أكد المشاركون في الندوة الدولية حول التمويل المصغر يوم الثلاثاء بالجزائر أن تطوير المؤسسات المصغرة و الصغيرة بالجزائر يتطلب انشاء مؤسسات مختصة في تمويل هذه النوع من المؤسسات. و عقب أشغال هذه الندوة الدولية التي افتتحت الأحد الماضي أوضح المشاركون بأن هذه المؤسسات التي قد تكون بنوك أو صناديق للتمويل المصغر ستتكفل ليس فقط بتمويل انشاء المؤسسات المصغرة و الصغيرة بل أيضا بمرافقة تطورها. كما سيساهم انشاء هذه المؤسسات في وضع اجراءات التمويل الخاصة بهذه المؤسسات تعرف بالتمويل المصغر و التي ستكون تكميلية للنظام البنكي الكلاسيكي لاسيما من خلال مساهمة الحركة الجمعوية و المانحين. و قد أوصى المشاركون من جهة أخرى بتدعيم اجراءات تمويل المؤسسات الموجودة خارج القطاع البنكي في اطار ديناميكية الشراكة في القطاعين العمومي و الخاص. و قد اعتبر المشاركون في هذه الندوة الذين قدموا من مختلف بلدان منطقة الشرق الأوسط و جنوب افريقيا أن الزامية التأمين من الفشل و الخسائر قد يكون بمثابة محرك من أجل توسيع مجموعة المؤسسات المصغرة و الصغيرة الجزائرية. و قد اقترح هؤلاء من جهة اخرى الشروع في انشاء هياكل خاصة بهذه المؤسسات على مستوى البنكين النموذجيين و تطبيق الهندسة المالية الخاصة بالمؤسسات المصغرة و الصغيرة. و يتطلب انشاء هذه الهياكل برنامجا تكوينيا للموارد البشرية في مجال أسس تمويل المؤسسات المصغرة و الصغيرة. و اعتبر المختصون أن إدراج التمويل المصغر بالجزائر يتطلب مراجعة الإطار القانوني المنظم لتمويل المؤسسات المصغرة و الصغيرة و تشجيع الوساطة المالية فيما يخص توجيه و إدارة المؤسسات المصغرة و الصغيرة من خلال إدماج أجهزة لدعم و مرافقة هذا النوع من المؤسسات. و تمحورت أشغال هذه الندوة التي تنظمها وزارة الصناعة و المؤسسات الصغيرة و المتوسطة و ترقية الاستثمار و مؤسسة التعاون الألماني للتنمية حول "مناقشة فرص تطوير التمويل المصغر في الجزائر و الوسائل الواجب تطبيقها لإدراجها كأداة تكميلية لتمويل المؤسسات الصغيرة و المتوسطة". و أشار المنظمون إلى أن هذا اللقاء شكل فضاء للتبادل و التشاور بشأن "الممارسات الجيدة في مجال التمويل المصغر و أحسن المناهج لإدراجها". و إضافة إلى الجلسات العامة تتضمن أشغال الندوة ورشات حول "نظرة شاملة للتمويل المصغر" و "الإطار القانوني لإدراج التمويل المصغر" إضافة إلى "تنظيم التمويل المصغر". و يعتبر التمويل المصغر بمثابة مجموعة من الخدمات المالية تتكيف مع المؤسسات المصغرة و الصغيرة و وسيلة لتمويل مستديم و مربح. و تعد أداة تمويل بديلة حين تقلص المسارات الكلاسيكية من إمكانية استفادة الأطراف الفاعلة الاقتصادية الصغيرة منها. و يندرج انعقاد الندوة في سياق يتميز بإرادة الجزائر في جعل المؤسسات الصغيرة و المتوسطة عنصرا أساسيا في التنمية الاقتصادية و الاجتماعية للبلاد.