأخير إلى القول بان هذه الوضعية تؤدي إلى تمييز و احتقار بالشخص المريض مما "سيؤدي بكل تأكيد إلى التأثير عليه في الصميم".