لازالت الاتهامات المزعومة من طرف جهات أجنبية بشأن وجود مرتزقة جزائريين بليبيا تثير موجة من التنديد والاستنكار من طرف السلطات الجزائرية. وفي هذا الاطار وصفت الجزائر يوم الثلاثاء الحملة الرامية لتوريطها في "الرعاية المزعومة" للمرتزقة في ليبيا "بالتحامل اللامسؤول". وأفاد بيان لوزارة الشؤون الخارجية أنه "بالرغم من التكذيبات العديدة القاطعة الصادرة عن السلطات الجزائرية فضل مصطفى عبد الجليل (رئيس المجلس الوطني الانتقالي الليبي) أن يتراجع عن التكذيب الذي صدر عنه شخصيا لهذه الاتهامات الطائشة في حديث له مع صحيفة جزائرية بتاريخ 5 مارس 2011 وأن يركز بصفة خاصة على الجزائر متهما إياها بغير وجه حق في رعاية مزعومة لنشاطات المرتزقة في ليبيا". و أكدت الوزارة أن "هذا التحامل اللامسؤول في محاولة توريط السلطات الجزائرية بأية وسيلة يستوقفنا بشأن نوايا و مبررات الذين يقفون وراء هذه المؤامرة ضد بلد لا ذنب له سوى أنه رفض التدخل في الشؤون الداخلية الليبية و تأسف للاستعمال المفرط للقوة و حذر من المخاطر المميتة لتسلل مجموعات إرهابية الى الأراضي الليبية". وفي سياق متصل أكد وزير الداخلية و الجماعات المحلية دحو ولد قابلية يوم الثلاثاء بأدرار أنه لا يوجد "أي دليل" على المشاركة المزعومة لرعايا جزائريين في نشاطات مرتزقة في ليبيا. و في تصريح للصحافة أكد الوزير انه "الى غاية الان ليس لدينا أي دليل على أن جزائريين يقاتلون ضمن القوات غير النظامية للزعيم الليبي معمر القذافي". وأوضح أنه اذ تأكد تورط مواطنين جزائريين مزعومين في نشاطات مرتزقة فانهم بذلك يكونون "في حالة مخالفة" في نظر القانون الجزائري. ومن جهته اكد محافظ السلم والامن بالاتحاد الافريقي الجزائري رمطان لعمامرة اليوم الثلاثاء بالجزائر ب"انه ليس هناك اي دليل يثبت ويؤكد وجود مرتزقة مقاتلين في ليبيا" واصفا هذه الادعاءات ب"التلاعب بالاحداث" . واضاف المتحدث قائلا " لقد تلقينا معلومات حول اتهامات عبر الوساطة تتعلق بمشاركة مرتزقة افارقة في ليبيا لكننا لم نتلق اي دليل على وجود هؤلاء المرتزقة". وكانت وزارة الشؤون الخارجية قد وصفت يوم الإثنين عمليات التضليل الإعلامي الرامية إلى توريط السلطات الجزائرية في نشاطات لمرتزقة يزعم أن جزائريين يقومون بها ب"الادعاءات الكاذبة". وأكد الناطق باسم وزارة الشؤون الخارجية أن "دوافع أولائك الذين يروجون لهذه الإدعاءات العارية من الصحة للمساس بسمعة الجزائر تمليها عليهم إرادتهم في دفع بلادنا الى اختيار ودعم جهة ضد أخرى في الأزمة بين الاخوة التي تهز ليبيا الشقيقة". يذكر ان وفد لجنة الإتحاد الإفريقي حول ليبيا الذي غادر في وقت سابق من نهار اليوم الجزائر بعد زيارة دامت يومين قد أجرى أعضاؤه خلالها محادثات مع رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة تركزت اساسا حول الجهود المبذولة من قبل الاتحاد للوصول الى حل نهائي بشأن النزاع المسلح في ليبيا . و قد دعت لجنة الاتحاد الافريقي حول ليبيا إلى "الوقف الفوري لكل أعمال القتال" و "الإسراع في إيصال المساعدة الإنسانية" و "الحوار بين الأطراف الليبية".