أعلنت الشركة المالية الدولية، التابعة للبنك العالمي والمختصة في تمويل مشاريع القطاع الخاص، عن تأسيس فرع في الجزائر للبنك البريطاني "أدفنس سيكار" المختص في منح قروض مصغرة للمؤسسات التابعة للقطاع الخاص في الجزائر. وأضافت الشركة في بيان لها، أن"أدفنس الجزائر"، سيكون بمثابة صندوق رأس مال مخاطر لتمويل ومصاحبة المشاريع المصغرة في الجزائر، ودعمها بواسطة قروض مصغرة، وسيشرف على العملية شركة الاستثمار "ادفنس أس أي سيكار"، بالشراكة مع صندوق مختص في تنمية التمويلات ومكتب خبرة فرنسي مختص في القروض المصغرة، كما ستختص الشركة الجديدة في تقديم قروض للمؤسسات المصغرة والمؤسسات الصغيرة في الوسط الحضري، والتي تجاوز عددها 24000 مؤسسة منذ بداية العمل في الجزائر، بقيمة 45 مليون أورو. ويهدف المشروع، الذي أطلقته الشركة المالية الدولية، إلى توسيع العملية إلى قطاعات نشاطات لم تستفد من القروض المصغرة من قبل البنوك والمؤسسات المالية العمومية والخاصة المتواجدة في الجزائر، وسيكون المشروع الأول من نوعه منذ مصادقة البرلمان على قانون يسمح بإنشاء شركات رأس مال المخاطرة، حيث سيكون الفرع الجزائري للبنك البريطاني، أول صندوق يعمل في قطاع تأمين القروض وتمويل المشاريع الخاصة المصغرة بتقنية تمويل المشاريع الاستثمارية بواسطة هذا النوع من الشركات التي تدعى "شركات رأس المال المخاطر". ولا تقوم تقنية التمويل من قبل صناديق المخاطرة على تقديم الأموال فحسب، كما هو الحال في التمويل المصرفي التقليدي، بل تقوم على أساس المشاركة، حيث يقوم المشارك بتمويل المشروع من دون ضمان العائدات ولا قيمتها، وبذلك فهو يخاطر بأمواله، ولهذا فهذه التقنية تناسب أكثر قطاع المؤسسات الصغيرة والمتوسطة والمؤسسات المصغرة التي توجد في مراحل توسعية، لكنها تواجه صعوبات في هذا المجال، حيث أن النظام المصرفي العادي يرفض منحها القروض نظرا لعدم توفر الضمانات الكافية التي تطلبها البنوك التجارية في العادة لتغطية لمخاطر القروض. وسيسمح المشروع الجديد للآلاف من المؤسسات الجزائرية الصغيرة والمتوسطة من الحصول على قروض مصغرة لتوسيع نشاطها، سيما أن العائق الأساسي أمام تطور قطاع المؤسسات الصغيرة والمتوسطة الجزائري يتمثل في رفض البنوك التابعة للقطاع العام مرافقة المشاريع التي تتقدم بها المؤسسات الصغيرة، كونها مؤسسات عائلية في الغالب، ما يجعل قوانينها الأساسية غير واضحة ولا تشجع البنوك على مصاحبتها. وتتحمل الشركة المالية الدولية، كليا أو جزئيا الخسارة في حالة فشل المشاريع المصغرة التي ستمولها في الجزائر. ومن أجل التخفيف من حدة المخاطر، فإن الشركة لا تكتفي بتقديم القروض فحسب، بل ستساهم في توفير استشارة للمؤسسات التي ستستفيد من القروض التي يمكن أن تغطي جميع مراحل المشروع من مرحلة الإنشاء إلى مرحلة التوسع والنمو، ما يقتضي تقديم مخطط تنمية من طرف المؤسسة التي تتقدم بطلب للحصول على تمويل من الشركة المالية الدولة. عبد الوهاب بوكروح