دعا مشاركون في ملتقى علمي حول " النباتات الطبية" الذي تحتضنه ورقلة يوم الثلاثاء إلى ضرورة تثمين المخزون الطبيعي المعتبر من النباتات الطبية التي تزخر بها الجزائر . وأكد عدد من المتدخلين في هذا اللقاء العلمي الذي تنظمه جامعة "قاصدي مرباح" أن الجزائر تعد واحدة من بين البلدان التي تتوفر على مخزون معتبر من النباتات والأعشاب الطبية والتي يتعين تثمينها بغرض استغلالها لأغراض مختلفة ومن بينها صناعة بعض الأدوية. و يحصى اليوم في الجزائر أكثر من 3.500 نبتة طبية منتشرة في مختلف أرجاء الوطن وأن أصناف كثيرة من هذه النباتات الطبية يمكن العثور عليها كذلك في العديد من البلدان الأوروبية على غرار إسبانيا و إيطاليا كما أن هناك نباتات وأعشاب طبية لا يمكن العثور عليها إلا في بلدان الشريط الصحراوي و أخرى يقتصر وجودها على دول شمال إفريقيا كما ذكر مدير الجامعة في تدخل له في مستهل أشغال هذا الملتقى العلمي . وأكد ذات المتدخل أن التربة المتنوعة و الخصبة التي تتميز بها العديد من مناطق الجزائر لها أثر بالغ على نوعية النباتات والأعشاب الطبية و تركيبتها الكيماوية مما يكسبها خصائص مميزة . وقد شرعت العديد من الهيئات المتخصصة على مستوى بعض الأقطار العربية في إعداد خرائط للغطاء النباتي قصد إجراء بحوث حولها و منها الخروج بتوصيات تحث على استخدامها في صناعة أدوية محلية تتمتع بفعالية كبيرة كما أضاف نفس المتحدث . و من جهته أوضح الأستاذ يوسفي محمد من جامعة الأغواط " أن هناك توجها واسعا في العالم اليوم نحو الطب البديل و التداوي بالأعشاب الطبية عوضا عن الأدوية الكيماوية التي يوجد للبعض منها آثار جانبية " . و يتوجب التعامل بحذر مع النباتات الطبية سواء من حيث كمية الجرعات المستعملة أو بخصوص طبيعة هذه النباتات في حد ذاتها التي يحتوي العديد منها على مواد سامة قد تلحق الضرر بصحة الإنسان كما أضاف ذات المتدخل . و أشار الأستاذ يوسفي " أن التوجهات المتعلقة بهذا الجانب في الجزائر تهدف إلى حصر كافة النباتات الطبية المتواجدة عبر ربوع الوطن وإخضاعها للدراسة لانتقاء منها المستخلصات ذات الفعالية البيولوجية في علاج بعض أنواع الأمراض التي قد تكون مستعصية " . و يهدف هذا اللقاء العلمي الذي يشارك فيه لعديد من الأساتذة و الخبراء والباحثين الذين قدموا من مختلف المراكز و المؤسسات الجامعية بالوطن إلى تبادل الأفكاربين مختلف مخابر البحث و مؤسسات التعليم العالي و البحث العلمي بما يساهم في فتح فضاءات جديدة في مجال البحث العلمي بخصوص موضوع النباتات الطبية من أجل تثمين وترقية هذا النوع من النباتات الطبية . و برمجت عدة مداخلات خلال أشغال الملتقى التي تتواصل على مدار يومين والتي سيتناول بعضها "طرق استخلاص بعض أنواع الزيوت من نبتة النعناع "و " الفعالية المضادة للتركيبات و المضادة لأكسدة الزيوت "و "تنوع الفعالية المضادة لبكتيريا الزيوت الطيارة لبعض أنواع الكاليبتوس" و" استعمال منتوج التمور في الطب التقليدي" . وقد أقيم بالمناسبة معرض لعينات من النباتات والأعشاب الطبية .