اعتبرت المختصة في اللسانيات الاجتماعية، خولة الإبراهيمي، يوم السبت بالجزائر أن التراث اللغوي الجزائري من خلال تنوعه و ثرائه وسيلة للتعبير عن "الانا العميق " للشعب الجزائري. وأشارت الجامعية خلال لقاء حول "الخطاب التلقائي و الشعر في اللهجة العاصمية" إلى أن "اللغات المنطوق بها في الجزائر سواء كان مصدرها من الأمازيغية أو منحدرة من اللغة العربية (...) تمثل تراث لغوي غني و متنوع يتعين علينا المحافظة عليه و نقله للأجيال الصاعدة". وتطرقت السيدة الإبراهيمي إلى القصيدة الشعرية للشيخ المصطفى القبابطي المخصصة للجزائر و التي عبر فيها الشاعر الذي كان مفتي المسجد الكبير بالجزائر العاصمة خلال القرن ال19 و هو منفي عن حزنه وألمه باللهجة الجزائرية بدلا من اللغة العربية الأدبية. وأوضحت أن النطق الذي يميز التراث اللغوي الجزائري كان ملجأ بالنسبة إلى السكان الأصليين خلال الحقبة الاستعمارية و نقلوه لفرض هويتهم بحيث ذكرت أمثلة عن القصص الشعبية و البوقالات و الملحون (الشعر الشعبي) و الحوفي (الشعر النسوي المستوحى من التراث الأندلسي). وأشارت الجامعية التي تأسفت "لتهميش" اللغات المنطوقة و اللهجات المحلية من قبل بعض الباحثين إلى أن الدراسة الدقيقة لهذا التراث اللغوي تكشف ضرورة التعبير عن مختلف الأحاسيس التي ينقلها هذا التراث. كما أكدت أن "اللغات المنطوق بها في الجزائر سمحت للشعب بالتعبير عن أحاسيسه من خلال مختلف الفترات التاريخية التي عاشها: و تطورت هذه اللغات تماشيا مع تطور الحياة اليومية". واعتبرت السيدة الإبراهيمي أن أهم الهيئات الاجتماعية كالأسرة و المدرسة "فشلت" في مهمتها التي تكمن في نقل التراث اللغوي بعد الاستقلال لاسيما مع ظهور "معارضة" بين اللغة الأم و لغة المعلم التي تعتبر "اللغة الحقيقية". و شددت على أهمية دور المجتمع المدني في نقل التراث اللغوي للأجيال الصاعدة معربة عن أملها في إدماج العلميين الذين تكمن مهمتهم في إعداد الكتب و القواميس أو حتى موسوعات مخصصة للتراث. واعتبرت السيدة إبراهيمي أن هذه المبادرة من شأنها أن تخلق اتصال دائما بين الشباب الجزائري (التلاميذ و الثانويين و الطلبة) و تراثهم و هويتهم مع إبقائهم منفتحين على لغات و ثقافات أخرى. وقد نظم هذا اللقاء من قبل جمعية منحدر أصدقاء لوني أرزقي و سيدي عبد الرحمان بمناسبة اليوم الوطني للعلم (16 أفريل) بحيث سيبدأ شهر التراث في 18 أفريل و سيحتفل بالذكرى ال11 لتأسيس الجمعية.